وتعد الجروح الجلدية لدى المرضى المصابين بداء السكري من أهم المشاكل في مجال الصحة، ويكون التئامها صعبًا. وتسعى دراسة حديثة إلى تقديم طريقة لعلاج أسرع لهذه الجروح من خلال استخدام أساليب علاجية مبتكرة. وتعتبر الجروح الجلدية، خاصة لدى مرضى السكري، من المشاكل الشائعة والمعقدة في نفس الوقت، والتي تؤثر على مسار حياة الفرد.
وفي السنوات الأخيرة، برز العلاج الخلوي كنهج واعد لعلاج الجروح، والخلايا الجذعية الوسيطة، نظرًا لقدرتها على التحول إلى خلايا مختلفة وإفراز مواد مضادة للالتهابات، يمكن أن تلعب دورًا في التئام الجروح.
من ناحية أخرى، فإن الخلايا الليفية، التي تُعد المُكون الرئيسي للكولاجين ومكونات النسيج الضام، تحتل مكانة خاصة في عملية إصلاح الأنسجة. واكتشف الباحثون أن الجمع بين هذين النوعين من الخلايا يمكن أن يُحدث آثارًا إيجابية في التئام الجروح، ولكن حتى الآن، لم يتم إجراء فحص مباشر لحقنهما المتزامن في حالات السكري.
وفي هذا الإطار، قامت “ناهيد نصيري” من المجموعة البحثية للّيزر الطبي في مركز أبحاث الليزر في الطب التابع لمعهد يارا “الجامعة العالمية للعلوم الطبية في طهران” بالتعاون مع جامعة العلم والثقافة، ومعهد رويان للأبحاث، ومركز أبحاث الطب التجريبي في جامعة العلوم الطبية في طهران، بتصميم وتنفيذ دراسة.
وكان الهدف من هذا البحث هو تحليل تأثير الحقن المتزامن للخلايا الجذعية الوسيطة من نخاع العظام والخلايا الليفية الجلدية على عملية التئام جروح مرضى السكري؛ وهو موضوع يمكن أن يفتح نافذة جديدة لعلاج الجروح المزمنة. ولإجراء البحث، تم أولاً إنشاء نموذج للسكري في الفئران عن طريق حقن مادة تسمى STZ. ثم تم تقسيم الفئران إلى أربع مجموعات: مجموعة تلقت الخلايا الجذعية الوسيطة، ومجموعة تلقت الخلايا الليفية، ومجموعة تلقت كلا النوعين من الخلايا في وقت واحد، ومجموعة تحكم لم تتلق أي علاج.
بعد ذلك، قام الباحثون بفحص كمية إنتاج وتخزين الكولاجين في موقع الجرح باستخدام طريقة التلوين النسيجي، لتحديد أي طريقة كان لها أكبر تأثير على التئام الجروح.
وأظهرت النتائج أن الفئران التي تلقت كلاً من الخلايا الجذعية والخلابا الليفية في وقت واحد كان لديها أعلى كمية من الكولاجين في موقع الجرح. وهذا يعني أن نسيج الجرح لديهم اكتسب قوة أكبر وتم الإصلاح بشكل أفضل.
وتُظهر هذه النتائج أن الجمع بين الخلايا الجذعية والخلايا الليفية يمكن أن يكون له تأثير تآزري ويسرع من التئام الجروح، حيث توفر الخلايا الجذعية، من خلال إفراز عوامل النمو وتقليل الالتهاب، ظروفًا مناسبة لنشاط الخلايا الليفية.
وفي المقابل، تقوم الخلايا الليفية بإعادة بناء بنية الجرح من خلال الإنتاج المباشر للكولاجين ومكونات النسيج الضام. يعمل هذان النوعان معًا على تحسين جودة إصلاح الجرح.
وبناءً على ذلك، يمكن التغلب على إحدى أخطر المشاكل التي يعاني منها مرضى السكري من خلال نهج علاجي متكامل، وغالبًا ما تكون جروح مرضى السكري صعبة العلاج وقد تؤدي حتى إلى البتر، إذا أثبتت هذه الطريقة فعاليتها في الدراسات البشرية أيضًا، فقد تشكل نقلة نوعية في علاج الجروح المزمنة.