خوزستان.. كيف حوّلت الفيضانات أطفالاً إلى متحدثين بلغات أجنبية؟

فعلى الرغم من الخراب الذي خلفه الفيضان في منازل الأهالي وبناهم التحتية، أصبح الأطفال اليوم يتقنون عدة لغات أجنبية، ويحققون بطولات وطنية في رياضة الـ”ووشو”، فيما فتحت البنات، أبواب المشاركة والتميز

شهدت قرية كوريه التابعة لشوشتر في محافظة خوزستان تحوّلاً لافتاً منذ السيول المدمّرة التي اجتاحتها عام 2019.

 

فعلى الرغم من الخراب الذي خلفه الفيضان في منازل الأهالي وبناهم التحتية، أصبح الأطفال اليوم يتقنون عدة لغات أجنبية، ويحققون بطولات وطنية في رياضة الـ”ووشو”، فيما فتحت البنات، أبواب المشاركة والتميز.

 

الفيضانات في كوريه

 

مدينة شوشتر قريبة من نهر كارون، وتبعد حوالي 90 كيلومتراً شمال مدينة أهواز . وتشتهر شوشتر بـ”نظامها التاريخي للري” الذي سُجل على قائمة التراث العالمي لليونسكو.

 

من المأساة إلى مبادرة ثقافية

 

المبادر إلى هذا التغيير هو فرحان حمدي، ابن القرية وعضو “مجلس كتاب الطفل”، الذي حول منزل أسرته إلى مكتبة ومركز ثقافي ورياضي للأطفال. يقول حمدي: “رأيت الجميع يسهم في إعادة البناء بعد الفيضان، فشعرت أن مسؤوليتي هي البناء الثقافي”.

 

واجه المشروع مقاومة اجتماعية، خاصة تجاه مشاركة الفتيات في الأنشطة، إلا أن المثابرة أثمرت عن جيل جديد بات أكثر ثقة بنفسه وأكثر انفتاحاً.

 

بطلات في الووشو ومكتبة للجميع

اليوم، تمتلك كوريه ـ رغم افتقارها لأي نادٍ رياضي ـ بطلات على مستوى إيران في الووشو. والفضل يعود إلى مدرسين ومتطوعين قطعوا مسافات طويلة من المدن المجاورة لتدريب الأطفال وتعليمهم. مكتبة المنزل باتت بيتاً حقيقياً للصغار، يزرعون في حديقته، يقرأون، ويتعلمون.

 

انفتاح على العالم

 

معظم سكان كوريه يتحدثون العربية، لكن بفضل المبادرات الثقافية تعلم الأطفال الإنجليزية والصينية أيضاً. واستضافت القرية أساتذة وباحثين أجانب في مؤتمرات لغوية، حيث استطاع الصغار التحدث معهم بطلاقة والتعريف بتراث منطقتهم ومأكولاتها الشعبية.

 

تعليم ومهارات حياة

 

إلى جانب اللغات والرياضة، يتم التركيز على تعليم مهارات حياتية كالثقة بالنفس، الخطابة، الشعر، التعامل مع المشاعر، والتعاون. يقول حمدي: “نريد أن نصنع جيلاً يفكر بعقلية عالمية رغم بساطة بيئته”.

مشروع مدرسة جديدة

 

يبلغ عدد طلاب كوريه 1500 تلميذ، ويخطط حمدي، بالتعاون مع متبرعين، لبناء مدرسة حديثة بهندسة معمارية محلية الطابع، تكون بيئة جاذبة تساعد على اكتشاف المواهب، وتشجع على مواصلة التعليم وتعلم مهارات الحياة.

المصدر: النخيل