لاريجاني، مُؤكّداً أن سلوك الصهاينة بات جليّاً للشعوب: المقاومة رأسمال كبير للأمّة الإسلامية

أجرى أمين المجلس الأعلى للأمن القومي "علي لاريجاني" زيارة رسمية إلى لبنان السبت، للمشاركة في مراسم الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد سيد شهداء الأمة سماحة السيد "حسن نصرالله"، والسيد "هاشم صفي الدين"، وثلة من رفاقهما الأبرار.

ووفقاً لما أعلنته السفارة الإيرانية في بيروت، يعقد لاريجاني خلال الزيارة لقاءات مع كبار المسؤولين اللبنانيين، لبحث العلاقات الثنائية والتطورات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

 

في السياق، إلتقى لاريجاني مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، وبحث معه تطوير العلاقات الثنائية، وسبل مواجهة انتهاكات العدو الصهيوني المستمرة على لبنان. ووصف لاريجاني لقائه مع بري بالبنّاء.

 

وقال لاريجاني في اللقاء الذي حضره السفير الإيراني مجتبى أماني: لبنان بلد صديق لنا دائماً نتشاور معه في مختلف القضايا خاصة في ظل تسارع الأحداث في هذه الأيام، ما نتطلع اليه هو أن تكون دول المنطقة كلها قوية ومستقلة، خاصة اليوم وفي ظل المؤامرات الصهيونية، ينبغي على دول المنطقة التعاون فيما بينها بشكل وثيق، حتى واذا كانت هناك خلافات بينها في الماضي عليها أن تضع هذه الخلافات جانباً الى أقصى قدر وأن تعتمد التعاون أساساً لعلاقاتها فيما بينها”.

 

*نحن بمواجهة عدو واحد

 

ورداً على سؤال حول الإيجابية التي يمكن أن يستفيد منها لبنان من التقارب الإيراني – السعودي، وكيف تلقفت ايران دعوة الشيخ نعيم قاسم للسعودية لطي صفحة الماضي؟ أجاب لاريجاني: “أنا أشيد بمبادرة الشيخ نعيم قاسم وأدعمها، السعودية دولة شقيقة لنا وهناك مشاورات بيننا وبينها ومثلما قلت اليوم هو يوم التعاون، إذ نحن بمواجهة عدو واحد لذلك فإن موقف سماحة الشيخ نعيم قاسم موقف صائب تماماً، أعتقد أن هذه الخطوة هي خطوة في الإتجاه الصحيح لدعم واراحة الشعب اللبناني، حزب الله حركة أصيلة في لبنان والعالم الإسلامي وما يهمه هو رفاهية الشعب اللبناني، وهو يمثل سداً منيعاً أمام الكيان الإسرائيلي، ويضحي بنفسه من أجل راحة الناس، لذلك فإن أي تطور سياسي يأتي في سياق دعم الشعب اللبناني ورفاهيته وتقدمه فنحن نرحب به.

 

وأردف: كما قلت فإن المقاومة تمثل رأسمال كبير للأمة الإسلامية، ولا شك أنه كان للشهيد السيد حسن نصرالله دوراً متميزاً في هذا المجال، إنما أدركه منذ عقود اتضح اليوم تماماً أمام مرأى الجميع في أنحاء المنطقة، وكان ذنب سماحة السيد حسن نصرالله أنه أدرك للحقيقة قبل وقتها، بمعنى أنه أدرك خطر اسرائيل قبل عقود ووضع خططاً لمواجهة هذا العدو ونفذ هذه الخطط، وأطلق هذه الحركة الكبيرة التي تضم هذا الكم من الشبان المجاهدين، وإذا كان لبنان بلداً صغيراً جغرافياً لكنه يعتبر دولة قوية في مواجهة اسرائيل، وذلك بسبب الإرادة والعزيمة القوية الموجودة لدى جيل الشباب، فإن حزب الله وسماحة السيد حسن نصرالله سيبقيان خالدين في قلوب المسلمين”.

 

وحول احتمال شنّ أي عدوان على البلاد، قال: مستعدون لمواجهة كل السيناريوهات لكنني لا أظن أن يتصرف الإسرائيليون بهذا الغباء، لكنهم إذا فعلوا ذلك سيتلقون رداً قوياً.

 

كما اجتمع لاريجاني، مع رئيس الوزراء اللبناني، نواف سلام، وأجرى مشاورات معه حول تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، والقضايا ذات الاهتمام المشترك.

 

وعصراً شارك لاريجاني في مراسم الذكرى السنوية لاستشهاد سماحة السيدين القائدين الشهيد حسن نصرالله والشهيد هاشم صفي الدين ورفاقهما في مرقد سيد شهداء الأمة.

 

*جميع الدول قد تكون عرضة للعدوان الصهيوني

 

وصرّح أمين المجلس الأعلى للأمن القومي لدى وصوله الى مطار بيروت الدولي، أمس السبت: إن العدوان الصهيوني على قطر دليل واضح على كلام السيد نصر الله عن الاعتداءات الصهيونية على دول المنطقة. وقال: إن أحد أهداف هذه الزيارة هو المشاركة في مراسم تكريم شهداء الدفاع عن لبنان، مضيفا: متفائلون بما يتعلق بمستقبل المنطقة ونرى صحوة فيها. وأضاف: إن سلوك الكيان الصهيوني أصبح أكثر وضوحاً للشعوب، واتّضح اليوم صدق ما قاله سماحة السيد حسن نصرالله منذ عقود. وأوضح أن جميع الدول قد تكون عرضة للعدوان الصهيوني، وما حصل في قطر يؤكد صدق هذه المقولة، لذا تبحث دول المنطقة عن آليات للتعاون فيما بينها، وهذا نهج صحيح ندعمه.

 

وقال: إننا شعبان تجمعهما علاقات صداقة تاريخية، وقد تعزّزت هذه الصداقة والمحبة خلال السنوات الأخيرة، ولطالما دعمنا وجود حكومة قوية ومستقلة في لبنان. وصرح أن لبنان بلد صغير جغرافيا لكن شعبه عظيم وقوي، مضيفا: في هذه الساحة ولدت المقاومة، ويعتبر لبنان اليوم خندقا منيعا ضد الكيان الصهيوني.

 

وقال: نتمنى أن تنعم شعوب المنطقة بالأمان والسلام، وتابع: من المقرر أن نقوم بعدد من اللقاءات خلال هذه الزيارة.

 

ويرافق لاريجاني في هذه الزيارة رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإسلامي، “إبراهيم عزيزي”.

 

المصدر: الوفاق/وكالات