وفي رسالة اللواء “عبد الرحيم موسوي” بمناسبة الذكرى الخامسة والأربعين للدفاع المقدس، جاء ما يلي:
أسبوع الدفاع المقدس يذكرنا بذكرى الشهداء الأبرار، ويمثل ذروة صمود الشعب الإيراني في وجه العدوان الشامل لنظام الهیمنة.
ولم تكن حرب الدفاع المقدس التي استمرت ثماني سنوات حربا تقليدية، بل كانت جامعة عظيمة لتنمية الإيمان والإرادة والقدرة المرکبة للشعب الإيراني؛جامعة استطاع فيها أبناء الشعب الإيراني أن يركعوا العدو المدجج بالسلاح، والمدعوم من قبل قوى الاستكبار في الشرق والغرب، وذلك بالإستلهام من مدرسة عاشوراء، وبتوجیهات الإلهية للإمام الخميني (ره) واستجابة لأمر الولي الفقيه وأثبتوا للعالم نموذجا جديدا للردع الذكي والمقاومة والتضحية والاستقرار الاستراتيجي.
وإن هذه التجربة العظيمة هي ثروة لا نهاية لها للشعب الإيراني، وكانت لها دروس استراتيجية عظيمة؛درس الإيمان والتوكل الذي أثبت أن الاعتماد على القوة الإلهية يضمن النصر، حتى في أكثر المعارك غير المتكافئة؛ درس المقاومة النشطة والاعتماد على الذات الذي قاد البلاد إلى الاكتفاء الذاتي الدفاعي وتطور التقنيات المتقدمة، ومهد الطريق للتقدم العلمي والعسكري؛ درس الوحدة والتماسك الوطني الذي أثبت أن الترابط بين الشعب والقيادة والقوات المسلحة يحول أي تهديد إلى فرصة لتعزيز السيادة الوطنية؛ درس المقاومة والتضحية الذي أثبت أن الإرادة الإلهية لمقاتلي الإسلام منتصرة على الاستكبار العالمي.
وعلى نفس النهج الواضح، إن الدفاع المقدس في حرب الـ12 يوما المفروضة والعدوان السافر من قبل الكيان الصهيوني العنصري وقاتل الأطفال وأميركا المجرمة المؤججة للحروب ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية وقلب المقاومة الإسلامية کان مظهرا آخر من مظاهر هذه التعاليم والنصر.
وإن الانتصار على هذا الاعتداء، الذي كان يهدف إلى ضرب التضامن الوطني، ونظام الجمهورية الإسلامية المقدس،والوحدة الوطنیة، أثبت مرة أخرى أن إيران والإيرانيين يهزمون العدو في الخطوات الأولى، بفضل الردع الذكي والرد الحاسم والمتناسب و بالتوكل على الله تعالى، وبفضل قيادة حكيمة وشجاعة وواعية وبصيرة، وقوتهم العسكرية والدفاعية المحلية وقدراتهم الإقليمية، و إن هذه الحادثة لقد وجهت رسالة واضحة للأعداء وجبهة العدو بأن إيران لن تبقى مكتوفة الأيدي فحسب، بل ستحول أي تهديد إلى فرصة لإظهار قوتها الوطنية والإقليمية والدولية وستعطل حسابات العدو ومعادلاته.
وتدعونا هذه الدروس والتجارب القيمة إلى تعزيز الدفاع الشامل، وتطوير تقنيات دفاعية جديدة ومتقدمة، وتعزيز قوة الردع، فضلاً عن الاستعداد لمواجهة الحرب المرکبة، وخاصة الحرب المعرفية للعدو.
ونؤكد للشعب الإيراني النبيل والبطل أن القوات المسلحة للجمهورية الإسلامية، بالاعتماد على قدراتها وإبداعاتها ومفاجأتها الاستراتيجية، مستعدة لمواجهة أي تهديد من قبل المتغطرسین والطغاة في العالم برد سريع وحاسم يجعلهم يندم ولا يمكن تصوره.
في هذا المسار، لرجال الدولة والشعب الصامد والواعي، والأسر الصابرة لمنتسبي القوات المسلحة، دور داعم لا مثيل له.
وإن عوائل الشهداء والمحاربين القدامى هم حاملو لواء ثقافة التضحية والمقاومة، ودعمهم للمقاتلين يبعث روحا جديدة في جسد المقاومة والقوة الوطنية، ويضمن استمرار اقتدار البلاد واستقرارها.
وبفضل الله تعالى، وفي ظل القيادة الحكيمة لقائد الثورة الاسلامية اية الله العظمى السيد “علي خامنئي” فإن القوات المسلحة للجمهورية الإسلامية الإيرانية، بقوتها المرکبة والتماسك الوطني، مستعدة، كما كانت على مدى نصف القرن الماضي، بل وأكثر من الماضي، لتحويل أي تهديد إلى فرصة للتنمية وإرساء الأمن وتعزیز الاقتدار الوطني، ورفع مكانة إيران الإسلامية في التوازن الاستراتيجي للمنطقة والعالم.