في ذكرى كسر حصار مدينة آبادان

كسر الحصار… عندما غيّر أمر الإمام الخميني(قدس) مسار الحرب المفروضة

بدأت العملية في 5 مهر 1360 الموافق 27 سبتمبر 1981 م، بمشاركة قوات الحرس الثوري والجيش والمجاهدين الشعبيين، واستمرت 42 ساعة من القتال العنيف، انتهت بكسر الحصار وتحرير مدينة آبادان.

في خضمّ الحرب المفروضة على إيران، وبينما كانت مدينة آبادان تعيش تحت حصار خانق فرضه الجيش الصدامي، جاء الأمر التاريخي للإمام الخميني (قدس) ليقلب المعادلة: “يجب كسر حصار آبادان”. لم يكن هذا الأمر مجرد توجيه عسكري، بل كان نداءً استنهض إرادة الأمة، وأطلق شرارة عملية “ثامن الأئمة” التي تحوّلت إلى نقطة تحول استراتيجية في تاريخ الدفاع المقدس.

 

 

لم يكن الانتصار عسكريًا فحسب، بل كان تجسيدًا للإيمان والصمود والوحدة الوطنية، ومقدمة لتحرير خرمشهر والانتصارات اللاحقة. لقد أثبتت هذه العملية أن الإرادة الشعبية، حين تتكامل مع التخطيط العسكري، قادرة على قلب موازين الحرب المفروضة.

 

شكّل الأمر التاريخي الذي أصدره الإمام الخميني (قدس) بضرورة كسر حصار آبادان، الأساس لانطلاق عملية “ثامن الأئمة” التي بدأت في 27 سبتمبر 1981م. وبعد 42 ساعة من القتال العنيف، تمكن المقاتلون من تحقيق الأهداف المرسومة وإنهاء العملية بنجاح كامل.

 

 

بعد احتلال خرمشهر، أقام الجيش الصدامي جسرًا على نهر كارون، وركّز قواته شمال آبادان، ثم احتل طريق أهواز–آبادان وطريق آبادان–ماهشهر. لاحقًا، ومن دون ضجيج إعلامي، تحرك عبر منطقة كوي ذو الفقاري، منشئًا جسرًا على نهر بهمنشير باتجاه طريق خسروآباد، لإكمال حصار المدينة.

 

 

كان الهدف النهائي لهم هو عبور نهر أروند واحتلال آبادان بالكامل، لكن المقاومة الشعبية في كوي ذو الفقاري حالت دون ذلك، وأوقفت تقدّم القوات الغازية. خلال الحصار، لعبت إذاعة نفط آبادان دورًا مهمًا في بث أخبار الهجمات، مما ساعد المقاتلين على التنظيم والدفاع.

 

 

حوالي ألفي مناضل من الحرس الثوري قاوموا داخل المدينة، إلى جانب سكانها الذين بقوا تحت القصف، مدافعين عن أرضهم. ورغم سيطرة العدو على الطرق البرية، بقي الاتصال بين آبادان وماهشهر قائمًا جزئيًا عبر نهر بهمنشير وبساتين أروندرود.

 

 

نظرًا لأهمية آبادان كمركز استراتيجي يضم أكبر مصفاة لإنتاج البنزين في البلاد، لم يكن حصارها مقبولًا. لذلك، أصدر الإمام الخميني في 14 آبان 1359 (5 نوفمبر 1980) أمره الشهير: “يجب كسر حصار آبادان”.

 

 

اكتمل التخطيط لعملية ثامن الأئمة في 15 شهريور 1360 (6 سبتمبر 1981 م)، وبعد شهر من نفس العام، شنّ المناضلون هجومًا على مواقع العدو، واستولوا على خطوطه الأمامية دون مقاومة تُذكر. وبالرغم من حرارة الطقس، تمكنت قوات لواء 77 خراسان، الحرس الثوري، والمجاهدين الشعبيين من كسر مقاومة العدو، وإنهاء العملية بنجاح تام.

 

 

عملية ثامن الأئمة لم تكن مجرد انتصار عسكري، بل كانت رمزًا للإيمان والصمود ووحدة الشعب الإيراني في وجه العدوان. وقد شكّل هذا الإنجاز أول انتصار حاسم لإيران في الحرب المفروضة، وفتح الطريق لتحرير خرمشهر والانتصارات اللاحقة، مثبتًا أن إرادة المقاتلين يمكنها قلب المعادلات العسكرية.

 

 

لهذا، بقيت عملية ثامن الأئمة نقطة تحول في ميزان الحرب المفروضة، وبداية أمل جديد في تاريخ الدفاع المقدس الإيراني.

 

 

المصدر: الوفاق