أُقيمت ورشة «التضامن مع غزة في إطار الرسم» صباح الإثنين 15 سبتمبر، بمشاركة فنانين من إيران والعراق، وذلك في مركز الفنون التشكيلية التابع لـ «حوزه هنري». في أجواء مفعمة بالألوان والإبداع، بدأت الورشة بحضور فنانين من البلدين، حيث اصطفت اللوحات البيضاء استعداداً لتحويلها إلى مشاهد تحكي قصة غزة، تلك القصة المليئة بالحزن والأمل. هنا، الصورة ليست مجرد شكل بصري، بل لغة عالمية وأداة قوية للتعبير عن صوت غزة ومعاناتها.
يرى الفنانون المشاركون أن الفن البصري قادر على نقل المشاعر العميقة والآلام والآمال بشكل مؤثر، خاصة في عالم قد تعجز فيه الكلمات عن أداء هذا الدور. ومن هذا المنطلق، بدأوا مساهمتهم الفنية في الورشة.
وبعد ساعات قليلة، أمسك الفنانون بالفرشاة، وكل ضربة لون كانت تجسيداً لحياة وصمود أهل غزة. رغم أجواء المرح والضحك، كانت القلوب تنبض لغزة، والألوان الدافئة على اللوحات تحكي عن أرض الزيتون وشعبٍ واجه سنوات من المعاناة والنضال من أجل وطنه.
ومع تبادل الأفكار بين الفنانين، بدأت تتشكل عوالم جديدة من الإبداع، لوحات تنطق بالمقاومة، بالأمل، وبحب الحياة، بلغة الفن التي لا تعرف حدوداً. كل لون على اللوحة كان شهادة على التضامن والإنسانية. من بين المشاركين، الفنان عبدالله دوشان، الذي كان يرسم لوحة للأطفال في غزة. وأوضح أن هذه اللوحة ستكون جزءاً من سلسلة تعبّر عن أطفال غزة، كما أشار إلى الطين الذي سيستخدمه لاحقاً لصنع تمثال نصفي للشهيدة عاليخاني.
وفي زاوية أخرى، كانت الفنانة العراقية رسل أحمد، التي تقول عن مشاركتها في الورشة: «الفنانون الإيرانيون والعراقيون اليوم يريدون أن يكونوا صوتاً لمظلومية وصمود أهل غزة، وأن يعززوا من خلال الفن مشاعر التضامن والوعي في المجتمع العالمي». في لوحات الفنانين الإيرانيين والعراقيين، ظهرت معاناة أطفال غزة من الجوع كرمز للمظلومية والهشاشة، إلى جانب علم فلسطين الذي جسّد روح المقاومة والهوية الوطنية.
ومن بين الأعمال، لوحة تناولت مقاطعة شركة كوكاكولا، كرمز للرفض الشعبي للاحتلال، ودعوة للوقوف في وجه الظلم. كما ظهرت في لوحة أخرى صورة الكيان الصهيوني كأداة للهيمنة، في تناقض صارخ مع أحلام الأطفال والشعب الفلسطيني، ما أبرز الفجوة بين القوة الغاشمة والأمل الإنساني.