الاجتماع الثاني والعشرين للجنة الاقتصادية المشتركة بين إيران وباكستان

بداية لتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري

أعربت وزيرة الطرق والإسكان عن سعادتها بحضور الوفد الباكستاني في طهران وعقد الاجتماع الثاني والعشرين للجنة الاقتصادية المشتركة بين البلدين، ووصفت هذا الاجتماع بأنه انطلاقة في طريق التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين، وأعلنت عن وضع خارطة طريق لتجارة بقيمة 10 مليارات دولار بين إيران وباكستان خلال الأشهر الثلاثة المقبلة. وصرحت "فرزانه صادق" الاثنين، في حفل الافتتاح، مشيرة إلى العلاقات الأخوية والقديمة بين البلدين المسلمين، قائلة: يمكن أن يكون هذا الاجتماع بداية لتقوية التعاون الاقتصادي والتجاري والمصرفي والعبور والطاقة والزراعة والثقافة بين البلدين.

وأعربت الوزيرة عن تقديرها للمواقف الداعمة التي تتبناها باكستان تجاه جمهورية إيران الإسلامية على المستويات الثنائية والإقليمية والدولية، خاصة بعد العدوان الإسرائيلي الذي استمر 12 يومًا على إيران، مؤكدة: هذا الدعم يعكس عمق العلاقات الودية بين الشعبين والحكومتين، والدور البناء الذي تلعبه باكستان في تعزيز علاقات البلدين، وأضافت صادق، مشيرة إلى أن تطوير العلاقات الشاملة مع باكستان يقع على رأس أولويات الحكومة: بعد انقطاع دام ثلاث سنوات، نحن اليوم نشهد عقد هذا الاجتماع المهم الذي يمكن أن يساهم في تحقيق الرؤى المشتركة.

 

استهداف تحقيق تبادل تجاري ثنائي بقيمة 10 مليارات دولار

 

وأوضحت وزيرة الطرق والإسكان: تم الاتفاق خلال الزيارة الأخيرة لرئيس إيران إلى إسلام أباد على استهداف تحقيق حجم تبادل تجاري ثنائي بقيمة 10 مليارات دولار، وهذا القرار يعكس الإرادة السياسية لكلا الطرفين لتطوير التعاون، واقترحت صادق: خلال الأشهر الثلاثة المقبلة، يتم وضع خارطة طريق لتحقيق هذا الهدف بالتعاون بين الجانبين وتوقيعها من قبل الوزراء المعنيين، وأضافت: هذا المسار يتطلب تعزيز العلاقات المصرفية وإنشاء قناة مالية آمنة ومتفق عليها بين البلدين.

 

تطوير البنية التحتية للنقل وتعاون العبور

 

وشددت وزيرة الطرق والإسكان، مشيرة إلى أهمية التعاون في مجال النقل، على ضرورة تطوير البنية التحتية الحدودية، وزيادة سعة مواقف الشاحنات عند معبري ميرجاوة وتفتان، وإنشاء خط سكة حديد على طريق زاهدان – تفتان – كويتا، وأضافت: إن تشغيل خطوط ملاحية بين موانئ كراتشي، بما فيها بورت قاسم وغوادر، وموانئ تشابهار وبندر عباس، هو من المواضيع المهمة الأخرى في هذا المجال.

 

كما أعلنت صادق، عن ضرورة زيادة الوجهات الجوية، والتعاون في مجال المطارات، وتطوير حركة الأسطول الجوي في الممرات الجوية للبلدين، معلنة عن “التخطيط لإطلاق قطار ECO على طريق إسلام أباد – طهران – إسطنبول”، ووصفته بأنه أحد المشاريع الاستراتيجية الإقليمية في مجال السكك الحديدية.

 

تعزيز التعاون في مجال الزراعة والطاقة والاتصالات

 

وشددت وزيرة الطرق والإسكان، مشيرة إلى القدرات الواسعة في مجال الزراعة، على استعداد الشركات الإيرانية لتصدير المنتجات الزراعية الإيرانية. وبالإشارة إلى أهمية التعاون في مجال الطاقة، أعلنت عن “التشغيل الرسمي لخط نقل الطاقة الكهربائية بجهد 132 كيلوفولت بلان – جيواني”، مضيفة: ربط شبكات الألياف الضوئية بين البلدين وتطوير التعاون في مجال الاتصالات هو من مجالات التعاون الأخرى.

 

التأكيد على تطوير الأسواق الحدودية والتعاون الثقافي

 

وفي جزء آخر من كلمتها، أشادت صادق بالإشارة إلى زيادة عدد الأسواق الحدودية المشتركة، بإعادة افتتاح سوق “بشين – ماند” الحدودي في 30 أغسطس 2025 كخطوة إيجابية لتحسين الرفاهية والعمالة لسكان المناطق الحدودية، معربة عن أملها في أن يتم افتتاح الأسواق الحدودية الأخرى قريبًا.

 

كما دعت، مشيرة إلى القدرات الثقافية والعلمية والسياحية بين البلدين، إلى تشكيل لجان متخصصة مشتركة للاستفادة من هذه الإمكانيات، معربة عن أملها في أن يمكننا، من خلال تلخيص المفاوضات الفنية والتوقيع على المذكرة النهائية للقمة، اتخاذ خطوات عملية وفعالة لتعزيز مستوى التعاون الاقتصادي والتجاري بين إيران وباكستان.

 

من جانبه، أعلن وزير الصناعة والمناجم والتجارة الإيراني، محمد اتابك، خلال لقاء مع وزير التجارة والصناعة الباكستاني، جام كمال خان، أن طهران وإسلام آباد حددتا هدفًا للوصول بالتبادل التجاري بين البلدين إلى 10 مليارات دولار.

 

وقال أتابك، خلال لقاء مع كمال خان، مشيدًا بمواقف إسلام آباد الداعمة لإيران خلال حرب الـ12 يومًا: لطالما كان للعلاقات التاريخية والأخوية بين البلدين تأثير إيجابي على سياسة حكومتي البلدين في التعامل مع جيرانهما.

 

تعزيز العلاقات الاقتصادية والسياسية والثقافية

 

وأعرب عن تعاطفه مع باكستان لمصرع عدد من مواطنينها في الفيضانات الأخيرة، مؤكدًا أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تدعم دائمًا جيرانها في المحن، وهي عونٌ وسندٌ للأشقاء الباكستانيين في هذه المحنة. وفي إشارةٍ إلى الزيارة الأخيرة لرئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية، مسعود بزشكيان، إلى باكستان، قال أتابك: إن إرادة قادة البلدين ترتكز على تعزيز العلاقات في الأبعاد الاقتصادية والسياسية والثقافية، وإن تحديد هدف للتبادل التجاري يصل إلى 10 مليارات دولار ليس بعيد المنال بالنظر إلى القدرات الاقتصادية والبشرية للبلدين.

 

الاتفاق على السلع الأساسية

 

واستكمل وزير الصناعة، موضحًا الاجتماعات المقبلة لمسؤولي البلدين في إطار لجنة التعاون المشتركة بين إيران وباكستان في الأيام المقبلة، قائلاً: سيتم مناقشة وتبادل وجهات النظر حول العديد من القضايا المتخصصة في هذه الاجتماعات، وفي غضون ذلك، يُعد الاتفاق على السلع الأساسية التي يرغب البلدان في الحصول عليها أمرًا بالغ الأهمية، مؤكداً أنه في حال حلّ القضايا المتعلقة بالمقاصة بين إيران وباكستان، سيتم تنفيذ العديد من البنود التي تعتزم طهران وإسلام آباد تنفيذها في مجال تطوير العلاقات الاقتصادية وزيادة التبادلات لتحقيق البرنامج المستهدف، مشيراً إلى إنشاء مشروع مشترك بين إيران وباكستان باستثمارات من البنكين المركزيين للبلدين كخطوة رئيسية في تنفيذ قرارات الرئيسين في الاجتماع الأخير، مضيفًا: يمكن لهذه الآلية أن تُسهّل مناقشة مقايضة السلع بين إيران وباكستان، وأن تكون بداية فعّالة لتحقيق رؤية واضحة للعلاقات بين البلدين.

 

وأعرب وزير الصناعة والمناجم والتجارة الايراني عن أمله في أن يُمهّد التعاون اللازم الطريق أمام القطاع الخاص لدخول مجال العمل والتجارة، وأضاف: إن الشرط الأساسي لتحقيق البرامج المتفق عليها هو إنشاء آلية مالية وحل المشكلات المصرفية في المعاملات التجارية بين التجار ورجال الأعمال في البلدين.

 

الى ذلك، أشار وزير التجارة الباكستاني إلى القواسم التاريخية والثقافية والدينية المشتركة بين إيران وباكستان وأكد ضرورة تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري والإقليمي بین البلدین.

 

وقال “جام كمال خان” في مراسم افتتاح الاجتماع الثاني والعشرين للجنة الاقتصادية المشتركة بين إيران وباكستان: إنه لشرف عظيم أن أكون حاضراً في هذا الاجتماع المهم نيابة عن حكومة وشعب باكستان، وأنني أنقل تحيات شعب باكستان إلى ایران حکومة وشعبا، مؤكداً عمق العلاقات بين البلدين.

 

وأضاف: أن إيران وباكستان ليستا جارتين مسلمتين فحسب، بل لديهما أيضا قواسم مشتركة أساسية في الثقافة والتاريخ والجغرافيا والمصير، ومستقبلهما مرتبط ببعضهما البعض.

 

وتابع: إن باكستان حكومة و شعبا تقف إلى جانب الشعب الإيراني وتريد تشكيل مستقبل مشترك قائم على الرخاء والأمن والتنمية.

 

إيران وباكستان تقفان في وجه عدوان الكيان الصهيوني

 

وأشار وزير التجارة الباكستاني إلى التطورات الأخيرة في المنطقة، وقال: يقف شعبا البلدين صفا واحدا في مواجهة اعتداءات الكيان المحتل للقدس، وهذا التضامن متجذر في قرون من العلاقات التاريخية والشعبية، وأضاف: أن العلاقات بين شعبي البلدين تاريخية وعميقة، وتتجاوز مستوى الحكومات، وقد أوجد التقارب الثقافي والديني بينهما رابطًا لا ينفصم.

 

القدرات المشتركة للتحول الاقتصادي

 

وأشار “جام كمال خان” إلى القدرات الاقتصادية العالية لإيران وباكستان، مؤكدا أن التجارة الثنائية لا تزال بعيدة كل البعد عن القدرات الحقيقية للبلدين؛ وفي هذا الإطار، يعد دور اللجان المتخصصة وغرف التجارة واللجنة المشتركة في زيادة حجم التبادلات محوريا وحاسما.

 

كما أكد أهمية تطوير الأسواق الحدودية، وتصدير الخدمات الفنية والهندسية، وتربية الحيوانات والزراعة، مضيفا أن باكستان تتمتع بخبرات قيمة في مجال الري والتقنيات الزراعية الحديثة، ويمكنها تقديمها لإيران.

 

الطاقة المتجددة، النقل، والتكنولوجيا؛ المجالات الجديدة للتعاون

 

وأشار وزير التجارة الباكستاني إلى القدرات الهائلة التي يتمتع بها البلدان في قطاع الطاقة، قائلا: يمكن لطاقة الشمس والرياح أن تشكلا أساسا لشراكة متينة لتحقيق التنمية المستدامة في البلدين والمنطقة، معتبراً قطاع النقل أحد أهم مجالات التعاون، مضيفاً: يمكن لتطوير شبكة النقل أن يحول إيران إلى بوابة لجنوب آسيا والشرق الأوسط، وأن يُعزز الدور الإقليمي للبلدين نظرا للقدرات المتاحة في مجالات الطرق والسكك الحديدية والبحر.

 

التركيز على التعاون الثقافي والابتكاري ومواجهة التحديات

 

وأشار “جام كمال خان” إلى أهمية تطوير التقنيات الجديدة والابتكار والاقتصاد الرقمي، وقال إن إنشاء مراكز الابتكار لن يُسهم في توفير فرص العمل والنمو الاقتصادي فحسب، بل سيعزز أيضا القدرة التنافسية الدولية للبلدين، معتبراً التعاون في مجالات تكنولوجيا المعلومات والسياحة والرياضة والشؤون الثقافية والاجتماعية أولوية، وقال: إن النمو السكاني والتحديات الإقلیمیة عرضا كلا البلدين لتهديدات مشتركة؛ ومن هذا المنطلق إن التعاون في إدارة الموارد المائية والمرونة الصحية والطب والصحة، يمكن أن يكون فعالا للغاية.

 

الرؤية المشتركة للبلدين على الساحة العالمية

 

وأشار وزير التجارة والصناعة الباكستاني إلى الرؤية المشتركة للبلدين في مجال العلاقات العالمية، وقال: إن إيران وباكستان لديهما أهداف مشتركة في سبيل تعزيز السلام والازدهار والرخاء والأمن في المنطقة والعالم الإسلامي، معرباً عن أمله في أن يُفضي هذا الاجتماع إلى تعزيز التعاون الاستراتيجي وتحقيق آفاق جديدة في العلاقات الثنائية من خلال اتخاذ قرارات ملموسة وبناءة، مؤكداً أن الشعب الباكستاني يقف إلى جانب الشعب الإيراني ويدافع عن حق الجمهورية الإسلامية الإيرانية ضد عدوان الکیان الصهيوني.

 

 

المصدر: إرنا