رئيس منظمة الثقافة والعلاقات الاسلامية

الكراهية تجاه الصهيونية سوف تسود العالم حتى بعد الحرب في غزة

حجة الإسلام إيماني بور: رؤيتنا منذ البداية كانت قائمة على آراء السكان الأصليين لأرض فلسطين؛ اننا نؤكد على الاعتراف بمبدا "تمكين الشعب الفلسطيني من تقرير مصيره بنسفه".

كتب رئيس منظمة الثقافة والعلاقات الإسلامية حجة الإسلام “محمد مهدي إيماني بور”، في مقال نشر عنه بموقع “أفريكا نيوز” التونسي الاخباري : حتى لو انتهت حرب غزة عند هذه النقطة، فإن الكراهية تجاه الصهيونية ستبقى في العالم.

 

 

واضاف حجة الإسلام “إيماني بور” في مقاله المعنون “حرب غزة، الاختبار الكبير للبشرية في العالم المعاصر”: أولا، من واجبي، إلى جانب جميع إخوتي وأخواتي في جميع أنحاء العالم، أن أُجدد دعمي للشعب الفلسطيني، وأدين جرائم الإبادة الجماعية والوحشية المفرطة التي يمارسها الكيان الصهيوني المحتل وغير الشرعي في قطاع غزة.

 

 

وتابع رئيس منظمة الثقافة والعلاقات الإسلامية : في الروايات الإعلامية والمصادر الصهيونية والغربية، تبذل محاولات لتصوير عملية “طوفان الأقصى” كنقطة بداية للأزمة الراهنة في فلسطين، كما تصر بعض المصادر الإخبارية والإعلامية لدى البلدان الإسلامية على، أن تبدأ روايتها لهذه الكارثة من 7 أكتوبر 2023، دون الاهتمام بالجذور والخلفيات التي أدت إلى هذا القدر من القسوة والجريمة في قطاع غزة.

 

 

واكد : ان عملية طوفان الأقصى كانت نقطة كاشفة لغضب وحمية الفلسطينيين الذين كانوا يتعرضون للظلم والعدوان من قبل الكيان الصهيوني وداعميه لسنوات؛ مردفا : لقد واجهنا سلسلة من الجرائم التي أدت إلى استشهاد مئات الآلاف من الفلسطينيين على مر التاريخ وتشريد الملايين منهم في جميع أنحاء العالم.

 

 

وصرح هذا المسؤول الثقافي الايراني : من وجهة نظر الفلسطينيين، فقد كانت عملية 7 أكتوبر خطوة استباقية، وذلك وفقا للوثائق الموجودة التي تشير الى نوايا الكيان الصهيوني وتخطيطه للاستيلاء الكامل على أرض فلسطين، وكان قد أعد هذا الكيان التحضيرات من اجل تنفيذ هذا المخطط؛ مبينا انه في المقابل سعى الشعب الفلسطيني من خلال عملية 7 أكتوبر إلى افشال هذه الخطة الشنيعة.

 

 

وواعتبر حجة الاسلام ايماني بور، التصريحات الأخيرة لمسؤولي الكيان الصهيوني، الذين اشاروا فيها بوضوح “أرض الميعاد” و”إسرائيل الكبرى”، خير دليل على احقيقة مواقف المقاومة الفلسطينية وعملية طوفان الاقصى النوعية.

 

 

وأردف : لقد أدت التطورات الدامية في قطاع غزة على مدى العامين الماضيين، إلى يقظة عالمية تجاه القضية الفلسطينية وتركيز شعوب المنطقة والعالم على الأبعاد المظلمة لهذا الملف.

 

 

وتطرق رئيس منظمة الثقافة والعلاقات الاسلامية في مقاله، إلى سياسات الدول الأوروبية تجاه القضية الفلسطينية؛ مبينا : ان الغرب الذي يزعم بأنه يدعم حرية التعبير وحرية تدفق المعلومات، يجرّم الاحتجاجات الجماهيرية في بلدانه ويعمد الى قمع وخنق الاصوات المناهضة لجرائم الكيان الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني؛ لافتا الى الاعتقالات الواسعة التي حدثت على مراى ومسمع العالم بحق الطلاب الجامعيين في امريكا وعدد من الدول الاوروبية الذين خرجوا في مسيرات للتعبير عن دعمهم لأطفال غزة العزل، وايضا قرارات حرمان هؤلاء الطلبة الاحرار من مواصلة الدراسة.

 

 

وكتب ايماني بور : لذلك، نحن نعتبر الأحداث الأخيرة في أمريكا وأوروبا وجها آخر لعملة الديمقراطية الليبرالية المزعومة والذي حاولوا إخفائه لسنوات.

 

 

وأكد : لا شك إن الكيان الصهيوني لم يحقق أيا من أهدافه الرئيسية من الحرب الوحشية على غزة ولن يتمكن من تحقيقها في المستقبل؛ مبينا ان هذا الكيان خلافا لما كان يروج له لم ينجح في القضاء على المقاومة الفلسطينية، مشيرا الى تحذيرات كبار العسكريين والمسؤولين الأمنيين في الكيان المحتل نفسه الموجهة الى نتنياهو، من ان تدمير حماس والمقاومة أمر مستحيل.

 

 

وفي جانب من مقاله، تحدث المسؤول الثقافي الايراني عن المرحلة ما بعد انتهاء حرب غزة، مؤكدا بان الجانب الاهم في هذا الشان يعود للحلول التي يجب أن يتخذها النخب في العالم لمواجهة الكيان الصهيوني، ووضع حدّ لاعتداءاته بحق دول المنطقة والعالم.

 

 

وأردف حجة الإسلام “إيماني بور” : ان مقترح الجمهورية الإسلامية الإيرانية، حول طريقة التعامل مع الكيان الصهيوني في مرحلة ما بعد الحرب، واضحة؛ مضيفا : ان رؤيتنا منذ البداية كانت قائمة على آراء السكان الأصليين لأرض فلسطين؛ اننا نؤكد على الاعتراف بمبدا “تمكين الشعب الفلسطيني من تقرير مصيره بنسفه”.

 

 

وختم رئيس منظمة الثقافة والعلاقات الإسلامية مقاله، بالقول : من البديهي أن المجتمع الدولي، وخاصة النخب، يجب أن يحاسبوا الكيان الصهيوني على جرائم الحرب والإبادة الجماعية التي يقترفها، واستعادة الحقوق الفلسطينية المسلوبة.

 

 

المصدر: الوفاق/ارنا