تُعد فيروز آباد إحدى المدن السياحية في محافظة فارس التي تجذب سنوياً عدداً كبيراً من السياح المحليين والأجانب، وتعتبر فيروز آباد واحدة من أهم وأثمن المناطق السياحية في محافظة فارس، حيث تضم بالإضافة إلى الطقس والطبيعة المبهجة والجميلة، العديد من الآثار التاريخية. تقع مدينة فيروز آباد، التي تعتبر تاريخياً مهد نشأة عمارة وفن فترة الساسانيين، في محافظة فارس وعلى بعد 95 كيلومتراً من مدينة شيراز. إن وجود آثار تاريخية تعود إلى عصر الساسانيين، والطقس المعتدل والمبهج للمنطقة بسبب وقوعها ضمن سلسلة جبال في الشمال الغربي وأخرى في الجنوب الشرقي، بالإضافة إلى عوامل الجذب السياحي الطبيعية والغطاء النباتي الحراجي، والجبال الشاهقة، والينابيع الغزيرة، ووجود حيوانات وطيور نادرة وقليلة التواجد في هذه المنطقة، جعلت منها وجهة كاملة ومثيرة وجميلة.
أهمية معالم فيروز آباد
على الأرجح، بمجرد سماعنا لاسم مدينة شيراز، يتبادر إلى ذهننا الأبنية التاريخية المهيبة والمذهلة المرتبطة بعصر الأخمينيين أو منشآت عصر كريم خان زند. بمعنى آخر، إن ضخامة وشهرة وعظمة الآثار الأخمينية قد طغت على الآثار التاريخية القيمة والمعالم السياحية في فيروز آباد، مما أدى إلى قلة معرفة الناس بهذه المدينة وعوامل الجذب السياحي فيها.
ولكن يجب أن نعلم أن أقدم هياكل عصر الساسانيين تقع في هذه المدينة، ويمكن القول بشكل ما أن بداية ومنشأ السلالة الساسانية هو مدينة فيروز آباد في محافظة فارس. إلى درجة أن العديد من علماء الآثار يعتبرون مدينة فيروز آباد رمزاً ومظهراً للعمارة في عصر الساسانيين وفيما يلي نقدم بعض معالمها المهمة:
مدينة غور الأثرية
مدينة غور الأثرية بتصميمها الغريب والجميل والفريد تجلب انتباه العديد من السياح. هذه المدينة التي بناها أردشير بابكان، تُعد أول مدينة بتصميم دائري في إيران ومن أوائل وأقدم المدن الدائرية في العالم. وفي هذه المدينة التاريخية أربع بوابات رئيسية: بوابة هرمز في الشمال، بوابة مهر (ميترا) في الشرق، بوابة بهرام في الغرب، وبوابة أردشير في الجنوب. كانت هذه المدينة المذهلة والجميلة مركز قيادة أردشير بابكان، وقد بُني فيها العديد من الهياكل والمباني الحكومية والدبلوماسية.
برج أردشير خورة
في مركز مدينة غور يوجد برج عالٍ ما يزال قسم كبير منه قائماً ويسمى ميلو. يبلغ طول منارة ميلو 33 متراً وطول كل ضلع من قاعدته 11 مترا، أطلق أردشير على هذه المدينة اسم «أردشير خورة». يعتقد البعض أن هذا البرج المتدرج كان للحرس، بينما يعتقد آخرون أن أردشير بنى هذا البرج الضخم في مركز المدينة الدائرية فقط لاستعراض قوته. تُعد هذه المدينة الجميلة والفريدة والتاريخية من معالم فيروز آباد.
مضيق خَرْقة
يتميز هذا المضيق بطبيعة جميلة وفريدة جداً. الطبيعة الخضراء والحدائق المثمرة في هذه المنطقة بالإضافة إلى وجود الينابيع الغزيرة جعلت منها منطقة سياحية ترفيهية. وبالطبع، بالإضافة إلى الطبيعة الخضراء الجميلة وينابيعها وشلالات هذه الناحية، يمكن الإشارة إلى وجود مقبرة حفيد الائمة خَرْقة وقلعة خَرْقة ومقبرة سيد داوود.
قصر أردشير بابكان
قصر أردشير بابكان، بُني في القرن الثالث الميلادي على يد أردشير بابكان، مؤسس السلالة الساسانية، في عهد أردوان الخامس، آخر ملوك الأشكانيين. هذا القصر الجميل والفريد يحتوي على أنفاق متداخلة، وقد بقيت الزخارف الجصية فوق جدرانه سليمة وثابتة بعد مرور 1800 عام. يعتبر بعض علماء الآثار والباحثين الأهمية التاريخية والثقافية لهذا القصر مساوية لتخت جمشيد (برسبوليس).
المواد المستخدمة في هذا القصر هي نفس المواد الشائعة والمتاحة في ذلك العصر، أي حجر الأوشام (حجارة غير مشذبة) وملاط الجبس. ولكن الجدران الداخلية والخارجية للقصر مغطاة بطبقة من الجص لإضفاء مظهر أجمل على القصر وإزالة ملمسه الخشن. قصر أردشير بابكان مهم جداً من حيث الجمال الهيكلي والأهمية التاريخية والثقافية، وهو من معالم فيروز آباد.