أهمية العملية التعليمية لإعداد متعلم متكامل من جميع النواحي.

 النموذج التفاعلي في التربية الحديثة عند الاطفال

تصميم النموذج التفاعلي في التربية يبدأ بخطوات مختلفة.

2022-11-05

تتجه التربية الحديثة وتحديدا التعليم نحو المتعلم باعتباره محور العملية التعليمية لإعداد متعلم متكامل من جميع النواحي العقلية والنفسية والاجتماعية والمهارية والأخلاقية والوجدانية، هذا و أدى الانفجار المعرفي الهائل إلى تطور طرق التدريس التقليدية إلى طرق تدريس حديثة توظف التكنولوجيا واستراتيجيات التعلم الذاتي، فأصبح دور المعلم مشرفا وميسرا وموجها للعملية التعليمية. ومن المعروف أن الطلبة يختلفون في قدرتهم وإمكانياتهم وسرعتهم في التعلم. وهكذا جاء النموذج التفاعلي ليتناسب مع الفروق الفردية للطلبة، فهو نموذج هرمي منظم ذاتيا، يسير وفق خطوات صغيرة متسلسلة، من البسيط إلى المركب، ويتم فيه عرض المحتوى على شكل خرائط مفاهيمية. ويتم الاعتماد فيه بشكل أساسي على نشاط المتعلم، وإيجابياته في تحقيق نتائج التعلم وإثارة دافعية الطالب من خلال توظيف الشرائح والأفلام والكمبيوتر والمطبوعات الورقية وتقديم تغذية راجعة فورية للطالب عن أدائه. ويهدف النموذج التفاعلي إلى جذب انتباه المتعلم من خلال عرض صور وفيديوهات ومؤثرات صوتية وخرائط مدعمة بالصور، وتعريفه بالأهداف التي عليه أن يحققها، مما يزيد من دافعيته نحو تحقيق الأهداف ذاتيا، حيث يسير فيه المتعلم حسب سرعته، خطوة بخطوة، من البسيط إلى المركب. وتتبع كل خطوة تغذية راجعة فورية عن أداء الطالب، لدعم نقاط القوة وتعزيزها، وتقويم نقاط الضعف وتصحيحها لدى الطالب، ويهدف أيضا إلى تنظيم المحتوى تنظيما هرميا، من المفاهيم الأكثر عمومية إلى المفاهيم الأقل عمومية إلى الأمثلة، ليساعد المتعلم على تنظيم المعرفة في ذهنه، و الاحتفاظ بالمعلومات لمدة أطول في ذهنه.
1- خطوات تصميم النموذج التفاعلي في التربية

اعتمدت الباحثة في هذا النموذج على نموذج التعليم المبرمج الذي يقوم على أسس ومبادئ النظرية السلوكية التي تنص على:

تحديث السلوك: خاصة السلوك الذي يصدر من المتعلم ووصفه والقيام بتحليله، تمهيدًا لتجزئته إلى عدة عناصر فرعية تمثله.

توفير مثيرات العملية التعليمية: الحرص على توفير كافة المثيرات الخاصة بالعملية التعليمية، إلى جانب المعلومات لتقديمها ضمن المحتوى التعليمي المقدم للمتعلم، مع تجزئة هذه المعلومات إلي عدة وحدات ينفصل كل منها عن الآخر. فالتعلم يقاس بالتغير الملحوظ في سلوك المتعلم بعد تعرضه للمثير.

التدرج في صياغة مثيرات المحتوى: بحيث يتم ترتيب المثيرات السهل فالصعب، ومن المثير البسيط إلى المثير المعقد.

التعزيز: توفير التعزيز الملائم للتمكن من تدعيم السلوك المراد.

تكرار السلوك: الحرص على تكرار السلوك، بحيث يمكن تقوية الرابط بين المثير والاستجابة على اختلافهم.

تعديل السلوك: يتم عن طريق تكرار المتعلم لنفس الاستجابة، حتى تثبت لديه بعد الممارسة.

الخبرات السابقة: التركيز على الخبرات الماضية وتأثيرها على التعلم.

التركيز على الدافعية: سواء الدافعية الخارجية أو الدافعية الداخلية والرغبة في إشباع الحاجات للوصول إلى الرضا، ومن ثم الوصول إلى التعلم.

واعتمدت الباحثة على نموذج جانييه والخرائط المفاهيمية اللذان يقومان على أسس ومبادئ النظرية المعرفية والتي تنص على:

1- الموقف الكلي الشامل، حيث ترى النظرية المعرفية أن التعلم يحدث عند إدراك الشيء بشكله المكتمل.

2- تركز النظريات على العمليات العقلية المعرفية، مثل التذكر والإدراك، والتي تتوسط بين المثير الخارجي والاستجابة.

3- المتعلم كائن نشيط، يقوم بمعالجة المعلومات وتخزينها واسترجاعها بصورة مستمرة.

4- البنية المعرفية الداخلية تساعد على تنظيم الخبرات، وتذهب بالمتعلم إلى ما وراء المعرفة.

5- إعطاء المتعلمين حرية التفكير لحل المشكلات.

كما اعتمدت الباحثة على أسس النظرية البنائية خاصة التي تركز بشكل أساسي على نشاط المتعلم وقدرته على حل المشكلات عند وضعه في مواقف واقعية.
2- مراحل النموذج التفاعلي

التخطيط والعصف الذهني.
إثارة الدافعية.
عرض الأهداف للمتعلمين.
استدعاء التعلم السابق لربطه باللاحق.
التنظيم وعرض محتوى الدرس، مع تقديم الإرشاد والمساعدة.
أنشطة وتمارين، وتتبعها تغذية راجعة فورية.
غلق الدرس من خلال تقييم نهائي لكل هدف.
الإبداع.
تحكم المتعلم.

3- مخطط النموذج التفاعلي في التربية

النموذج التفاعلي في التربية
4- مراحل النموذج التفاعلي
1- التخطيط والعصف ذهني

يتم في هذه الخطوة تحديد المادة التعليمية المناسبة واختيار الوحدة وتحليل المحتوى إلى معرفة (الحقائق والمفاهيم والتعميمات والمهارات والوجدان)، والتركيز خاصة على المفاهيم، بوساطة العصف الذهني، لتوليد أكبر قدر ممكن من المفاهيم التي سيتم تنظيمها في خارطة مفاهيمية تنظم التعلم في ذهن المتعلم، ومن ثم تحديد الأهداف السلوكية القابلة للقياس وتحليل مستوى الطلبة من خلال إعطاء التلاميذ اختبار مدخلي لمعرفة خصائصهم ومستوى ذكائهم وتحليل عناصر المادة إلى خطوات صغيرة.
2- إثاره الدافعية

في هذه الخطوة يقوم المعلم بتهيئة ذهن المتعلم لاستقبال الدرس، باستخدام عدة طرق تجذب انتباهه، مثل خريطة مفاهيمية لها علاقة بالدرس الهدف منها تحفيز المتعلم للتعلم.
3- عرض الاهداف للمتعلمين

في هذه الخطوة يقوم المعلم بسؤال الطبلة ماذا تتوقعون أن نتعلم اليوم، ثم يقوم المعلم بعرض الأهداف التي يراد الوصول إليها في نهاية الدرس، قبل بداية عرض الدرس.
4- استدعاء التعلم السابق وربطه بالتعلم اللاحق

دع المتعلم يتذكر المعلومات والمهارات السابقة لديه من أجل استثمارها في الدرس الجديد، ليقوم بربط ما تعمله سابقا بالدرس الجديد من خلال مناقشة مفاهيم سابقة مع المتعلمين.
5- تنظيم عرض محتوى الدرس مع تقديم الإرشاد والمساعدة

تصنيف المفاهيم إلى مفاهيم رئيسية ومفاهيم فرعية، ثم تقسيم محتوى الدرس إلى خطوات صغيرة متدرجة من البسيط إلى المركب.

ويتدرج المعلم في عرض المحتوى خطوة بخطوة، ولا ينتقل إلى الخطوة اللاحقة إلا بعد التأكد من أن المتعلم قد أتقن الخطوة السابقة. وكل وحدة تتألف من مثير واستجابة وتنظيم المحتوى بأسلوب منظم ومتدرج باستخدام خريطة مفاهيمية لكل وحدة متدرجة، من المفاهيم الأكثر عمومية للأقل عمومية باستخدام خطوط وكلمات الربط التي تعمل على تنظيم المفاهيم في ذهن المتعلم، وتُوظف طرقا مشوقة، كالوسائط المتعددة مثل: الرسومات ومقاطع الفيديو والصور لضمان تحقق التعلم. كما يقدم المعلم الإرشاد والتوجيه من خلال أمثلة تساعد المتعلم على الفهم.
6- أنشطة وتمارين، تتبعها تغذية راجعة فورية

في هذه الخطوة يشجع المعلم المتعلم على استخدام المهارات التي تعلمها في مرحلة عرض المحتوى، مع تقديم الأمثلة والإرشاد من خلال تقديم تقويم تكويني بخريطة مفاهيمية، مع تقديم تغذية راجعة فورية للطلبة عن أدائهم لتصحيح الخطأ وتعزيز الإجابة الصحيحة.
7- غلق الدرس من خلال تقييم نهائي لكل هدف

بعد الانتهاء من الدرس نعطي فرصة للطلبة من خلال نشاط ختامي التأكد من تحقق جميع أهداف الدرس عند الطلبة، وتقديم التعزيز المناسب أو من خلال نشاط ممتع أو مسابقات.