وأفادت مصادر في الدفاع المدني بأن جيش الاحتلال ارتكب مجزرة في منطقة الأمن العام شمال مدينة غزة، بعد قصف منزل يؤوي نازحين، مما أسفر عن استشهاد 8 أشخاص وإصابة أكثر من 40 آخرين.
من جهتها، أعلنت وزارة الصحة بغزة ارتفاع عدد ضحايا الجوع وسوء التغذية إلى 428 شهيدا بينهم 146 طفلا. في الأثناء، أعلن جيش الاحتلال الصهيوني بدء عملية احتلال مدينة غزة، وزعم إن فرقتين عسكريتين بدأتا العملية بالمدينة والثالثة ستلتحق بهما قريباً. واستشهد 82 فلسطينيا منذ فجر الثلاثاء، بينهم 43 في مدينة غزة، مع تصاعد وتيرة القصف الصهيوني الذي استهدف أحياء سكنية ومراكز إيواء للنازحين، فيما بدأ جيش الاحتلال عملية اجتياح في مدينة غزة.
*عشرات الشهداء في غزة
في التفاصيل، أكدت مصادر في الدفاع المدني انتشال جثامين 8 شهداء و10 مصابين، وإنقاذ 6 أشخاص من تحت أنقاض مربع سكني يضم 3 عائلات قرب مفترق الأمن العام في حي الشيخ رضوان، في حين لا يزال عدد كبير من المدنيين تحت الركام في ظل صعوبة الوصول إليهم. كما قصف الاحتلال محيط مدرسة حمامة التي تؤوي نازحين بحي الشيخ رضوان، إضافة إلى محيط أبراج المخابرات شمال غربي غزة، في حين فجّر “روبوتات مفخخة” في المنطقة ذاتها وفق مصادر محلية.
وفي قصف آخر، استشهد 4 أشخاص وأصيب آخرون جراء استهداف منزل في منطقة الخضرية بحي الصبرة جنوبي المدينة.
وفي وسط القطاع، أعلن مستشفى العودة بمخيم النصيرات استقباله 7 شهداء و20 إصابة جراء قصف الاحتلال تجمعات المواطنين عند نقطة توزيع المساعدات الإنسانية جنوب وادي غزة واستهدافات أخرى وسط القطاع. ودمّر طيران الاحتلال الصهيوني 13 مبنى سكني وبرج الغفري وعمارة الصحابة إضافة إلى قصف فندق المشتل.
*نزوح قسري
وأُجبر آلاف المواطنين في مدينة غزة على النزوح قسراً من منازلهم خلال ساعات ليل الإثنين، نتيجة القصف الصهيوني المكثف الذي طال مناطق سكنية ومراكز إيواء.
وفي بيان لها، أكدت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) أن أعدادا متزايدة من سكان غزة يُجبرون على مغادرة منازلهم، ويسلكون طرقا لا تؤدي إلى أي مكان. وأضافت الوكالة أنه “لا مكان آمن في غزة”، وشددت على ضرورة التحرك العاجل لوقف إطلاق النار وإنقاذ المدنيين من كارثة إنسانية متفاقمة.
وكان المدير العام لوزارة الصحة في قطاع غزة قال في تصريحات، الثلاثاء، إن نحو مليون فلسطيني لا يزالون صامدين في مدينة غزة.
بدورها، اعتبرت منظمة “أطباء بلا حدود” أن ما يحدث في القطاع “إبادة جماعية ممنهجة”، وأكدت أن أكثر من مليون شخص يواجهون رعبا متجددا بعد تلقيهم أوامر عاجلة بإخلاء مدينة غزة قبيل هجوم بري موسّع. وقالت المنظمة: إن “ما يحدث في غزة ليس مجرد كارثة إنسانية، بل إبادة جماعية لشعب بأكمله تُرتكب بإفلات كامل من العقاب”.
*تفاقم الأزمة الطبية
وفي السياق، قالت وزارة الصحة في غزة إن مستشفيات المدينة تشهد ازدحاما شديدا في أقسام الطوارئ، وإن طواقها ما تزال تعمل في ظل شح الأدوية الأساسية والمستهلكات الطبية المنقذة للحياة. وأفادت الوزارة أن النقص الشديد في وحدات الدم ومكوناته يفاقم خطورة التدخلات الطارئة لعلاج الجرحى.
وفي سياق آخر، أعلن مجمع ناصر الطبي وفاة طفلين من سكان جنوب قطاع غزة بسبب سوء التغذية ونقص العلاج، في ظل انهيار القطاع الصحي واستمرار الحصار.
وأعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة وفاة 3 أشخاص نتيجة المجاعة وسوء التغذية، ليرتفع إجمالي وفيات سوء التغذية إلى 425 شهيدا، و145 طفلا، وفقا لبيان الوزارة.
وبدعم أميركي، ترتكب قوات الاحتلال الصهيوني منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقفها.
*ارتفاع عدد الشهداء الصحفيين
في غضون ذلك، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة ارتفاع عدد الشهداء الصحفيين الذين استهدفتهم قوات الاحتلال الصهيوني في القطاع منذ بدء حرب الإبادة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إلى 251 صحفيا، بعد استشهاد 3 صحفيين الاثنين.
وأشار المكتب إلى أن الصحفيين الشهداء هم محمد الكويفي الذي يعمل في وكالة شهاب للأنباء، وأيمن هنية الذي يعمل مصورا ومهندسا للبث في وكالة المنارة للإعلام، وإيمان الزاملي التي تعمل صحفية في شبكة فلسطين نيوز.
وأدان المكتب بأشد العبارات استهداف واغتيال الاحتلال الصهيوني للصحفيين الفلسطينيين بشكل ممنهج.
*شهداء برصاص الاحتلال في قلقيلية
من جانب آخر، أعلنت مصادر طبية بأن فلسطينيين اثنين استشهدا برصاص الاحتلال في مدينة قلقيلية شمالي الضفة الغربية. بالتزامن، شنّت قوات الاحتلال الصهيوني، الثلاثاء 16 أيلول/سبتمبر 2025، حملة مداهمات واعتقالات في مناطق متفرقة من الضفّة الغربية المحتلة.
واعتقلت قوات الاحتلال خلال اقتحامها المنطقة الشرقية في نابلس، الشاب نور الدين مهند أبو السعود، من محيط “قبر يوسف” خلال اقتحام مستوطنين المكان بحماية جنود الاحتلال حيث أدّوا طقوسًا تلمودية.
واقتحمت قوات الاحتلال بآلياتها العسكرية بلدة دورا الواقعة إلى الجنوب من مدينة الخليل، حيث داهمت العديد من المنازل واعتقلت عددًا من المواطنين من أبناء البلدة.