وأضاف الدكتور بزشكيان: إذا رسّخنا هذا التوجه الإنساني والديني على جميع مستويات المجتمع والمؤسسات والمنظمات، فستُحلّ خلافات كثيرة، وستكون إيران العزيزة أكثر وحدةً وتماسكًا ومقاومةً لأي تهديد خارجي من أي وقت مضى. وتابع: أنتم يا أعزائي، في الصفوف الأمامية للنظام الصحي والكوادر الطبية، تخدمون الشعب بلا كلل. يجب علينا تقديم أفضل الخدمات وأجودها للشعب في جميع أنحاء البلاد، بمنهج علمي وخبرة، وفي أسرع وقت ممكن.
وفي جزء آخر من خطابه، أشاد الرئيس بزشكيان ببراعة فرق الطوارئ في حرب الاثني عشر يوماً المفروضة، وقال: لقد أحبط الشعب والمسؤولون في جميع أنحاء البلاد، بتضامن منقطع النظير، جميع مخططات العدو وزعزعوا حساباته.
كما أعرب الدكتور بزشكيان عن أسفه العميق لصمت المنظمات الدولية تجاه جرائم الكيان الصهيوني في المنطقة، وقال: هذا الكيان، بلا ذرة إنسانية، جرّ آلاف النساء والأطفال الأبرياء الى سفك الدماء، وقطع الماء والغذاء عن شعب غزة، مدعياً أنه يدافع عن نفسه، ومما يدعو للأسف الشديد أنه بدلاً من منع هذه الجرائم، تُقدم الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية الدعم المالي والتسليحي لهذا الكيان المُجرم، مُدّعين زورًا أنهم رواد السلام، بينما هم في الواقع رواد البربرية.
وأكد رئيس الجمهورية على الوحدة التي تشكلت بين الدول الإسلامية في مواجهة اعتداءات الكيان الصهيوني، مُشيرًا إلى أنه إذا تم الحفاظ على هذه الوحدة وتعزيزها، فسيخيب أمل أعداء الأمة الإسلامية بالتأكيد.
*ضرورة تقديم خدمات جيدة للشعب
في سياق آخر، أكد رئيس الجمهوریة ضرورة تقديم خدمات جيدة للشعب الإیراني في المستشفيات، وقال: علينا أن نضمن حصول جميع المواطنين بمن فيهم المتقاعدون والمحتاجون على أفضل خدمة في المراكز الطبية وهذا ممكن.
وأكد الرئیس بزشكيان، الثلاثاء، خلال افتتاح المبنى الجديد لمستشفى الشهيد “فياض بخش” التخصصي بسعة 550 سريراً، ضرورة زيادة الكفاءة في مساحات المستشفى، وقال: يجب أن نضمن حصول جميع أبناء الشعب، بمن فيهم المتقاعدون والمحتاجون، على أفضل خدمة في المراكز الطبية، وهذا ممكن. ويمكن تحقيق هذا الهدف من خلال زيادة كفاءة معدات المستشفيات؛ ويمكن خفض تكاليف العلاج بفضل الكفاءة العالية. وأضاف: آمل أن نتمكن من بناء مثل هذه المستشفيات في وقت أقصر بالتخطيط السليم ويمكن حل العديد من المشاكل إذا ساعدنا بعضنا البعض.
*إيران مستعدة لتطوير التعاون الثنائي مع السعودية
وكان قد عاد رئيس الجمهورية، مساء الإثنين، إلى البلاد بعد حضوره القمة الاسلامية العربية الطارئة في الدوحة، ولقائه رؤساء بعض الدول المشاركة في القمة. وعلى هامش القمة، إلتقى الرئيس بزشكيان رؤساء مصر ولبنان وطاجيكستان ورئيس وزراء باكستان وولي العهد السعودي.
ولدى لقائه محمد بن سلمان، اعتبر الرئيس بزشكيان أنه في الظروف الراهنة فإن مسؤولية الدول الإسلامية الكبرى بما فيها السعودية جسيمة للغاية، وقال: ان الكيان الصهيوني لن يتجرأ على مهاجمة أو الاعتداء على أي دولة إسلامية إذا كانت الدول الإسلامية متحدة؛ ويمكن للسعودية أن تلعب دوراً مهماً في طريق وحدة الدول الإسلامية.
وأعرب عن ارتياحه للمسار المتنامي للعلاقات بين الجانبين، وأكّد أن تعميق وتقوية التعاون بين إيران والسعودية سيؤمن مصلحة البلدين وكذلك شعوب العالم الإسلامي والمنطقة، وقال: ان ايران مستعدة لتطوير التعاون الثنائي والإقليمي والدولي مع السعودية.
*اتخاذ موقف موحّد إزاء الجرائم الصهيونية
كما أعرب رئيس الجمهورية لدى لقائه نظيره المصري عبدالفتاح السيسي، مساء الإثنين، عن أمله في إقامة العلاقات الرسمية بين إيران ومصر بأسرع ما يمكن، وقال: إن تعزيز الاتحاد والتماسك بين الدول الإسلامية هو أنجع طريق لمواجهة تكرار واستمرار جرائم الكيان الصهيوني، وأضاف: إيران ومصر تمتلكان حضارتين وتاريخاً مجيدين وباهرين، حيث أن توسيع تعاونهما يمكن أن يساعد في تأمين مصلحة الشعبين والشعوب الأخرى في المنطقة أكثر من ذي قبل.
*تسهيل تنفيذ الاتفاقيات الثنائية بين إيران وباكستان
كما أكد رئيس الجمهورية، خلال لقائه رئيس وزراء باكستان شهباز شريف، ضرورة بذل الجهود من قبل البلدين لتسريع وتسهيل تنفيذ الاتفاقيات الثنائية. وأضاف: إن إيران وباكستان تمتلكان إمكانيات عديدة ومتنوعة في مختلف المجالات، لاسيما في مجال التعاون الحدودي، والذي من شأنه أن يضمن مصالح الشعبين وشعوب المنطقة.
*العلاقات بين إيران ولبنان على أساس الحق والعدالة
هذا وأكد الرئيس بزشكيان لدى لقائه نظيره اللبناني جوزيف عون، مساء أمس الأول، سعي الجمهورية الإسلامية الإيرانية لتوسيع التعاون وتعزيز العلاقات مع لبنان ودول المنطقة الأخرى على أساس الاحترام المتبادل والمنفعة المتبادلة، وقال: آمل أن تتمكن إيران ولبنان من تعزيز علاقاتهما على أساس الحق والعدالة.
وفي جزء آخر من حديثه، اعتبر رئيس الجمهورية تصرفات الكيان الصهيوني دليلاً على أنه لا يلتزم بأي حدود أو قيود، وأوضح: ما نراه من الكيان الصهيوني هذه الأيام دليل على طبيعته العدوانية والهمجية؛ والأمر الأكثر أسفًا هو أن الدول التي تدّعي الدفاع عن الحرية وحقوق الإنسان لم تلتزم الصمت تجاه قتل الناس في غزة بالقصف وحتى التجويع فحسب، بل زوّدت هذا الكيان أيضًا بالأسلحة والدعم القانوني.
ولدى لقائه نظيره الطاجيكي إمام علي رحمان، أكّد رئيس الجمهورية أن العلاقات بين إيران وطاجيكستان تتحسن بشكل مُرضٍ، مستندةً إلى القواسم اللغوية والتاريخية والثقافية والحضارية المشتركة، وقال: إن البلدين يتمتعان بإمكانيات جيدة للتعاون فيما بينهما، وتفعيل هذه الإمكانيات سيضمن مصالح الشعبين، وأضاف: عندما تُختصر الفترات الفاصلة بين لقاءاتنا، تصبح هذه اللقاءات بعيدة عن الطابع الدبلوماسي الرسمي، وتسودها الألفة والصداقة، مما يُسهّل ويُسرّع من تطوير التعاون بيننا.
*إيران تبدي ملاحظاتها على بيان القمة الإسلامية العربية
هذا وأبدت وزارة الخارجية بعض الملاحظات ووجهات النظر بشأن البيان الختامي للقمة الإسلامية العربية الاستثنائية بشأن العدوان العسكري على قطر.
وورد في تقرير وزارة الخارجية: فيما يتعلق بالحل المستدام للقضية الفلسطينية والمبادرات التي قدمتها مختلف الدول والمجموعات، بما في ذلك “إعلان نيويورك” بشأن تطبيق حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة، وكذلك مبادرة السلام العربية، والتي تتجلى في عدة فقرات من البيان، تؤكد إيران أن ما يسمى بحل الدولتين لن يحل القضية الفلسطينية. في رأينا، الحل الحقيقي والمستدام الوحيد هو إقامة دولة ديمقراطية واحدة، تُقام عبر استفتاء بمشاركة جميع الفلسطينيين – داخل الأراضي المحتلة وخارجها – وتمثل جميع أبناء الشعب الفلسطيني. فيما يتعلق بالاعتراف بالكيان الإسرائيلي، تؤكد إيران مجدداً أن الانضمام إلى توافق الآراء بشأن هذا البيان لا ينبغي أن يُفسر، صراحةً أو ضمناً، على أنه اعتراف بالكيان الإسرائيلي بأي شكل من الأشكال.