مهاجراني: تمکن “بزشکیان” من إيصال صوت الشعب الإيراني إلى مسامع العالم

قالت المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية "فاطمة مهاجراني": إن حضور رئيس الجمهوریة "مسعود بزشکیان" في الجمعية العامة للأمم المتحدة يعد نقطة تحول في الدبلوماسية الإيرانية واستطاع إيصال صوت الشعب الإيراني إلى مسامع العالم بمزيج من الحجج والاستدلالات القانونية والأخلاقية والسياسية في خطابه الثاني من هذا المنبر العالمي.

وکتبت “فاطمة مهاجراني” مقالاً بشأن کلمة الرئيس “بزشکیان “في الجمعية العامة للأمم المتحدة في مذكرة نشرتها صحيفة إيران.

 

 

وفيما يلي نص المذکرة:

 

 

إن ما برز هو إعادة تعريف مكانة إيران في النظام الدولي من موقف دولة مظلومة ولكنها قوية؛ دولة تلتزم بالمبادئ الإنسانية والدينية ولكنها لا تسمح بالتضحية بحقوقها المشروعة أمام ضغوط القوى العظمى وبدأ رئيس الجمهوریة کلمته بالإشارة إلى مبدأ أخلاقي مشترك بين جميع الأديان والثقافات “ما لا تحبه لنفسك، لا تحبه للآخرين، وما لا ترضاه لنفسك لا ترضاه لغيرك”، هذا المبدأ الجوهري هو الأساس الذي، باتباعه، ستحل العديد من الأزمات.

 

 

وقال الرئیس “بزشکیان” متسائلا: “هل أولئك الذين يخضعون الآخرين للعقوبات والعدوان باسم الحرية وحقوق الإنسان مستعدون لقبول هذا السلوك لأنفسهم؟” لقد كان هذا السؤال هو المحور الأخلاقي الذي کان يخاطب ضمير العالم.

 

 

ورسم رئیس الجمهوریة صورة واضحة للظلم في النظام الدولي في معرض إشارته إلى مآسي المنطقة.

 

 

وسرد الرئیس بزشکیان هذه الحالات، في حين تعرضت إيران أيضا لغارات جوية مباشرة؛؛ هجمات نفذت في ذروة الجهود والمسارات الدبلوماسية، وشكلت خيانة واضحة لجهود السلام.واعتبر هذه الأعمال ليست انتهاكا لسيادة إيران فحسب، بل خرقا لأحد الخطوط الحمراء الأساسية في العلاقات الدولية؛ خط أحمر، إن تجاهله، سيؤدي إلى بدع خطيرة: استهداف المنشآت النووية الخاضعة لإشراف دولي، واغتيال المسؤولين، وتقويض قواعد الأمن الجماعي.

 

 

ولم يكن تحذير رئيس الجمهوریة في هذا الصدد مجرد دفاع عن إيران، بل كان أيضا دفاعا عن النظام الدولي.وخُصص الجزء الآخر من خطاب الدكتور”بزشکیان” للملف النووي الإيراني. وأعلن أن إيران لم ولن تسعی  لصنع قنبلة نووية.

 

 

ويأتي هذا الموقف ردا على الأجواء التي دأبت بعض القوى على خلقها لسنوات. وأكد رئيس الجمهوریة استعداد إيران للتعاون لإزالة الغموض، لكنها لن تقبل التضحية بحقوقها المؤکدة في سبيل الإرادة السياسية. وقد أثبتت هذه الرسالة أن إيران لا تزال ملتزمة بالدبلوماسية ورغم الضغوط، ترغب في إثبات حقانیتها من خلال الحوار.

 

 

وعلى الصعيد الإقليمي، قدّم الدكتور بزشکیان خطة للشرق الأوسط قائمةً على التعاون والأمن الجماعي والتنمية المتوازنة. وأكد أن الأمن الإقليمي لن يدوم إلا بمشاركة جميع حكومات وشعوب المنطقة کما أكد أن تدخل القوى زاد من العنف وعدم الاستقرار، وحال دون قيام نظام عادل ووجهت هذه الكلمات رسالة واضحة إلى جيراننا: لا نسعى للهيمنة، بل نمد يد التعاون لبناء منطقة آمنة ومزدهرة للجميع.

 

 

كما تطرق الرئيس “بزشکیان” إلى مسألة إمكانية إعادة فرض العقوبات، واصفا إياها بأنها غير قانونية وتفتقر إلى الشرعية. وقال إن من انسحبوا من الاتفاق وخرقوا التزاماته لا يمكنهم اتهام إيران بخرق التزاماتها.

 

 

ويكشف هذا الموقف عن ازدواجية المعايير التي شوّهت مصداقية المؤسسات الدولية.

 

 

ودعا رئيس الجمهوریة إلى إعادة بناء الثقة في الأمم المتحدة والنظام القانوني الدولي، وحث الدول على الاعتماد على القواسم المشتركة للقيم الإنسانية بدلا من تقسيم العالم إلى أصدقاء وأعداء.

 

 

وبشكل عام، كان هذا الخطاب قصة بلد يقاوم العقوبات والعدوان، ولكنه لا يزال يصر على منطق الحوار والعدالة والأخلاق. سعى الدكتور “بزشکیان” إلى إظهار الوجه الحقيقي لإيران؛ شعب يسعى للسلام والعدالة، لكنه لن يتنازل عن حقوقه المشروعة.

 

 

وأوضح أن إيران ليست معزولة ولا تسعى للحرب، بل مستعدة للمشاركة في بناء عالم أفضل في إطار الاحترام المتبادل والتعاون المتساوي.

 

 

وكانت هذه الکلمة فرصة لتذكير العالم مرة أخرى بأن إيران اختارت أن تكون صوت العقلانية والصدق وفي وقت تسعى فيه بعض القوى لتشويه صورة إيران، كانت رسالة رئيس الجمهوریة بمثابة صدى لصوت الشعب الإيراني؛صوت المقاومة الذي لا يسعى للدمار، بل يسعى للسلام العادل.

 

وأضاف الرئیس بزشکیان أنه إذا مارس العالم الاستماع بدلا من رفع الأصوات فإنه سيدرك أن إيران تحمل رسالة الأخلاق والعدالة.

 

وهذه هي الرسالة التي نسعى إلى تحقيقها في سياستنا الخارجية.

 

وبصفتي المتحدثة باسم الحكومة، أؤكد أن هذا الحضور والكلمة لم يكونا مجرد حدث دبلوماسي، بل كانا بيانا وطنيا دعا العالم إلى إعادة النظر في العدالة والسلام. ولقد جاءت إيران لتؤكد أنها لن تصمت في وجه الظلم، بل مستعدة للحوار من أجل المنطق والعدالة. لقد أوصل شعبنا صوته للعالم عبر الأمم المتحدة، وكان رئيس الجمهوریة صدى لهذا الصوت. يجب أن يسمع العالم هذا الصوت.

 

 

المصدر: ارنا