إستراتيجيات الحوار مع الأطفال.. كيف تحصل على إجابة غير مقتضبة؟

ومع بداية عام دراسي جديد يقضي فيه الأبناء معظم أوقاتهم خارج المنزل، تزداد الحاجة إلى بناء لغة مشتركة بين الطفل ووالديه تقوم على المشاركة والتفاعل، بعيدًا عن الصمت والردود القصيرة. لكن يبقى السؤال: كيف يمكن تحقيق ذلك؟

مع عودة الأطفال من المدرسة، يسارع الآباء بالاطمئنان عليهم ويسألون بعفوية: “كيف كان يومك؟”، ليأتي الرد غالبًا مقتضبًا ومكررًا: “جيد”.

 

 

ورغم أن المشهد يبدو مألوفًا وبسيطا، فإنه يثير قلق المختصين الذين يرون فيه مؤشرًا على صعوبة الأطفال في التعبير عن أنفسهم وفتح حوار حقيقي مع والديهم.

 

 

ومع بداية عام دراسي جديد يقضي فيه الأبناء معظم أوقاتهم خارج المنزل، تزداد الحاجة إلى بناء لغة مشتركة بين الطفل ووالديه تقوم على المشاركة والتفاعل، بعيدًا عن الصمت والردود القصيرة. لكن يبقى السؤال: كيف يمكن تحقيق ذلك؟

 

 

تحد لا مفر منه

 

 

التحدث مع الطفل قد يبدو مهمة صعبة أحيانا، بل وأكثر تعقيدًا من أي حوار آخر. لكن الخبراء يجمعون على أن التواصل اليومي مع الأبناء أمر لا غنى عنه، سواء خلال الطريق من المدرسة، أو أثناء الجلوس على مائدة الطعام، أو حتى في لحظات مشاهدة التلفزيون. فحتى الأحاديث البسيطة يمكن أن تفتح مساحة مهمة للتفاعل وتترك أثرًا عميقًا في نفس الطفل.

 

 

أن المحادثة المستمرة مع الطفل تُعد وسيلة أساسية لدعمه في النمو واكتساب المهارات المختلفة. فهي تساعده على التعبير عن آرائه وأفكاره ومشاعره بحرية، كما تسهم في تنمية قدرته على حل المشكلات وبناء علاقات صحية مع الآخرين. هذا التواصل اليومي يعزز أيضًا من ثقته بنفسه واحترامه لذاته، ويمنحه وعيًا أكبر عند اتخاذ القرارات.

 

 

إضافة إلى ذلك، فإن الحوار المنتظم بين الطفل ووالديه يخلق جسرا من الثقة المتبادلة، ويقوي الروابط الأسرية، ليصبح الطفل أكثر انفتاحًا على مشاركة تفاصيل يومه وتجاربه، بدلًا من الانعزال أو الاكتفاء بإجابات مقتضبة. وهنا يبرز السؤال المهم: كيف يمكن للوالدين أن يفتحوا مساحة لحوار حقيقي مع أبنائهم؟

 

 

طفلك الذي يريد كل شيء

 

 

يجهل بعض الآباء كيفية فتح حوار حقيقي وإجراء نقاش فعال مع الطفل. وبدلا عن ذلك يلجأ بعض الآباء إلى محاضرات طويلة، سرعان ما يفقد معها الأطفال تركيزهم واهتمامهم.

 

وفي المواقف اليومية العادية، يجيد الآباء إعطاء التعليمات أو التحذيرات، لكن ما إن تتعلق الأمور بالعاطفة أو المشاعر، سواء كانت مشاعر الطفل أو مشاعر الأهل أنفسهم، حتى يصبح التواصل أكثر تعقيدا.

 

ويزداد الأمر صعوبة حين يحاول الأهل دفع أطفالهم للحديث، فلا يسمعون منهم سوى كلمات مقتضبة أو إجابات مختصرة.

 

 

المصدر: وكالات