قال وزير التراث الثقافي والسياحة والصناعات اليدوية: أننا دخلنا مرحلة جديدة في العلاقات مع أرمينيا وبدأنا، بناءً على مذكرات التفاهم، تنفيذ إجراءات عملية في مجال التعاون المتحفي والسياحي، وإقامة معرض للصناعات اليدوية في طهران وایروان ، والتعاون في مجال التراث الثقافي وتسجيل التراث المادي وغير المادي المشترك في اليونسكو، وتبادل التعليم في مجال الصناعات اليدوية مع أرمينيا.
واضاف صالحي أميري في اجتماع مع جانا أندرياسيان وزيرة الثقافة والتعليم والرياضة في جمهورية أرمينيا الذي عقد في وزارة التراث الثقافي والسياحة والصناعات اليدوية، مرحباً بجانا أندرياسيان والوفد المرافق لها: «لقد قضينا أياماً سعيدة العام الماضي وهذا العام في أرمينيا. وتحدثنا مع الدكتور عراقجي، وزير الخارجية، حول المحادثات البنّاءة في أرمينيا، وكان رأيه إيجابياً، وكانت هذه الرحلة نقطة تحول للحكومة الإيرانية».
وأوضح صالحي أميري: إن تشكيل لجنة مشتركة بين وزارتي التراث الثقافي والخارجية لتطوير التعاون أمر ضروري. نحن بحاجة إلى تعيين مستشارين سياحيين في الدول المستهدفة. كما يجب أن يكون تفعيل السفارات في مجال المعارض الدولية السياحية والمشاركة في الرحلات الخارجية ضمن جدول الأعمال المشترك.
إيران تبدي استعدادها لترميم المسجد الأزرق في أرمينيا
وتابع صالحي أميري: لقد توصلنا إلى قناعة بأن الأصدقاء الأرمن لديهم تعاون بنّاء معنا. نحن نعتقد أن التقارب والسلام بين الأديان يمكن أن يبدأ من الأماكن المقدسة، وقد قمنا بترميم معظم الكنائس وسجلناها في اليونسكو. وزملائي في التراث الثقافي مستعدون لترميم المسجد الأزرق في أرمينيا، الذي يعود إلى العهد القاجاري.
وقال صالحي اميري: إن رئيس معهد بحوث التراث الثقافي الإيراني، وهو من الأساتذة المعروفين، مستعد لتنظيم ورش عمل تدريبية مشتركة للفنانين في مجالات المنمنمات، والفخار الأرميني، وترميم الآثار.
وأشار صالحي أميري: اقترح إطلاق جولة سياحية للأرمن من إيران، خاصة لزيارة الكنائس والمعالم السياحية، وكذلك جولة سياحية إيرانية لزيارة أرمينيا. في عام 2024، سافر 263 ألف شخص من أرمينيا إلى إيران، كما ذهب 213 ألف إيراني إلى أرمينيا، مما يظهر زيادة بنسبة 53٪ مقارنة بعام 2023. وأكد أن هذا المكان هو بيت لشعب أرمينيا، وأحد اهتماماتهم هو السفر إلى أرمينيا، حيث تتوفر لهم الظروف المناسبة.
جانا أندرياسيان: وقعنا مذكرة تفاهم في مجال التراث الثقافي
وبهذا الصدد قالت جانا أندرياسيان: هذه هي المرة الثالثة التي نلتقي فيها، وفي هذه الفترة الزمنية كان لجهودكم وجديتكم دور بارز في تقدم الاستراتيجيات. كانت زيارة الدكتور بزشكيان إلى أرمينيا حدثاً مهماً، والقضايا التي تم طرحها، خاصة في مجال التعاون الاستراتيجي، كانت ذات أهمية كبيرة، وأنا فخورة بأن الجزء الأكبر من هذا التعاون في مجال التراث الثقافي. وأكدت أننا وقعنا وثائق في مجال التراث الثقافي واليوم نوقع مذكرات تفاهم جديدة مع مؤسسات أخرى في إيران، وأضافت: لدينا سرعة ملحوظة في تطوير التعاون، ومثال ذلك إقامة الحفل السيمفوني الفيلهارموني في تخت جمشيد، وهذا دليل على التعاون الممتد لآلاف السنين بين البلدين.
وواصلت آندریاسیان: لقد تأثرت كثيراً عند رؤية مدينة شيراز وتخت جمشيد، فهذه المجموعة رمز ومعلم ونصب تذكاري استثنائي وفريد من نوعه. أنا أتفهم قلق الزملاء بشأن الحفاظ وحماية المباني التاريخية، ولكن من خلال اتخاذ إجراءات متخصصة وعلمية يمكن منع الأضرار لكي تُقام البرامج الثقافية في هذه الأماكن.
وقالت أندریاسیان: لقد زاد عدد السياح من أرمينيا إلى إيران، وأؤمن أن المعارض التي تُقام للمتاحف يمكن أن تكون محفزاً لنمو السياحة بشكل أكبر. وفيما يتعلق بتسجيل الآثار الملموسة وغير الملموسة المشتركة بين البلدين، قالت أندریاسیان: من أجل تسجيل ملف مشترك للتراث غير الملموس، يجب علينا إرسال بيان مشترك إلى اليونسكو، والذي يمكن أن يكون دليلاً على نمو التعاون بين البلدين.
تعاون في مجال المتاحف والصناعات اليدوية
وأضافت: أحد أوجه تعاوننا هو في مجال المتاحف والصناعات اليدوية، وأقترحت إقامة معرض مشترك للصناعات الشعبية. لدينا مهرجان دولي لفنون الصناعات اليدوية، حيث تتاح للأساتذة فرصة المشاركة في هذا المهرجان. نحن مستعدون لاستقبال الأساتذة الإيرانيين في هذا المهرجان، وإذا أقيم مهرجان مماثل في إيران، فسيأتي أساتذتنا إلى هذا البلد بالمقابل.
وفي ردها على سؤال حول ما إذا كانت التصريحات غير المبررة من بعض الدول يمكن أن تضر بعلاقات البلدين، قالت أندریاسیان: إيران وأرمينيا تربطهما علاقات منذ قرون، ولا أعتقد أن أي عامل يمكن أن يهدد تعاوننا، بالإضافة إلى ذلك، فإن تعاوننا الثقافي والمشترك يدل على ما يمكننا القيام به لتعزيز هذه العلاقات.
وأضافت أندریاسیان: الثقافة لها خاصية التقارب وإيجاد الوحدة، ويمكن أن تكون أساس تعاوننا وإحلال السلام في المنطقة. وفي ختام هذا الاجتماع، تبادل صالحي اميري وأندرياسيان هدايا من الصناعات اليدوية للبلدين.
