خلال الأشهر الأربعة الأولى من العام الحالي

مناولة الحاويات في الموانئ الإيرانية تتخطى المليون حاوية

تُظهر الإحصائيات الجديدة لمنظمة الموانئ والملاحة البحرية أنه في الأشهر الأربعة الأولى من العام الإيراني الحالي (بدأ في 21 مارس/ آذار)، تم تفريغ وتحميل أكثر من مليون حاوية (عمليات مناولة) وهو اتجاه يبشر بتحقيق الأهداف الكبرى للخطة التنموية السابعة للبلاد، حيث استحوذ على حصة 60٪ من الرقم القياسي للنقل العابر للبلاد في العام السابق.

ويُقدّم أداء الموانئ الإيرانية في العام الماضي والأشهر الأولى من هذا العام صورة واضحة عن الموقع الاستراتيجي للبلاد في شبكة النقل في البلاد والمنطقة.

 

ووفقًا للتقرير الرسمي، في العام الماضي تم تفريغ وتحميل أكثر من 3 ملايين حاوية من فئة عشرين قدماً (TEU) في موانئ البلاد.

 

واستمرارًا لهذا الاتجاه، قال الرئيس التنفيذي لمنظمة الموانئ والملاحة البحرية، سعيد رسولي: إنه في الأشهر الأربعة الأولى من هذا العام فقط، تم استيراد وتصدير أكثر من مليون طن من بضائع الحاويات؛ وهي إحصائية تعكس استمرار النشاط الواسع للموانئ في اقتصاد البلاد؛ لكن الرقم القياسي الأهم يتعلق بالنقل العابر للبضائع (الترانزيت).

 

فقد تمكنت إيران في العام الماضي من تجاوز عتبة 20 مليون طن من النقل العابر؛ وهو رقم أعلى من التوقعات. ومن هذا الحجم، تم نقل حوالي 5/2 مليون طن عبر خطوط السكك الحديدية وأكثر من 5/17 مليون طن عبر النقل البري.

 

وتظهر الدراسات أن حوالي 7/14 مليون طن من إجمالي البضائع المنقولة في الترانزيت قد وصلت إلى وجهتها عبر موانئ البلاد أو تحركت نحو البلدان المجاورة؛ وهذه الإحصائية تبرز الحصة البالغة 60٪ للموانئ في تحقيق هذا الإنجاز.

 

وإلى جانب الحاويات، كان لأداء الموانئ الإيرانية في القطاعات النفطية وغير النفطية أداء ملحوظ. ففي العام الماضي، تم تفريغ وتحميل حوالي 220 مليون طن من مختلف انواع البضائع في هذه القطاعات، وفي الأشهر الأربعة الماضية، تم نقل ما يقرب من 70 مليون طن من البضائع.

 

وعلى الرغم من تسجيل نمو في بعض البنود وملاحظة استقرار أو انخفاض في البعض الآخر، إلا أن الاتجاه العام يشير إلى القدرة العالية لموانئ البلاد.

 

وتحققت هذه الإنجازات في ظل ظروف حددت فيها الخطة التنموية السابعة هدفًا محددًا لقطاع الترانزيت. ووفقًا لهذه الخطة، يجب أن تصل إيران إلى 40 مليون طن من النقل العابر بنهاية الفترة؛ أي زيادة سنوية لا تقل عن 6 ملايين طن.

 

أداء العام الماضي

 

أما الأداء في العام الماضي، الذي تجاوز التوقع البالغ 5/16 مليون طن ووصل إلى 20 مليون طن، هو مؤشر مشجع على القدرة على تحقيق هذه الأهداف.

 

وعلى الرغم من النجاحات، يؤكد المسؤولون أن الفجوة بين القدرة الإسمية للموانئ (حوالي 300 مليون طن) والقدرة الفعلية لا تزال قائمة.

 

يُعدّ الاستثمار في معدات التفريغ والتحميل، وترقية أنظمة التخزين، وتعزيز التنسيق بين مختلف قطاعات النقل، إجراءات رئيسية للوصول إلى السقف الحقيقي لقدرات الموانئ.

 

ويجمع بين هذه الإحصائيات والسياسات صورة لمستقبل مشرق للموانئ الإيرانية؛ مستقبل يمكن فيه للبلاد، من خلال الاستفادة من موقعها الجيوسياسي وقدراتها اللوجستية، أن تصبح أحد المحاور الرئيسية للنقل والنقل العابر في المنطقة وحتى أوراسيا.

 

من الجدير بالذكر أنه في ظل الظروف التي يسعى فيها العالم إلى تأمين سلع وتجارة أكثر أمانًا، يمكن لإيران بهذه الإنجازات أن تلعب دورًا كجسر وصل بين الشرق والغرب والشمال والجنوب.

 

ويعتقد الخبراء أن النقل العابر (الترانزيت) للبضائع يحقق مصالح تشمل «دخلًا كبيرًا من العملة الصعبة»، و«خلق مكانة استراتيجية على المستوى الدولي»، و«ربط المصالح المشتركة مع البلدان المعنية والقوى الاقتصادية والسياسية»، و«تحييد العقوبات الجائرة والأحادية الجانب»، و«التنمية الاقتصادية والثقافية وزيادة المعاملات المالية نظراً لوجود مصالح لتجار البلدان الأخرى».

 

المصدر: وكالات