في السياق، قال القاضي الطاهر مولود الحسنة، من التشاد، في حوار له مع الوفاق: إنما نشهده اليوم، غزة تعيش مأساة إنسانية بكل المقاييس، آلاف العائلات تعاني من إنعدام الطعام، والدواء والماء، والخدمات الأساسية، بينما العالم يراقب بصمت ولم يحرك ساكنا، وإنما يحدث ليس مجرد حصار، بل هو محاولة لإبادة جماعية بوسائل الترهيب والتجويع، وذالك لكسر إرادة سكان غزة، فالأطفال يكادون لا يعرفون الوجبة الكاملة، وكبار السن يعانون في صمت يندى له الجبين، والمرضى يفتقدون إلى أبسط الأدوية لإنقاذ حياتهم، هذه السياسات تهدف إلى السيطرة على الأرض، لكنها في الوقت نفسه مساعي تهدد الحياة الإنسانية على نطاق واسع.
وأضاف: الأمم المتحدة وبعض وكالاتها حذرت من وصول غزة إلى حالة المجاعة، لكنها لم تتخذ حتى الآن قرارات حازمة توقف هذه الكارثة، فالعجز الدولي واضح، ويرجع ذالك إلى صراعات المصالح السياسية، وضغوط التحالفات والتوازنات الدولية، وصعوبة فرض أي عقوبات قوية على دولة الكيان الصهيوني منتهكة القانون الدولي والقيم إلانسانية، الكثير من الدول والمنظمات أكتفت با البيانات والإدانات وظلت معانات الشعب الفلسطيني مستمرة والعالم يشاهد.
*غزة اليوم بحاجة إلى إرادة عالمية حقيقية
وأردف موضحاً: الحل، لا يمكن أن يكون مجرد بيانات إحتجاجية وإدانات لم يستشعر الجاني بأثرها ، بل لابد من الضغط الدولي الفعلي المتمثل في فرض عقوبات ملموسة على من ينتهك حقوق الإنسان، ومراقبة تطبيق القانون الدولي، والقانون الدولي الإنساني،وتحريك الدبلوماسية وتفعيل القانون الجنائي الدولي: رفع القضايا أمام المحاكم الدولية لضمان محاسبة الاحتلال على جرائمه، إضافة الى فتح المعابر وتفعيل التضامن الشعبي والإنساني، ودعم حملات الإغاثة، وإيصال الغذاء والدواء إلى المدنيين المحاصرين .
وأوضح: أما التحرك العربي والإسلامي، فهو يمكن أن يكون حاسمًا إذا كان منسقا وواضحا تصدق فيه الإرادة الرسمية والشعبية، متخذا ضغوطا سياسية واقتصادية مستمرة وجادة، الدول العربية والإسلامية إذا اجتمعت على موقف موحد، يمكنها أن تضغط على الاحتلال وتوقف المجازر وتضع حدا لها.
واختتم بالقول: إن غزة اليوم بحاجة إلى إرادة عالمية حقيقية، لحماية المدنيين وإيقاف جريمة التجويع، ولإبادة الجماعية ولا يمكن أن يظل العالم متفرجا، هذه مسؤولية إنسانية قبل أن تكون سياسية، ومسؤوليتنا جميعًا أن نسمع صرخة غزة ونعمل على إنهاء مأساة شعبها بشتى الوسائل٠
*جريمة ضد الإنسانية و صدمة لدى الرأي العام
من جانبها قالت الكاتبة الجزائرية فاطمة الحاكمي، للوفاق: ما يحدث من مجاعة في غزة هو جريمة ضد الإنسانية و صدمة لدى الرأي العام من خلال تعداد الضحايا الذين يموتون بالألاف جوعا امام عدسات الكاميرا في مشاهد تتحطم لها الجبال ، فكيف بقلوب البشر!!!
وقالت: ان سياسة التجويع التي ينتهجها الاحتلال ضد اهالي غزة ، هي سلاح ممنهج هدفه الاول ضرب إرادة أبناء غزة والمقاومة و إضعافها ، وخلق انفجار إجتماعي للوصول إلى التركيع و إلا التجويع.
وأردفت: إعلان الأمم المتحدة المجاعة في غزة و بشكل رسمي ، و إن جاء متأخرا ، لا يعدو ان يكون مجرد ذرّ للرماد في العيون ، و إلا كيف يتم الإعلان عن المجاعة في غزة دون إدانة مباشرة للمتسبب الرئيسي فيها و هو الكيان الصهيوني ومن يسير في فلكه من الحلفاء و الشركاء.
وقالت: لا ارى ان هذا الاعلان سيغير شيئا في سياسة التجويع داخل القطاع ،لأن المغزى من هذا الاعلان، هو الكيل بمكيالين و العمل من جهة على تقزيم قضية غزة في المجاعة و توجيه انظار الرأي العام عن جوهر القضية و ابعادها السياسية و هو السعي لرسم خارطة شرق أوسط جديد.
وأوضحت: استبعد ان يكون هناك قرارا دوليا لوقف المأساة، لان المتسبب فيها، هو صاحب القرار نفسه باعتباره الطرف الفاعل في هذه الهيئة الاممية، وإن كان من قرار فقد لا يخلو من المساومة و بمعنى اصح قد يكون قرارا يتضمن التركيع مقابل وقف التجويع.
وأكملت: سبب العجز الدولي أمام ما يحدث هو انقسام الدول، ودول حليفة مع الاحتلال لا يمكن أن تخسر مصالحها السياسية والاقتصادية و العسكرية مع الكيان لتتضامن مع غزة.
واختتمت بالقول: الحل يكمن في تحرك الشعوب سواء في اوروبا و أمريكا، وهذا ما يحدث من حين الى آخر عبر تظاهرات ورفض شعبي طال حتى قاعات المؤتمرات والبرلمان هذا من جهة، و من جهة اخرى تحرك شعوب الدول الاسلامية للضغط على الكيان لوقف جرائمه ضد غزة من إبادة بالسلاح و التجويع.
وأكملت: هناك صحوة وسط الشعوب و للمنظمات و الأحزاب السياسية رغم تقاعس و صمت بعض الحكومات ما يجعل التفاؤل قائما في اتجاه ارغام كيان الاحتلال على وقف هذه المجازر ضد شعب غزة الاعزل.