بحضور شخصيات دولية وعوائل الشهداء بطهران

رواية شهداء الإعلام المقاوم في مؤتمر “رواة المقاومة” الدولي

وسائل الإعلام بطبيعة الحال وظيفتها الأساسية والأصلية هي نقل الصورة بالمعنى المجازي للكلام.

2023-03-01

الوفاق/ احتضنت العاصمة الإيرانية طهران يوم الاثنين 27 فبراير/شباط 2023 للميلاد مؤتمر الذكرى السنوية الأولى لشهداء الإعلام في محور المقاومة – رواة المقاومة – الدولي بحضور أكثر من 300 عائلة من شهداء الإعلام في محور المقاومة، في قاعة المؤتمرات الدولية بمبنى الإذاعة والتلفزيون في طهران، وكان ذلك تكريماً لدور الشهداء والشهادة في الاعلام، وبحضور قائد فيلق القدس العميد اسماعيل قاآني، وعدد من السفراء والشخصيات السياسية والإعلامية وممثلي الأحزاب من الدول المشاركة، إضافة إلى عوائل شهداء المقاومة.

حضر المؤتمر قائد فيلق القدس العميد “إسماعيل قاآني”، ونائب رئيس مجلس الشورى الإسلامي سابقاً ورئيس مؤسسة الشهيد في ايران حالياً السيد “قاضي زادة هاشمي”، ورئيس الإذاعة والتلفزيون في إيران السيد “بیمان جبلي”، بالإضافة إلى وزير الثقافة اللبناني القاضي محمد وسام المرتضى، السفير اليمني في طهران “ابراهيم الديلمي” والسفير السوري “شفيق ديّوب” وممثلا حركة الجهاد الإسلامي وحركة حماس في إيران السادة “ناصر أبو شريف” و “خالد القدّومي”، وممثلين عن اتحادات الطلبة في إيران، وغيرهم من الشخصيات السياسية والدبلوماسية الهامة.

وبدأ المؤتمر بتلاوة آيات من الذكر الحكيم، تليت وقوفا احتراما وإجلالا لأرواح الشهداء، بالتزامن مع قراءة سورة الفاتحة على أرواهم الطاهرة.

وتخلل المؤتمر كلمات للمسؤولين، ركّزت بالمجمل على قدسية العمل الإعلامي في مواجهة العدو وأهميته، وسبل تعزيزه، وفيديوهات عرَضَت جانباً من بطولات شهداء المقاومة في ميادين الجهاد، بالإضافة إلى فقرة إنشادية تمحورت حول موضوع المؤتمر.

قاآني: شهداء الإعلام استطاعوا أن يعكسوا أجمل مظاهر المقاومة

واعتبر العميد قاآني قائد فيلق القدس أن الشهداء قدّموا القيم إلى العالم بسلاح الكاميرا، وفي إشارة إلى أهمية دور الإعلاميين الشهداء الذين يواصلون مسيرة العظماء، قال: للشهداء صفات قيّمة كثيرة، وقد أدخلوا القيم إلى العالم بسلاح الكاميرا.

وتابع: في الحرب المركّبة الأخيرة كان الإعلام أحد الأسلحة الرئيسية، لكن اليوم رغم كل القيود زادت جبهة المقاومة وإعلام المقاومة من قدراتها بجهودها في  كل يوم، وبالطبع هذا المسار يجب أن يستمر.

المرتضى: ضرورة التنسيق بين وسائل إعلام المقاومة لإحباط المؤامرات

من جهته أكد وزير الثقافة اللبناني محمد وسام المرتضى على ضرورة التنسيق والتجاوب بين وسائل الإعلام التابعة لمحور المقاومة لإحباط مؤامرات الأعداء.

وقال “المرتضى” في حوار مع وكالة “إيران برس للأنباء” رداً على سؤال حول تقييمه لدور وسائل الإعلام التابعة لمحور المقاومة في إحباط مؤامرات الأعداء ضد الدول المقاومة ومنها لبنان: شعوبنا الحرة في منطقتنا تواجه هجمات متعددة على جملة جبهات منها الجبهة الإعلامية. الجبهة الإعلامية تكاد تكون هي من أخطر الجبهات باعتبار أننا بلغنا على الجبهتين الأمنية والعسكرية اقتداراً يمكّننا من أن نواكب وأن نضاهي الأعداء في مساعيهم العسكرية والأمنية.

أما على الجبهة الإعلامية فهي الخاصرة الرخوة التي يمكن  للأعداء من خلالها أن يدخلوا بممارساتهم التضليلية والتشويهية إلى رأينا العام وجذبه وتضليله. ولهذا نحن نؤمن بأن الجبهة الإعلامية هي من أهم الجبهات ويقتضي أن تولى أعلى الاهتمام والعناية.

وقال الوزير المرتضى بشأن سؤال حول دور الإعلام في توعية الشباب بشأن الهجمات التضليلة للإعلام المعادي وكيفية عمل وسائل الإعلام العربية لمواكبة ما تمرّ به المنطقة وما هي المسؤولية الرئيسية لهذه الوسائل الإعلامية: وسائل الإعلام بطبيعة الحال وظيفتها الأساسية والأصلية هي نقل الصورة بالمعنى المجازي للكلام وبالمعنى الأوسع لمفهوم الصورة أي نقل الوقائع وإيضاح الوقائع للرأي العام ودحض ما يُقدّم من الجهات المعادية من تضليل وتشويه وضخّ فتن. فيما يخصّ الشباب على وجه التحديد فإن الشباب وضعهم خاصّ ويحتاجون عناية خاصة ومقاربة خاصة ووضعهم يستدعي من القيمين على العمل الإعلامي ووسائل الإعلام مقاربة وضع الشباب على قاعدة “أمرنا أن نخاطب الناس بحسب عقولهم”. يستدعي جذب الشباب خطاباً خاصاً ومقاربة خاصة وعناية خاصة.

وبشأن الدور الملقى على عاتق الإعلام المقاوم للتصدي لمؤامرات التضليل الإعلامي قال وزير الثقافة اللبناني: أولاً على وسائل الإعلام العائدة إلى دولنا – الدول الحرة – أن تعي حجم الخطورة التي نواجهها كدول وکمجتمعات وکأفراد من خلال هذه الهجمة الإعلامية التضليلية التي يقودها أعداؤنا. ثانياً وعيها لهذه الهجمة سوف يجعلها تدخل في حالة الوعي وأهمية الدور الملقى على عاتقها. ثالثاً أما على مستوى كيفية التعامل مع هذا الخطر الإعلامي المعادي فإننا واقعيون وكلنا نعلم ما هو المتاح لنا في المجال الإعلامي يعني أقل بكثير مما هو متاح لأعدائنا. ولكن بالرغم من كل هذا علينا أن نعي مقومات القوة عندنا وأهمها الروحية. وعينا وروحيتنا العالية واستشرافنا وانبراؤنا لأداء دورنا بكل حمية وبكل حماس من شأنه أن يحدث الفرق المطلوب.

مررت قبل أن آتي هنا، إلى مبنى الإذاعة والتلفزيون ورأيت كيف يتم تلقف الأخبار وصياغة ترتيبها من الأهم إلى الأقل أهمية وكيفية توزيعها وهذا شكل من أشكال العمل الرسمي المسؤول الممتهن ومن شأنه أن يحدث الفرق المطلوب إن شاء الله.

وأضاف المرتضى: نحن في خضم حرب شعواء تخاض ضد شعوبنا الحرة في هذه المنطقة العزيزة من العالم، وإحدى أوجه هذه الحرب، التشويه الذي يّمارس ضد الحقائق من خلال الإعلام المأجور أو الإعلام المعادي.

كما أشار إلى الدور الكبير الذي يفيه الإعلام اليوم باعتباره هو الضامن لنقل الصورة الصحيحة والضامن لعدم التضليل والضامن لعدم تشويه الرأي العام التابع للدول الحرة وقال: على الإعلام أن يقوم بدوره ويؤدي دوره وأن ينقل الصورة بكل السبل الممكنة وبكل اللغات الممكنة ومنها اللغة الفارسية واللغة العربية واللغة الإنجليزية.

جبلي: الإعلام الخارجي هو الخط الأول لمكافحة الإرهاب الدولي

من جهة أخرى قال رئيس مؤسسة الإذاعة والتلفزيون الإيراني “بيمان جبلي”: إن وسائل الإعلام الخارجية في هذه المؤسسة هي في طليعة الكفاح والجهاد ضد الغزاة والإرهاب الدولي، والصحفيين الشهداء للإعلام الخارجي كان لهم تواجد في جميع معارك النضال.

وأضاف جبلي: وسائل الإعلام الخارجية لمؤسسة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية كانت دائماً إلى جانب المجاهدين والمقاومين بتقديم أكثر من 10 شهداء، والعدو كان يحاول في الحرب الخشنة القضاء على امكاناتنا وخطوطنا الامامية حيث استخدم مختلف الاسلحة في قصف مواقعنا من اجل اجبارنا على الانسحاب من خندق الى آخر.

وأشار ” جبلي ” الى الحرب الناعمة التي شنها العدو اذ أنه لم يستخدم في هذه الحرب الاسلحة القتالية وقصف المواقع الايرانية، وقال: ان العدو يريد في هذه الحرب تغيير مواقفنا الفكرية وتحريف الحقائق وتضليلنا.

وشدد على أن شهداء الاعلام في محور المقاومة قاتلوا في جبهات القتال وفي جبهة الحرب الناعمة في آن واحد وقال: ان أجر هؤلاء الشهداء هو أجر مضاعف لأنهم قاتلوا في جهاد التبيين العدو القاتل للأطفال وخاصة كيان الاحتلال الصهيوني لمواجهة المؤامرات الناعمة للعدو والحرب الخشنة التي يشنها ضدنا.

وصرح رئيس مؤسسة الإذاعة والتلفزيون الإيراني، أن دماء الصحفيين لهذه المؤسسة مختلطة بدماء شهداء العراق وسوريا وأفغانستان.

المنصور: مؤتمر طهران واجهة في سبيل رفع كلمة الحق

قال الخبير العسكري بالقوة الجوية للجيش العراقي “عادل ناجي المنصور” ان مؤتمر طهران واجهة في سبيل رفع كلمة الحق وتشجيع الشعوب الحرة لمناصرة المقاومة الاسلامية وسيسفر عن نتائج هامة.

وأكد المنصور: ان الإستعمار يستخدم جميع امكانياته لانهدام المقاومة وعلى الاعلاميين التصدي لمؤامرات الاعداء في سبيل رفع كلمة المجاهدين.

وأضاف: ان المقاومة قدمت خيرة الشباب للجهاد ضد الاستعمار وامريكا والاعلام واجهة حقيقية لرفع راية المقاومة ضد الاستعمار وعوائل الشهداء هم الذين قدموا شبابهم للجهاد الاسلامي ضد الاحتلال والمفسدين على الارض وعليها دعم المقاومين الاسلاميين حتى تحقيق النصر النهائي وهو تحرير القدس من براثن الاحتلال الصهيوني.

وأكد أن المؤتمر ركّز على قدسية العمل الإعلامي في مواجهة العدو وأهميته، وسبل تعزيزه من خلال عرض جانب من بطولات شهداء المقاومة في ميادين الجهاد الاسلامي.

تصوير المقاومة الحقيقية للرأي العام

ومن جهته قال عضو لجنة إقامة المؤتمر “محمد علي أنوشه” إنه منذ بلورة النواة الأولى الشريرة للجماعات الإرهابية والتكفيرية في المنطقة فإن وسائل الإعلام الملتزمة والمعادية للظلم دخلت إلى الخط تحت رعاية اتحاد الإذاعات والتلفزيونات الإسلامية لفضح طبيعة الجماعات الإرهابية الشريرة والعمل بمسؤولياتها الدينية والإعلامية في مناطق الصراع.

وأضاف “أنوشه” أن وسائل إعلام محور المقاومة خاصة تلك المنضوية تحت اتحاد الإذاعات والتلفزيونات الإسلامية والمؤسسات الصديقة والمتحالفة تمكنت من تصوير المقاومة الحقيقية للرأي العام وذلك بالجهود التي بذلتها في هذا الطريق وعبر تضحيات قدمتها في هذه المعركة.

كما واصلت زوجة الشهيد محسن خزايي، أحد شهداء الإعلام من محور المقاومة، هذا الحفل بقولها إن الله يعطي أعلى درجات الفوز من خلال الإستشهاد، وقالت: الأنموذج ومصداق ثقافة الإستشهاد والمقاومة هما السيدة فاطمة الزهراء (س) والإمام علي (ع) وأولادهما، فهم من أوائل الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم وممتلكاتهم.

وقال حجة الاسلام كريميان في تصريح لوكالة إرنا: یقف خلف كل مجاهد ومقاتل في جبهة المقاومة، عائلة مقاومة لعبت دوراً رئيسياً في التربية الصحيحة لأبنائها، ومواكبتهم ودعمهم للحضور في جبهة المقاومة.

وأضاف: لعوائل شهداء محور المقاومة دور مهم وفعال في تحقيق أهداف المحور لما أبدوه من صبر ونقل رسالة الشهداء وثقافتهم.

وأكد الحضور على أن غرس الشهداء سوف يَنبُت عمّا قريب، وأن دماءهم الطاهرة سوف تُثمِر نصراً مؤزراً على حلف الطاغوت. وفي نهاية المؤتمر، تم تكريم عوائل الشهداء، بالإضافة إلى تكريم السفير اليمني في إيران “إبراهيم الديلمي” نيابة عن شهداء اليمن.

وتُعتَبر الجمهورية الإسلامية الإيرانية، الداعم الأول لكل ما يمت للمقاومة بِصِلة، وعلى رأسها العمل الإعلامي الذي بات لايقل أهمية عن العمل العسكري.

 

 

المصدر: الوفاق