صالحي: يمكن صياغة خطة استراتيجية شاملة بين إيران وأرمينيا على أساس الثقافة والفن

رأى وزير الثقافة والإرشاد الإسلامي، عباس صالحي، انه يمكن صياغة خطة استراتيجية شاملة بين ايران وارمينيا على اساس الثقافة والفن لأن روح كلا الشعبين ممزوجة بالثقافة والفن

واثناء لقائه مع وزيرة التعليم والعلوم والثقافة والرياضة في أرمينيا، جانا أندرياسيان، اشار وزير الثقافة والإرشاد الإسلامي، عباس صالحي، الى الذكرى المئوية للحفل الموسيقي الأرمني في إيران، قائلا: “عادة ما تترك المناسبات المئوية ذكريات طيبة، وإن إقامة الذكرى المئوية للحفل الموسيقي الأرمني في إيران تدل على عمق التاريخ المشترك في العلاقات بين البلدين، ونأمل أن يكون هذا التعاون مقدمة لاقامة فعاليات أكبر. ”

 

وشدد على أن العلاقات بين البلدين كانت دائما جيدة، وأصبحت أفضل في الحكومة الرابعة عشرة، وأضاف: “إن الزيارات المتبادلة بين المسؤولين في البلدين تؤكد هذا التوجه، كما أن زيارة الرئيس مسعود بزشكيان الأخيرة لأرمينيا وتوقيع 12 وثيقة تؤكد على هذه النقطة. ”

 

ونوه وزير الثقافة والإرشاد الإسلامي، في هذا اللقاء الذي عُقد مساء الاثنين، ان رؤية الرئيس بزشكيان تتمثل في تشكيل خطة استراتيجية شاملة بين إيران وأرمينيا ترسم مسارا استراتيجيا واضحا في المستقبل.

 

وأوضح صالحي أن البرنامج الاستراتيجي الشامل يمكن أن يُبنى على أساس الثقافة والفن، لأن روح كلا الشعبين ممزوجة بالثقافة والفن، لافتا الى ان تحقيق هذه الرؤية يتطلب تعاونا أوسع بين وزارتي البلدين والمجتمع المدني المرتبط بهما، مضيفا ان زيارة وزيرة التعليم والعلوم الارمنية لإيران تمثل خطوة أولى نحو تحقيق هذا الأفق.

 

ورأى أن زيارة الرئيس مسعود بزشكيان لأرمينيا وضعت أساسا جيدا لتوسيع العلاقات الثقافية والفنية، خاصة في مجال السينما، وقال: “تربطنا علاقات وثيقة معكم في مجال السينما منذ القدم، حيث يعود تاريخ العلاقات السينمائية بين البلدين وحضورهما في المهرجانات الثقافية إلى سنوات طويلة، وهذه العلاقات قائمة منذ عقود”.

 

وأكد صالحي أن السينما الإيرانية، نظرا لقدراتها، يمكن أن تكون شريكا جيدا للسينما الأرمنية، وأضاف: “رغم وجود علاقات جيدة بين سينمائيي البلدين، إلا أنه لا يزال هناك مجال للتحسين. ”

 

وأضاف وزير الثقافة والإرشاد الإسلامي: “خلال الفترة المتبقية من السنة الإيرانية وحتى بداية السنة الميلادية الجديدة، تُقام في إيران العديد من البرامج السينمائية، مثل مهرجان سينما الطفل والمراهق، ومهرجان فيلم الحقيقة وغيرها. ”

 

وأشاد صالحي بزيارة جانا أندرياسيان لإيران وعرض أوركسترا الفيلهارمونية الأرمنية في موقع تخت جمشيد الاثري، معتبرا ان هذا الحدث قد وفرت فرصة لحضور أرمينيا بقوة أكبر في برامج ايران السينمائية، معربا عن الاستعداد للمشاركة في المهرجانات السينمائية الأرمنية وغيرها من الفعاليات السينمائية مثل أسابيع الأفلام.

 

السينما هي لغة العالم المعاصرة

 

واعتبر صالحي ان السينما هي لغة العالم المعاصرة، حيث يمكن للجميع استخدام السينما للتحاور سويا أو طرح القضايا المشتركة أمام العالم.

 

وأضاف ان المشاركة في المهرجانات هي جزء من التعاون السينمائي بين البلدين، لكن يمكن القيام بالكثير من الأعمال الأخرى كالمساعدة في مجال البرامج التعليمية وتبادل الخبرات السينمائية، معربا عن استعداد المؤسسة السينمائية الايرانية لتنظيم برامج في أرمينيا، وبالمقابل بالترحيب بإقامة برامج الأصدقاء الأرمن في إيران.

 

وفي جزء آخر من حديثه، شرح صالحي مهام معاونية وزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي، التي تشمل مجالات الكتب وترجمتها والأدب والديانات في إيران، والفنون المسرحية، والفنون البصرية، والموسيقى، مبيّنا انه يمكن التعاون في هذه المجالات لتعزيز العلاقات وتحقيق الاهداف المشتركة بين البلدين.

 

أندرياسيان تشيد بموقع جمشيد الاثري

 

وبدورها صرحت وزيرة التعليم والعلوم والثقافة والرياضة في أرمينيا، جانا أندرياسيان، في هذا اللقاء، ان كل هذه البرامج، مثل عرض أوركسترا الفيلهارمونية الأرمنية في موقع تخت جمشيد الاثري وغيرها نُفذت بمساعدة وزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي، موضحة ان هذه الوزارة لعبت دورا مهما في الإجراءات التمهيدية لتنفيذ هذا البرنامج، وخاصة في منح التصاريح.

 

وأضافت: “أود أن أشكركم على جديتكم، فقد كان حقا برنامجا رائعا ومميزا، وقد اثار اعجابي موقع تخت جمشيد الاثري، وآمل أن يستمر هذا التعاون وأن نشهد عروضا إيرانية في أرمينيا. ”

 

وأكدت أندرياسيان على ان زيارة الرئيس بزشكيان تمثل نقطة تحول لمستقبل العلاقات بين البلدين، مبيّنة انه تم التوقيع على وثائق بين البلدين، وان الجزء الأكبر منها يرتبط بمجالات عمل وزارتي البلدين.

 

ولفتت وزيرة الثقافة الارمنية الى ان هناك امكانات ممتازة لتعزيز التعاون الثقافي والسينمائي مع ايران، مضيفة ان هناك الكثير من الأعمال التي يجب القيام بها، معربة عن استعداد بلادها للمشاركة بشكل واسع في المهرجانات القادمة في إيران وبالمقابل مشاركة الإيرانيين في المهرجانات والبرامج السينمائية في أرمينيا.

 

وقالت وزيرة الثقافة الأرمنية: “ضمن إطار مهرجان المشمش الذهبي السينمائي الدولي في أرمينيا، نشاهد عرض أفلام سينمائية إيرانية تحظى باهتمام الجمهور، كما يُعرض في إيران أفلام لمخرجين من أصل أرمني. ”

 

وشددت على أنهم يدرسون الآن تبني آليات منظمة وجديدة لصناعة السينما الخاصة بهم، وقالت: “هناك إمكانية للمستثمرين لاسترداد ما يصل إلى 40% من استثماراتهم، مما يوفر فرصة لإنتاج أعمال سينمائية مشتركة، ويمكننا أيضا التخطيط للأعمال المستقبلية بناء على هذا الموضوع. ”

 

وأضافت: “يجب القيام بالكثير من الإجراءات في هذا المجال، وتساعد العلاقات الشخصية بين المسؤولين على تنفيذها بشكل أفضل. ”

 

وفي جزء آخر من حديثها، أشارت إلى مجال الأدب، وقالت: “قمنا بزيارة المكتبة الوطنية الإيرانية، وافتتحنا فيها ‘زاوية أرمينيا’، حيث احتلت كتب الأدب الأرمني مكانة خاصة هناك. ”

 

وقالت وزيرة الثقافة الأرمنية: “كما نسعى لتوحيد مجتمعاتنا من خلال لغة السينما، يمكننا أيضا القيام بذلك من خلال لغة الأدب. لدينا برامج مشابهة مع بعض الدول، ونقوم بترجمة مشتركة، مما يؤدي إلى ترجمة أعمال الكتاب المعاصرين في كلا البلدين إلى اللغتين الفارسية والأرمنية. ”

 

 

 

المصدر: ارنا