في رسالة إلى جرحى "تلبية النداء"

الأمين العام لحزب الله: ‏الكيان الصهيوني سيسقط

وجّه الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم رسالة إلى جرحى "تلبية النداء" لمناسبة الذكرى السنوية الأولى.

خاطبهم فيها قائلًا: “أنتم روّاد البصيرة ومفتاح الأمل وعشق الحياة الأبدية في طاعة الله تعالى. ‏أيها الجرحى، أنتم ‏النور الذي نرى ‏من خلاله سلامة الطريق، وأنتم الحياة التي تعطي النبض ‏الحقيقي للاستمرار”.‏ وأضاف: “ماذا أقول لكم؟ وأنتم الآن المعلمون والمربون وهداة الطريق، ‏لأنكم أعطيتم وأنتم مستمرون في العطاء… جزاكم الله تعالى خيرًا عن ‏الإسلام والمسلمين.”.

 

وأردف سماحته قائلًا: “ثلاثة أمور أساسية أرى أنها تتمثل بكم وبحياتكم:‏

 

أولًا: التعافي، أنتم تتعافون من الجراح وتتعالون على الجراح، ‏وهذا هو الأهم. أنتم أمام امتحان واختبار، ونجحتم في هذا ‏الامتحان، وكنتم مصداق ‏قوله تعالى: ﴿وَلَا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ ‏إِن تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللهِ مَا لَا ‌‏يَرْجُونَ﴾.‏

 

الأمر الثاني: أنتم في حالة نهوض، النهوض مع كلّ الأمل ‏بالمستقبل، النهوض مع سلامة الطريق. أنا ‏سمعتكم ورأيتكم، ‏رأيت كيف تتحدثون وكيف تبعثون الأمل في الحياة، كيف ‏الطريق واضحة تمامًا أمامكم. أنتم تسيرون ‏ببصيرتكم، وهذا ‏أعظم من البصر، لأن البصيرة هداية الداخل إلى الخارج، أما ‏البصر فهو رؤية الخارج ‏بمعزل عن الداخل. عوّضكم الله تعالى ‏بهذه البصيرة العظيمة.‏

 

ثالثًا: الاستمرارية. وهنا المهم: ماذا أراد العدوّ “الصهيوني” – لعنة ‏الله تعالى عليه – أراد أن يبطل قدرتكم، ‏أراد أن يخرجكم من ‏المعركة. أنتم الآن دخلتم إليها بقوة أكبر، بنشاط أكبر. بعضكم ‏يريد أن يُكمل الدراسة ‏الجامعية، بعضكم يريد أن يفتح مشغلًا، ‏بعضكم يريد أن يعمل في الحقل الاجتماعي، أحدكم يريد أن ‏يرقّي ‏وضعه الثقافي، وآخر يريد أن يشتغل في الموضوع ‏الإعلامي. مع استعانتكم بالإخوة والأخوات من ‏حولكم، هناك ‏إبداعات أنتم تقدّمونها الآن”.‏

 

وتابع الشيخ قاسم: “أنا أشجعكم وأقول لكم: استمروا. لا تظن أن ما تفعله أنت أيها ‏الجريح، أيتها الجريحة، أمر صغير، لا، هو ‏كبير، لأن قيمته مع ‏جراحكم أعظم بكثير من قيمته لو كان مشابهًا من دون هذه ‏الجراحات. لأنه هنا يوجد ‏روح، يوجد نور، يوجد عطاء، يوجد ‏جهاد، يوجد تقديم إلى الأمام”.. قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من جرح في سبيل الله ‏جاء يوم القيامة ريحه كريح المسك، ولونه لون الزعفران، ‏عليه ‏طابع الشهداء. ومن سأل الله الشهادة مخلصًا أعطاه الله أجر شهيد ‏وإن مات على فراشه”.‏

 

*”أنتم على درب أسمى الشهداء وأعظم ‌‏الشهداء”

 

واختتم الشيخ قاسم رسالته قائلًا: “أنتم مع أكمل رسالة، رسالة الإسلام. أنتم مع محمد ‏وآل محمد صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين. ‏أنتم مع الولاية، ‏مع الإمام الخميني قدس الله روحه الشريفة، ومع الإمام القائد ‏الخامنئي دام ظله. أنتم ‏تتطلعون إلى راية الإمام المهدي عجل الله ‏تعالى فرجه الشريف. أنتم على درب أسْمى الشهداء وأعظم ‌‏الشهداء، سيد شهداء الأمة السيد حسن نصر الله رضوان الله ‏تعالى عليه، والقادة الشهداء، وكلّ المجاهدين ‏الشهداء ‏والمجاهدات الشهيدات، وكلّ  الناس والأطفال والعطاءات. أنتم ‏أعظم مقاومة، وهي حجة على ‏العلماء على مستوى العالم، كما ‏قال الإمام الخميني قدس الله روحه الشريفة: أنتم الأعلون. ‏واعلموا أن ‏الكيان الصهيوني سيسقط، لأنه احتلال وظلم وإجرام ‏وعدوان، ولأن المقاومين يواجهونه حتّى التحرير على ‏طريق ‏إحدى الحسنيين، وهذا ربح دائم… حيّاكم الله يا جرحى البيجر وجرحى اللاسلكي، وكلّ الجرحى ‏الذين قدّموا في هذه المسيرة العظيمة. ‏والنصر لكم، والسلام ‏عليكم ورحمة الله وبركاته”.‏

 

*”عيون جرحانا وأياديهم تصنع للوطن الحياة الحرة”

 

بدوره، أكد عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل الله الأربعاء وبمناسبة الذكرى السنوية الأولى لمجزرة البايجر التي ارتكبها العدو الصهيوني بحق عدد كبير من اللبنانيين شباباً ونساءً وأطفالاً، أن “جرحى تلبية النداء” (الاسم الذي أطلق على جرحى المجزرة) “قدّموا أروع صور الصمود والتحمل والاستعداد للتضحية”، لافتاً إلى أن “عيون جرحانا وأياديهم تصنع للوطن الحياة الحرة”.

 

وفي السياق، شدد فضل الله، في مؤتمر صحفي في مبنى مجلس النواب، أن “المقاومة قدمت أغلى الأثمان وحفظت الوطن بالدماء وسلمته للدولة اللبنانية كما فعلت عام 2000″، ولذلك فإن “الدولة وأداتها التنفيذية الحكومة مطالبة بتحمل مسؤولياتها الكاملة والعمل على تنفيذ ما نصّ عليه البيان الوزاري”.

 

وفي هذا الإطار، أوضح عضو كتلة الوفاء للمقاومة أن “الحكومة قالت إنها ملتزمة بحفظ سيادة لبنان ومنع أي اعتداء عليه وبوثيقة الوفاق الوطني باتخاذ كافة الاجراءات بتحرير الأرض وبسط سلطة الدولة على كامل أراضيه وحق لبنان بالدفاع عن النفس”، في مقابل، “استمرار العدو في عدوانه على المدنيين من أقصى الجنوب إلى أقصى البقاع ولا يزال يحتجز أسرى لديه بينما الحكومة لم تقم بشيءٍ حتى الآن لتنفيذ التزاماتها”.

 

هذا ولفت فضل الله إلى أن “العدو اليوم يقيم منطقة عازلة على طول الحدود يمنع فيها أي شكل من اشكال الحياة”، سائلاً الحكومة “عما قامت به لوقف الاعتداءات واعادة الأسرى وتحرير الأرض”.

 

 

المصدر: الوفاق/ وكالات