وفي اليوم الـ719 من حرب الإبادة على غزة، ارتكبت طائرات الاحتلال مجزرة بحق نازحين، كما نفذت عمليات نسف جديدة للمنازل في إطار الخطة الرامية لتدمير المدينة وتهجير أهلها.
من جهته، أعلن المتحدث باسم جيش الاحتلال الصهيوني إصابة جندي من لواء غفعاتي بجروح خطرة جراء تعرضه لإطلاق نار في شمال قطاع غزة.
بالتزامن، استشهد شاب فلسطيني وأصيب 4 آخرون على الأقل خلال اعتداءات مستوطنين متطرفين واقتحامات قوات الاحتلال لعدد من مدن وبلدات الضفة الغربية المحتلة.
*تعرض سفن “أسطول الصمود” لهجوم صهيوني
أفادت وسائل إعلام فجر الأربعاء، بتعرض 10 سفن على الأقل من أسطول الصمود العالمي لكسر الحصار عن قطاع غزة لهجمات من طائرات مسيّرة صهيونية، كما سمع دوي انفجارات دون التثبت من مدى الأضرار التي لحقت بالسفن أو تسجيل إصابات بشرية.
من جانبها، قالت المقررة الأممية لحقوق الإنسان في فلسطين فرانشيسكا ألبانيزي، إن 7 هجمات بمسيرات استهدفت سفن أسطول الصمود في البحر المتوسط، بعد تحليق 15 طائرة مسيّرة فوق عدد من سفن الأسطول المتجه إلى غزة لكسر الحصار الصهيوني المستمر على القطاع الفلسطيني.
وطالبت ألبانيزي بتقديم الحماية فورا لسفن أسطول الصمود، مع تعرضها المتكرر لهجمات.
وقالت اللجنة المشرفة على تسيير أسطول الصمود العالمي عبر منصاتها على مواقع التواصل، إنه تم رصد 13 انفجارا وتشويشا واسعا في الاتصالات على متن قوارب الأسطول، وأضافت أن أجساما مجهولة أُسقطت على 10 قوارب وتسببت في أضرار.
ولفتت اللجنة إلى أن الكيان الصهيوني يشن حملة تضليل لتبرير هجوم عسكري محتمل، واعتبر أن أي اعتداء على القافلة الإنسانية جريمة حرب وانتهاك للقانون الدولي.
*مادة مجهولة
وفي وقت سابق، قال مصدر صحفي من على متن إحدى سفن أسطول الصمود، إن مسيّرات ألقت مادة مجهولة برائحة البارود فوق عدد من السفن دون وقوع إصابات.
وسبق أن أعلن أسطول الصمود تعرض سفنه، وهي في البحر المتوسط لهجمات بطائرات مسيرة يومي 8 و9 من الشهر الجاري، دون الإعلان عن أضرار مادية أو خسائر بشرية.
وقبل يومين هددت حكومة الاحتلال الصهيوني، أسطول الصمود العالمي بمنعه من دخول ما سمتها منطقة قتالية وخرقه الحصار المفروض على قطاع غزة.
وقالت وزارة الخارجية الصهيونية في بيان، إن تل أبيب لن تسمح للسفن بخرق الحصار البحري “القانوني”، حسب زعمها.
وأبحر أسطول الصمود العالمي الذي يضم عاملين في المجال الإنساني وأطباء وفنانين وناشطين من 44 دولة، وفقا لموقعه الإلكتروني، في اتجاه غزة، سابقا هذا الشهر، من تونس بعد تأجيلات متكررة.
ويسعى الأسطول إلى فتح ممر إنساني إلى غزة وكسر الحصار عن القطاع الفلسطيني الذي يخضع لحرب إبادة صهيونية منذ أكثر من 23 شهرا.
وأكد منظمو الأسطول، حقهم في إيصال المساعدات إلى قطاع غزة المحاصر وحماية المتطوعين، وفق مبادئ القانون الدولي ومبادئ السلام.
*أكبر أسطول لكسر الحصار
ونهاية أغسطس/آب الماضي، انطلقت قافلة سفن ضمن الأسطول من ميناء برشلونة الإسباني، تبعتها قافلة أخرى فجر 1 سبتمبر/أيلول الجاري، من ميناء جنوة شمال غربي إيطاليا.
وفي 7 سبتمبر/أيلول الجاري، بدأت السفن القادمة من إسبانيا وإيطاليا في الوصول إلى سواحل تونس، وبعد أيام تم التوجه إلى غزة لكسر الحصار الصهيوني.
وتعد هذه أول مرة يبحر فيها هذا العدد من السفن مجتمعة نحو قطاع غزة، الذي يعيش فيه نحو 2.4 مليون فلسطيني، وتحاصره قوات الاحتلال منذ 18 عاما وأحكمت الحصار المفروض عليه خلال الأشهر الماضية.
ومنذ 2 مارس/آذار الماضي تغلق قوات الاحتلال الصهيوني جميع المعابر المؤدية إلى غزة مانعة دخول أي مواد غذائية أو مساعدات إنسانية، ما أدخل القطاع في مجاعة رغم تكدس شاحنات الإغاثة على حدوده.
*إيطاليا تندد بالهجوم
ندد وزير الدفاع الإيطالي غويدو كروسيتو، الأربعاء بشدة بالهجوم الذي استهدف أسطول الصمود المتجه إلى غزة.
في السياق وجه وزير الدفاع الإيطالي سفينة تابعة للبحرية الإيطالية نحو أسطول الصمود لتقديم المساعدة بعد تعرضه للهجوم.
*الاحتلال يرتكب مجزرة في غزة
في غضون ذلك ارتكبت قوات الاحتلال الصهيوني فجر الأربعاء، مجزرة بحق نازحين، ونفذت عمليات نسف جديدة للمباني في مدينة غزة، التي تتعرض لقصف عنيف وتوغلات برية ضمن خطة تستهدف تدميرها وتهجير سكانها.
وأفاد مصدر في المستشفى المعمداني باستشهاد 17 شخصا بينهم أطفال في الغارة التي استهدفت مبنى يؤوي نازحين قرب سوق فراس بمدينة غزة.
من جانبها، أفادت وسائل إعلام فلسطينية بأن حصيلة الغارة بلغت 20 شهيدا وعددا من المصابين.
*غارات وشهداء
هذا وتواصل قوات الاحتلال استهداف المدنيين الفلسطينيين وتدمير المباني والبنى التحية في قطاع غزة، حيث أفادت مصادر طبية باستشهاد 55 فلسطينيا في غارات صهيونية على القطاع منذ فجر الأربعاء بينهم 36 بمدينة غزة، واستشهد 8 آخرون من منتظري المساعدات قرب مراكز مساعدات شمالي مدينة رفح.
وأعلنت وزارة الصحة في القطاع ارتفاع عدد شهداء العدوان الصهيوني إلى 65 ألفا و419 شهيدا وأصيب 167 ألفا و160 شخصا منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وفي شأن متصل، قال مدير منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس إن “تصاعد العنف” قرب مستشفى الرنتيسي والعيون بغزة أدى إلى توقفهما وجعلهما غير آمنين.
وأوضح غيبريسوس أن المرضى والعاملين أجبروا على الفرار من مستشفى الرنتيسي والعيون بغزة.
يذكر أن مستشفى الرنتيسي هو المستشفى التخصصي الوحيد للأطفال في غزة، ومستشفى العيون كان المرفق الوحيد الذي يقدم رعاية متخصصة في العيون.
هذا وقد قالت وزارة الصحة في قطاع غزة إن تأخر إدخال الوقود يهدد بتوقف مولدات الكهرباء في المستشفيات وتعطيل الخدمات الصحية.
*نزوح.. وفشل صهيوني
وفي إطار ضغط الاحتلال الصهيوني على المواطنين من خلال القصف المستمر وتفجير المدرعات المفخخة وسط المباني السكنية في مدينة غزة، أوضح المكتب الإعلامي الحكومي أن 900 ألف مواطن ما زالوا صامدين في المدينة “ومتمسكين بحقهم في البقاء”.
كما سجلت الطواقم في غزة أيضا حركة نزوح عكسي، إذ عاد أكثر من 24 ألفا إلى مناطقهم الأصلية داخل مدينة غزة حتى ساعات متأخرة من ليل الثلاثاء من جنوب القطاع.
وذكر الدفاع المدني في القطاع أن مئات العائلات النازحة من الشمال إلى الجنوب تفترش الأرض لعدم وجود مأوى، محملا الاحتلال مسؤولية الظروف المأساوية التي يعانيها آلاف النازحين المعرضين للموت.
ووفقا للإحصاء اليومي الذي يصدره المكتب الإعلامي الحكومي، فقد تعرضت منطقة المواصي في خان يونس ورفح لأكثر من 114 غارة جوية وقصف متكرر من قبل الاحتلال.
*إصابة جندي صهيوني
من جانب آخر أعلن المتحدث باسم جيش الاحتلال الصهيوني إصابة جندي من لواء غفعاتي بجروح خطرة جراء تعرضه لإطلاق نار في شمال قطاع غزة.
ويأتي هذا الإعلان بعد إعلان من المصدر ذاته الثلاثاء عن مقتل ضابط في معارك شمالي قطاع غزة.
وكان جيش الاحتلال الصهيوني أعلن الاثنين إصابة ضابط من لواء غفعاتي بجروح خطرة خلال اشتباك في مدينة غزة.
ومنذ بدء عملية “عربات جدعون2″، أعلن جيش الاحتلال الصهيوني في وقت سابق إصابة ضابطين، أحدهما من لواء غفعاتي أصيب بجروح خطرة خلال اشتباك في مدينة غزة، بينما أصيب الضابط الآخر بجروح متوسطة في إطلاق نار من قبل مسلحين في شمال القطاع.
وكانت كتائب القسام أعلنت استهدافها دبابة “ميركافا” إسرائيلية ظهر الثلاثاء بقذيفتي “الياسين 105” في حي تل الهوا جنوب مدينة غزة.
*”حماس” ترد على اتهامات ترامب
من جهتها أكدت حركة “حماس” ردا على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي زعم رفض الحركة لعروض وقف إطلاق النار، أنها “لم تكن يوما عقبةً في طريق الوصول إلى اتفاق”.
وقالت في بيان صحفي نشرته عبر قناتها على “تلغرام” إن “حركة حماس لم تكن يوما عقبة في طريق الوصول إلى اتفاقٍ لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وقد قدمت في سبيل ذلك كل المرونة والإيجابية اللازمة، وتعلم الإدارة الأمريكية والوسطاء والعالم أجمع أن مجرم الحرب نتنياهو هو المعطِّل الوحيد لكل محاولات التوصل لاتفاق”.
وأضاف البيان: “لقد انقلب الإرهابي نتنياهو على اتفاق يناير الماضي، وقابل مقترح ويتكوف، الذي أعلنت الحركة موافقتها عليه، بالتجاهل الكامل، قبل أن يرتكب جريمته الآثمة بقصف مقر اجتماع وفد الحركة للمفاوضات في الدوحة أثناء مناقشته لورقة الرئيس ترامب الأخيرة”.
*اعتداءات بالضفة
بموازاة ذلك استشهد شاب فلسطيني وأصيب 4 آخرون على الأقل خلال اعتداءات مستوطنين متطرفين واقتحامات قوات الاحتلال لعدد من مدن وبلدات الضفة الغربية المحتلة.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، استشهاد الشاب، سعيد النعسان البالغ من العمر 20 عاما متأثراً بإصابته برصاص مستوطنين في اعتداء استهدف بلدة المغير شمال شرقي مدينة رام الله بالضفة الغربية.
وأفادت مصادر محلية أن مجموعات من المستوطنين، بحماية قوات الاحتلال، اقتحمت حديقة عامة في الجهة الجنوبية الشرقية للبلدة، وأطلقت النار تجاه المواطنين، ما أسفر عن إصابة عدد منهم، منهم الشاب سعيد النعسان، قبل الإعلان عن استشهاده.
كما أصيب 4 فلسطينيين، خلال اقتحام جيش الاحتلال الصهيوني عدة مناطق في الضفة الغربية، في حين واصل المستوطنون اعتداءاتهم على الفلسطينيين وممتلكاتهم.
من جانب آخر اقتحم مستوطنون المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال في ثاني أيام ما يسمى “عيد رأس السنة العبرية”.
ولليوم الثاني على التوالي، واصل الاحتلال الصهيوني إغلاق معبر اللنبي على الحدود مع الأردن.
وكانت إذاعة جيش الاحتلال الصهيوني أعلنت أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب بغزة، أمر بشكل مفاجئ بإغلاق المعبر حتى إشعار آخر.
ويعد المعبر المنفذ الوحيد للفلسطينيين إلى الأردن والعالم، وقد شهد أزمة خانقة للمسافرين المغادرين والقادمين.