ووصف سيد ستار هاشمي، في الحفل الذي حضره عدد كبير من السفراء وممثلي الدول الأجنبية، تأسيس جمهورية الصين الشعبية عام 1949 كنقطة بداية لمسار استطاع من خلاله الشعب الصيني الاعتماد على حضارته التي تمتد آلاف السنين والعقلانية لتحقيق إنجازات قيّمة في المجالات العلمية والتكنولوجية والاقتصادية والسلام العالمي.
*العلاقات التاريخية بين إيران والصين وأفق التعاون لمدة 25 عاماً
وأشار وزير الاتصالات إلى الخلفية التاريخية للعلاقات بين البلدين على طريق الحرير والروابط الثقافية العريقة، قائلاً: “اليوم ازدهرت هذه الصداقة القديمة في إطار الشراكة الاستراتيجية الشاملة، وإرادة قادة البلدين تتجه نحو قفزات كبيرة في العلاقات وخلق نموذج دائم للتعاون الشامل”. واعتبر هاشمي أن اللقاء الأخير لرئيسي إيران والصين يمثل رمزاً للالتزام المشترك بين البلدين، مشيراً إلى أن “التأكيد على التنفيذ الكامل للبرنامج الشامل للتعاون لمدة 25 عاماً خلال هذا اللقاء، قد رسم خارطة طريق واضحة للمستقبل المشترك بين إيران والصين”.
*التكنولوجيا.. الركيزة الأساسية للشراكة الاستراتيجية
ووصف وزير الاتصالات، في جزء آخر من كلمته، التعاون التكنولوجي بين إيران والصين بأنه “رابط استراتيجي”، مؤكداً أن “تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ليست فقط أساس التنمية الاقتصادية والاجتماعية، بل هي عامل محدد في تشكيل مستقبل النظام العالمي. تستطيع إيران بقدراتها العلمية الهائلة والصين بمكانتها الرائدة في الاقتصاد الرقمي والابتكار أن يؤسسا نظاماً بيئياً مشتركاً للمستقبل الرقمي العالمي.”
وحدد هاشمي ثلاثة محاور رئيسية لهذا التعاون، وهي: إنشاء مراكز بحث وتطوير مشتركة، وتبادل الخبرات في مجال الذكاء الاصطناعي، وتطوير شبكات مستدامة وآمنة، مضيفاً: “يمكن للربط بمبادرة الحزام والطريق الرقمية، والتعاون في الأمن السيبراني، وربط أنظمة الابتكار وريادة الأعمال، أن تمهد الطريق لأسواق مشتركة وتسويق التكنولوجيات الحديثة”. وأكد أن “قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات يجب أن يصبح الركيزة الأساسية للشراكة الاستراتيجية الشاملة بين إيران والصين، كما كانت الطاقة والنقل شريان التنمية في القرن الماضي.”
*التعاون في المؤسسات الدولية
كما قدّم وزير الاتصالات شكره للحكومة الصينية على الاستضافة اللائقة خلال فترة رئاستها لمنظمة شنغهاي للتعاون، قائلاً: إن “النهج المتوازن للبلدين في القضايا العالمية والإقليمية وفر فرصة للتعاون الواسع في المؤسسات الدولية مثل شنغهاي وبريكس والأمم المتحدة. مضيفاً: إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تعلن دعمها لمبادرة الحكم العالمي التي طرحها الرئيس الصيني، وتعتبرها خطوة كبيرة نحو تحقيق نظام عالمي عادل ومتساو.”
وفي الختام، أشار هاشمي إلى تقارب حدثين مهمين في المستقبل القريب – الذكرى الخامسة والخمسين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين إيران والصين في عام 2026، والذكرى العاشرة لترقية العلاقات إلى شراكة استراتيجية شاملة – معرباً عن أمله في أن تؤدي هذه المناسبات إلى خطوات أكثر ثباتاً على طريق تنفيذ البرنامج الشامل للتعاون لمدة 25 عاماً.