وأعلنت مصادر في مستشفيات غزة استشهاد 44 فلسطينيا في غارات إسرائيلية على القطاع منذ فجر الأحد، مؤكدة إصابة العشرات، بعضهم من منتظري المساعدات في رفح جنوبي القطاع. فيما قصف الاحتلال برجي الكوثر ومهنا ومبنى الربيع كما أمر بإخلاء مدارس تؤوي نازحين ومبنى رابع تمهيدا لقصفها بغزة.
*الاحتلال ينفّذ تفجيرات جنوبي مدينة غزة
في التفاصيل، واصلت قوات الاحتلال الصهيوني عدوانها على قطاع غزة لليوم الـ709 على التوالي، حيث شنت عشرات الغارات وأطلقت نيران المدفعية في مختلف المناطق، ما أسفر منذ فجر الأحد عن استشهاد 44 مواطناً وسقوط عشرات الجرحى، في ظل تفاقم أزمة النزوح والمجاعة التي تضرب أكثر من مليوني إنسان.
وسائل إعلام فلسطينية أفادت أن طائرات الاحتلال دمرت صباح الأحد برج الكوثر السكني في حي الرمال غرب مدينة غزة، فيما استشهد مواطنان جراء قصف استهدف محيط المنتزه الإقليمي في خان يونس ودوار أبو حميد وسط المدينة. كما ارتقى أربعة شهداء وأصيب خمسة وعشرون آخرون من طالبي المساعدات بنيران الاحتلال قرب مركز توزيع شمال رفح، في حين سقط سبعة شهداء وعشرات الجرحى في قصف بناية سكنية قرب متنزه برشلونة في حي الهوا جنوب غربي غزة. وأصيب أكثر من عشرين مواطناً نتيجة استهدافات متفرقة على مفترق الدحدوح وشارع 8 بمدينة غزة.
في السياق نفسه، فجرت قوات الاحتلال ثماني مجنزرات مفخخة بأطنان من المتفجرات لتدمير منازل المواطنين جنوبي غزة، فيما سُمع دوي انفجارات عنيفة في أحياء الزيتون والصبرة ناجمة عن تفجير روبوتات واستهدافات جوية.
*استهداف طالبي المساعدات
في غضون ذلك أعلن مستشفى العودة في النصيرات أنه استقبل خمسة شهداء وتسع إصابات جراء قصف استهدف تجمعات مدنية عند نقطة توزيع المساعدات جنوب وادي غزة، بينما استشهد مواطن آخر في غارة صهيونية استهدفت مركبة غرب غزة، وتعرض محيط مستشفى الشفاء لقصف بطائرات مسيّرة. كما قصفت مدفعية الاحتلال حيي الزيتون والشجاعية شرق مدينة غزة، فيما استشهد ستة مواطنين من عائلة واحدة بينهم أطفال ونساء جراء استهداف خيمة للنازحين غرب دير البلح.
وزارة الصحة الفلسطينية بدورها أعلنت أن حصيلة العدوان المستمر بلغت حتى الآن 64 ألفاً و803 شهداء و164 ألفاً و264 جريحاً، إضافة إلى أكثر من تسعة آلاف مفقود. وأشارت إلى أن من بين الشهداء أكثر من عشرين ألف طفل واثني عشر ألفاً وخمسمئة امرأة، فيما ارتفع عدد ضحايا المجاعة وسوء التغذية إلى 420 شهيداً بينهم 145 طفلاً. كما استشهد 1670 من الطواقم الطبية و248 صحفياً و780 عنصراً من شرطة تأمين المساعدات، بينما ارتكب الاحتلال أكثر من 15 ألف مجزرة أباد خلالها نحو 2700 عائلة بشكل كامل.
*تدمير أكثر من 88% من مباني القطاع
ووفق معطيات حكومية وأممية، أسفر العدوان عن تدمير أكثر من 88% من مباني القطاع بخسائر مالية تجاوزت 62 مليار دولار، شملت 163 مؤسسة تعليمية بشكل كامل و369 جزئياً، و833 مسجداً كلياً و167 جزئياً، إضافة إلى تدمير 19 مقبرة، فيما يسيطر الاحتلال بالنار والتهجير على نحو 77% من مساحة قطاع غزة.
يذكر أن العدوان الصهيوني المتواصل، والمدعوم أميركياً، يتخذ من سياسة المجازر والتجويع والتهجير أداة لفرض معادلة الإبادة الجماعية، في ظل صمت دولي عاجز عن وقف الكارثة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول / أكتوبر 2023.
*الاحتلال يهدد بتدمير مبنى يخزن أبحاث أثرية
إلى ذلك قالت صحيفة هآرتس الصهيونية إن جيش الاحتلال هدد بتدمير مبنى في مدينة غزة تخزن فيه آلاف الأبحاث الأثرية، فيما تتواصل أوامر الاحتلال بإجلاء أبراج في غزة.
*حماس: جرائم العدو فاقت وحشية النازية
من جانبها أكدت حركة حماس أنّ الهجوم الوحشي الذي يشنّه جيش الاحتلال الإرهابي على مدينة غزة، هو جريمةً فاقت النازية في وحشيتها التي عرفها العالم.
وشددت الحركة في بيان على ان حكومة مجرم الحرب نتنياهو تواصل استهتارها بالقوانين الدولية، وتحدّيها للمجتمع الدولي وقيم الإنسانية، من خلال تصعيد عملياتها الإجرامية ضد أكثر من مليون مواطن في مدينة غزة، يواجهون جرائم تطهير عرقي وتهجير قسري ترتكب على مرأى ومسمع العالم. وطالبت الحركة المجتمع الدولي، ودول العالم الحرّ، والدول العربية والإسلامية، بالتحرّك الجاد والعاجل لإحياء منظومة القيم والقوانين الإنسانية، ورفض الإرادة الأمريكية الظالمة التي توفّر الحماية لمجرمي الحرب قادة الاحتلال الفاشي، وتمنح هذا الكيان المارق حصانةً تجعله فوق المساءلة والمحاسبة.
*المكتب الإعلامي بغزة: هدف الاحتلال الإبادة والتهجير
من جهته أكد المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة أن جيش الاحتلال الصهيوني يواصل قصفا ممنهجا للأبراج والبنايات السكنية والمدارس والمؤسسات المدنية، تحت ذرائع “استهداف المقاومة”، في حين أن هدفه هو “الإبادة والتهجير القسري”.
وقال المكتب في بيان – الأحد- إنه يدين “بأشد العبارات سياسات التضليل والكذب التي يمارسها جيش الاحتلال الصهيوني في خطاباته الموجهة للرأي العام المحلي والدولي”.
وشدد على أنه “في الوقت الذي يزعم فيه أنه يستهدف المقاومة، فإن الوقائع الميدانية تثبت بما لا يدع مجالا للشك أن الاحتلال يتعمد، ووفق منهجية واضحة، قصف المدارس والمساجد والمستشفيات والمراكز الطبية، وتدمير الأبراج والعمارات السكنية، وتدمير خيام النازحين، واستهداف مقار المؤسسات المختلفة بما في ذلك مؤسسات دولية تعمل في المجال الإنساني”.