اكد مستشار قائد الثورة الاسلامية للشؤون الدولية و أمين عام المجمع العالمي للصحوة الإسلامية “علي اكبر ولايتي”، على ان واجب الجميع لا يقتصر على الإدانة اللفظية للجرائم الصهيونية، بل يجب اتخاذ خطوات فورية وعملية لمواجهة هذه الجرائم.
وخلال اجتماع المجمع العالمي للصحوة الإسلامية تحت عنوان “فلسطين، محور وحدة الأمة الإسلامية”، كان لمستشار قائد الثورة الاسلامية للشؤون الدولية و أمين عام المجمع العالمي للصحوة الإسلامية “علي اكبر ولايتي”، رسالة جاء فيها: “نلتقي اليوم في هذا الاجتماع الكبير والتاريخي بقلوب حزينة وألسنة غاضبة لنكون صوت ألم ومعاناة شعب غزة؛ شعب يعاني منذ أكثر من 700 يوم من هجوم وحشي من قبل كيان الفصل العنصري الصهيوني، هجوم يستهدف ملايين الأبرياء، من الأطفال والنساء إلى الشيوخ والشباب المسلمين، لمجرد كونهم مسلمين”.
وأضافت الرسالة: “إن الكيان الصهيوني، بسياسة منهجية وهادفة وشيطانية، لم يكتفِ بشن حرب عسكرية فقط، بل أطلق حربا شاملة ضد الإنسانية والحضارة ومستقبل شعب مقاوم. لقد شهدنا الحصار الكامل لغزة، وقطع المياه والكهرباء والأدوية والغذاء؛ وشاهدنا قصف المستشفيات والمدارس والمساجد وحتى ملاجئ الأمم المتحدة؛ وشاهدنا تدمير البنية التحتية الحيوية وخراب المنازل. هذا الامر لم يعد حربا، بل إبادة جماعية تدريجية ومخططة؛ تطهير عرقي تحت غطاء عسكري، وانتهاك صارخ لجميع مبادئ حقوق الإنسان وميثاق الأمم المتحدة”.
وأكدت رسالة الأمين العام للمجمع العالمي للصحوة الإسلامية: “يريد الاحتلال محو غزة من الخارطة الجغرافية والذاكرة التاريخية من خلال هدمها بيتا بيتا وحتى تدمير أنقاضها، والتظاهر بفشل المقاومة. لكنه مخطئ جدا؛ فاليوم أصبحت غزة رمزا للمقاومة العالمية، ومرآة تطرح التساؤلات على ضمير الإنسانية: إلى متى؟ ”
وجاء في استمرار الرسالة: “لم نجتمع هنا فقط لنعرب عن الأسف أو الاحتجاج؛ بل جئنا لنتحمل مسؤوليتنا التاريخية. يشهد العالم في القرن الحادي والعشرين جريمة تفوق من حيث الحجم والشدة والنية الإجرامية كوارث الهولوكوست ورواندا والبوسنة. ومع ذلك، فإن صمت المجتمع الدولي وعدم فاعليته، والدعم غير المشروط من الولايات المتحدة وقوى خارج المنطقة، واستخدام الفيتو المتكرر في مجلس الأمن، والرقابة الإعلامية الغربية، قد مهّدت السبيل لارتكاب هذه الجرائم”.
وكتب ولايتي في رسالته: “يعتمد الكيان الصهيوني على هذا الدعم ليسمح لنفسه بدفن الأطفال أحياء، واستهداف النساء الحوامل، وقتل النخب الفلسطينية، وتدمير البنية التحتية الحيوية. إن هذا جريمة ضد الإنسانية، ومحاولة للإبادة الثقافية والجغرافية والديموغرافية”.
واجبنا لا يقتصر على الادانة اللفظية انما باتخاذ خطوات عملية وفورية
وأكد أمين عام المجمع العالمي للصحوة الإسلامية في رسالته: “إن واجبنا لا يقتصر على الإدانة اللفظية فقط، بل يجب اتخاذ خطوات عملية وفورية لمواجهة هذه الجرائم، بما في ذلك: الضغط الدولي لفتح المعابر الإنسانية إلى غزة وكسر الحصار، حتى يتمكن الناس من الوصول إلى الاحتياجات الأساسية”.
ومن هذه الخطوات ايضا، اضاف:” يجب تشكيل محكمة دولية خاصة لمحاكمة مجرمي الحرب، وفرض عقوبات شاملة اقتصادية وسياسية وعسكرية على الكيان الصهيوني، وإلزام وسائل الإعلام بتغطية غير منحازة وخالية من الرقابة لمآسي غزة. وايضا تقديم تقارير مستقلة وغير خاضعة للرقابة من قبل منظمات حقوق الإنسان، والتحقيق الفوري من قبل المحكمة الجنائية الدولية في جرائم قادة الصهاينة، وإيقاف أي تعاون من الحكومات الإسلامية والمجتمع الدولي مع الكيان الصهيوني، ودعم شامل للمقاومة المشروعة للشعب الفلسطيني؛ لأن المقاومة هي السبيل الوحيد المتبقي في مواجهة هذا الاحتلال”.
وجاء في رسالة ولايتي: “نعلن بصراحة؛ حتى التوقف الكامل للجرائم وعودة اللاجئين الفلسطينيين بحرية إلى ديارهم، ستظل الضمائر الحية في العالم تقف إلى جانب غزة. إن الإبادة الجماعية في غزة نقطة لا رجعة فيها في التاريخ، وإن الصمت اليوم سيؤدي إلى كارثة أكبر غدا”.
وختم ولايتي رسالته، بالقول:”وفي الختام، ومع الإيمان الراسخ بالوعد الإلهي بانتصار الحق على الباطل، فإننا نؤكد:غزة تنبض بالحياة؛ بدماء أطفالها الزكية، وبصرخات أمهاتها الحزينة، وبصمود شبابها. غزة رمز للمقاومة والعدل والإنسانية. وحتى التحرير الكامل لفلسطين من نهر الأردن إلى البحر الأبيض المتوسط، لن يسكت حرٌّ على الظلم.
وتجدر الاشارة الى ان اجتماع المجلس الأعلى للمجمع العالمي الصحوة الإسلامية، انعقد اليوم الثلاثاء في طهران تحت عنوان “فلسطين محور وحدة الأمة الإسلامية” بحضور أعضاء المجلس المركزي للمجمع ومجموعة من الضيوف الأجانب.
ويأتي هذا اللقاء في إطار المؤتمر الدولي الـ 39 للوحدة الإسلامية، بهدف تعزيز تماسك وتضامن العالم الإسلامي دعما للشعب الفلسطيني المظلوم.