رغم قطع الإنترنت وعرقلة دخول المواد الحياتية ونسف المباني في غزة

مليون غزي يرفضون التهجير من المدينة وشمالها.. وحركة نزوح عكسي

في اليوم الـ712 من حرب الإبادة على غزة، واصل جيش الاحتلال الصهيوني غاراته الجوية العنيفة على القطاع ودمر العديد من المباني والمرافق المدنية، مما أدى لاستشهاد وجرح عدد من الفلسطينيين.

بالتزامن أعلن المكتب الإعلام الحكومي في قطاع غزة، أن مليون فلسطيني يواصلون الصمود في غزة وشمالها رافضين النزوح القسري جنوبا، رغم انقطاع الاتصالات والإنترنت عن أنحاء واسعة من مدينة غزة.

 

ويأتي ذلك في حين أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة أن سلطات الاحتلال تمنع بشكل متعمد محاولات منظمة الصحة العالمية إدخال الوقود إلى مستشفيات القطاع، مما يفاقم أزمة تشغيل المعدات الطبية ويهدد حياة المرضى.

 

في غضون ذلك اقتحمت قوات الاحتلال الصهيوني مناطق عدة بـالضفة الغربية المحتلة وحطمت مركبات للفلسطينيين عند مدخل مخيم الفوار.

 

* 37 شهيدا مع توسيع العملية البرية

 

واصل جيش الاحتلال الصهيوني – الأربعاء- تصعيده العسكري على مدينة غزة، تزامنا مع توسيع الهجوم البري، مما أدى لاستشهاد وجرح عدد من الفلسطينيين.

وأفادت مصادر في مستشفيات القطاع باستشهاد 37 فلسطينيا بنيران جيش الاحتلال منذ فجر الأربعاء بينهم 24 في مدينة غزة.

كما أعلن مجمع ناصر الطبي عن استشهاد 5 فلسطينيين إثر قصف صهيوني استهدف خيمة للنازحين بمنطقة مواصي في خان يونس جنوب قطاع غزة.

وأفاد مستشفى شهداء الأقصى بتسجيل إصابات بين الفلسطينيين جراء إطلاق قوات الاحتلال الصهيوني النار شرق مدينة دير البلح (وسط القطاع).

 

*شهداء المساعدات

من جهتها، أعلنت طواقم الإسعاف والطوارئ في غزة عن استشهاد 5 فلسطينيين وإصابة العشرات بنيران الاحتلال أثناء انتظارهم المساعدات قرب مركز توزيع شمال مدينة رفح.

وبعيدا عن إشراف الأمم المتحدة والمنظمات الإغاثية الدولية، بدأت قوات الاحتلال منذ 27 مايو/أيار الماضي تنفيذ خطة توزيع مساعدات عبر ما تعرف بـ”مؤسسة غزة الإنسانية”.

وفي السياق ذاته، أفاد مصدر محلي بأن جيش الاحتلال الصهيوني فجّر روبوتات مفخخة في محيط بركة الشيخ رضوان (شمال غربي مدينة غزة).

وقد أعلن جيش الاحتلال أنه استهدف 150 موقعا في مدينة غزة خلال الساعات الـ24 الماضية، وذلك في إطار عملياته العسكرية المستمرة على القطاع الفلسطيني، حسب زعمه.

والثلاثاء، بدأ جيش الاحتلال عمليته العسكرية لاحتلال مدينة غزة بمشاركة فرقتين عسكريتين حتى اللحظة.

ويأتي ذلك في حين أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة أن سلطات الاحتلال تمنع بشكل متعمد محاولات منظمة الصحة العالمية إدخال الوقود إلى مستشفيات القطاع، مما يفاقم أزمة تشغيل المعدات الطبية ويهدد حياة المرضى.

كما أدانت الوزارة الفلسطينية جريمة استهداف الاحتلال الصهيوني مستشفى الرنتيسي للأطفال، معتبرة أن جريمة تؤكد سياسته الممنهجة لإخراج منظومة الصحة عن الخدمة.

 

*باقون رغم مخططات التهجير

أعلن المكتب الإعلام الحكومي في قطاع غزة، في بيان، أن مليون فلسطيني يواصلون الصمود في غزة وشمالها رافضين النزوح القسري جنوبا، رغم تكثيف جيش الاحتلال الصهيوني خلال الأسابيع الماضية، من أوامر الإخلاء للعديد من الأحياء في مدينة غزة وكذلك من استهدافه للأبراج والعمارات السكنية في سياسة يقول مسؤولون فلسطينيون إنها تهدف لإجبار الفلسطينيين على النزوح من المدينة إلى مناطق جنوبي القطاع.

وكان جيش الاحتلال الصهيوني قد أعلن الثلاثاء أنه شرع بـ”اجتياح مدينة غزة بريا”، لكن شواهد ميدانية ومصادر محلية تؤكد عدم حدوث أي توغل بري، وأنه فقط يكثف القصف المدفعي والجوي والنسف عبر روبوتات مفخخة، لإرهاب الفلسطينيين وإجبارهم على النزوح ضمن حرب إبادة وتهجير.

وذكر المكتب أن أكثر من مليون فلسطيني ما زالوا متجذرين في مدينة غزة وشمالها، متمسكين بأرضهم وبيوتهم، رافضين بشكل قاطع النزوح نحو الجنوب، رغم وحشية القصف وحرب الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال الصهيوني في إطار تنفيذ جريمة التهجير القسري الدائم المنافية لكل القوانين والمواثيق الدولية”.

وأشار إلى أن “عدد سكان مدينة غزة وشمالها يبلغ أكثر من 1.3 مليون نسمة، بينهم نحو 398 ألفا من سكان محافظة شمال غزة”.

 

*نزوح عكسي

في المقابل، سُجّلت أيضا حركة نزوح عكسي، إذ عاد أكثر من 15 ألفا إلى مناطقهم الأصلية داخل مدينة غزة حتى ساعات مساء الثلاثاء، بعد أن قاموا بنقل أثاثهم ومقتنياتهم لتأمينها في الجنوب، ثم عادوا لمدينتهم بسبب انعدام أدنى مقومات الحياة في الجنوب.

وبحسب المكتب الحكومي فإن منطقة المواصي في خان يونس ورفح التي تضم حاليا نحو 800 ألف نسمة وتروّج لها سلطات الاحتلال زورا كمناطق إنسانية وآمنة، تعرضت لأكثر من 109 غارات جوية وقصف متكرر خلفت ما يزيد عن ألفي شهيد في مجازر متلاحقة ارتكبها جيش الاحتلال داخل المواصي ذاتها.

وأفاد المكتب بأن هذه المناطق تفتقر بشكل كامل إلى مقومات الحياة الأساسية، فلا مستشفيات ولا بنية تحتية ولا خدمات ضرورية من ماء أو غذاء أو مأوى أو كهرباء أو تعليم، مما يجعل العيش فيها أقرب إلى المستحيل.

وفي السياق، قالت حركة حماس في بيان، إن الاتهامات الصهيونية للحركة بـ”اتخاذ المدنيين دروعا بشرية” ومنعهم من الخروج من مدينة غزة، محاولات تضليل مفضوحة تعبّر عن استخفاف حكومة الاحتلال بالرأي العام العالمي، وعن إصراره على الاستمرار في ارتكاب المجازر الوحشية بحق المدنيين الأبرياء، ودفعهم قسرا إلى النزوح بهدف تهجيرهم من قطاع غزة.

 

*آخر التطورات في الضفة المحتلة

في غضون ذلك هدمت قوات الاحتلال الصهيوني الأربعاء 40 منزلا لفلسطينيين في قرية “السر” العربية في منطقة النقب جنوب فلسطين المحتلة، وأظهرت فيديوهات متداولة على شبكات التواصل إطلاق الشرطة قنابل غاز مسيل للدموع وقنابل صوتية على فلسطينيين احتجوا على عمليات الهدم.

واعتدت عناصر الشرطة على المحتجين، مما أدى إلى وقوع اشتباكات، بحسب المقاطع المصورة.

في الأثناء قال بيان لنادي الأسير الفلسطيني إن جيش الاحتلال الصهيوني اعتقل 120 فلسطينيا منذ بداية الأسبوع الجاري من الضفة الغربية المحتلة، بينهم أطفال ونساء وأسرى سابقون.

ولفت إلى أن الاحتلال يواصل التصعيد من عمليات الاعتقال في محافظات الضفة، وتركزت في الخليل وجنين وقلقيلية ونابلس، موضحا أن الاحتلال اعتقل منذ مساء الثلاثاء وحتى فجر الأربعاء 30 فلسطينيا على الأقل.

كما اقتحمت قوات الاحتلال الصهيوني مناطق في رام الله والخليل ونابلس بـالضفة الغربية وحطمت مركبات للفلسطينيين عند مدخل مخيم الفوار.

 

*عائلات الأسرى الصهاينة يقتحمون قاعة المحكمة أثناء وجود نتنياهو

من جهة اخرى أوردت وسائل إعلام صهيونية أن عائلات الأسرى اقتحموا قاعة الاستراحة في المحكمة أثناء وجود رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو -المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية- مما أجبره على مغادرة المكان على الفور.

وقد بدأت جلسة الاستماع في محاكمة نتنياهو الأربعاء، حيث يواجه تهما جنائية تتعلق بالفساد والرشوة وخيانة الأمانة، في ملفات تحمل أرقام 1000 و2000 و4000.

المصدر: الوفاق/ وكالات