في مراسم إزاحة الستار عن كتاب “خسوف في بيروت”، الذي يصوّر مشاهد الفقد والتشييع للشهيد السيد حسن نصر الله، أكد وزير الثقافة والإرشاد الإسلامي، سيد عباس صالحي، أن الشهيد السيد حسن نصر الله أعاد رسم العزة والإقتدار للتشيّع في لبنان والمنطقة، وكان رمزاً للوحدة والمقاومة. وأشار إلى أن الكتاب يوثق لحظة تاريخية مهيبة، حيث امتزجت مشاعر الحزن بالبطولة، وعبّر الشعب اللبناني عن تقديره العميق لهذا القائد الإستثنائي.
ورأى صالحي أن السيد حسن نصر الله كان إمتداداً لمسيرة الإمام موسى الصدر، الذي أحدث تحولاً جذرياً في واقع الشيعة اللبنانيين عبر تأسيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، وحركة المحرومين، ومنظمة أمل. هذه المؤسسات منحت الشيعة بنية قانونية واجتماعية، ورفعت من شأنهم بعد عقود من التهميش. وقد واصل نصر الله هذا النهج، محققاً إنجازات بارزة، أبرزها انسحاب الكيان الصهيوني من جنوب لبنان عام 2000، والإنتصار في حرب الـ33 يوماً، مما عزّز مكانة الشيعة في لبنان والمنطقة.
وأكد الوزير أن الشهيد نصرالله، مثل الإمام الصدر، كان حريصاً على وحدة المجتمع اللبناني، وسعى جاهداً لمنع إندلاع الحروب الأهلية، خاصة بعد إغتيال رفيق الحريري، حيث لعب دوراً حاسماً في منع الإنفجار الداخلي. كما حافظ على علاقات وثيقة مع مختلف الطوائف، بما فيها المسيحيون والسنّة، مما عزز التماسك الوطني، وأكسبه إحتراماً واسعاً.
وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، أكد صالحي على أن الشهيد نصر الله إعتبرها مسؤولية دينية وأخلاقية، مشيراً إلى قوله أن كلّ مكلّف، رجلاً أو إمرأة، سيُسأل يوم القيامة عن موقفه تجاه فلسطين. هذا الموقف يعكس عمق إلتزامه بالقضية، ويضعها في صلب مشروعه المقاوم.
واختتم الوزير بالقول: إن الشهيد السيد حسن نصر الله، رغم استشهاده، لا يزال حاضراً في وجدان الأحرار حول العالم، وأن روايات مثل “خسوف في بيروت” تسهم في إبقاء ذكراه حيّة، وتُظهر كيف أن مسيرته كانت مزيجاً من النضال، الحكمة، والكرامة. لقد عاش حياة مهيبة، وكان تشييعه إنعكاساً لهذه العظمة، في وقت لم يكن يُتوقع فيه أن يشهد لبنان مثل هذا المشهد في ظل الظروف الصعبة.
وقد أُقيمت مراسم الكشف عن كتاب “خسوف في بيروت” بالتزامن مع الذكرى السنوية الأولى لإستشهاد السيد حسن نصرالله، الأمين العام الشهيد لحزب الله لبنان، في بيت الشعر والأدب. ويصوّر هذا الكتاب مشاهد من الفقد والتشييع في بيروت.