جاء ذلك في كلمة ألقاها وزيور الخارجية المصري بدر عبد العاطي، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، حذّر فيها من أن الوضع في الشرق الأوسط على شفير الانفجار”، وأنه “لا يمكن أن ينعم “الاحتلال” بالأمن ما لم تنعم به دول المنطقة”.
وفي كلمته، قال عبد العاطي: مصر تبدي كل الاستعداد وكامل الالتزام للبناء على رؤية الرئيس ترامب لاستعادة الاستقرار وإنهاء الحرب وفتح الآفاق للسلام، وإطلاق سراح الأسرى وتضميد جراح اليتامى والأسرى والجرحى والجوعى، لوضع غطرسة القوة جانبا ورفع رايات العمران والأمل في الغد. وحذّر من أن “الوضع في الشرق الأوسط على شفير الانفجار”، لافتا إلى أنه “لا يمكن أن ينعم “العدو الصهيوني” بالأمن ما لم تنعم به دول المنطقة”. وشدد على أن بلاده “لن تشارك في نكبة جديدة للفلسطينيين”، كما أكد أنها “ترفض أي سيناريوهات للتهجير القسري” للفلسطينيين.
وبشأن العدوان الصهيوني على قطاع غزة، أشار عبد العاطي، إلى أن “النظام الدولي متعدد الأطراف في حالة سيولة غير مسبوقة وآلياته تتداعى وتتآكل مصداقيته”. وأوضح أن ذلك يحدث “بفعل الجرائم التي ترتكب تحت مرأى ومسمع المجتمع الدولي، الذي يكتفي بدور المتفرج إزاء ما يحدث من انتهاكات ممنهجة للقانون الدولي قوّضت شرعية المنظومة الدولية في ظل ما نشهده من ازدواجية المعايير والكيل بأكثر من مكيال في الشرق الأوسط”.
وأضاف عبد العاطي: “يقف الشرق الأوسط على شفير الانفجار إذ تغيب كل مقومات السلم والأمن والاستقرار، فلا يوجد احترام يذكر للشرعية الدولية”. وتابع: “يقع أشقاؤنا الفلسطينيون ضحية أبشع الممارسات الصهيونية الممثلة في حرب ضروس على مدنيين عزّل لذنب لم يقترفوه، مدفوعة بأيدلوجية متطرفة لا ترى سوى القتل والدمار والتجويع الممنهج وخطاب مسموم للتحريض على العنف والكراهية”.
وأردف عبد العاطي: “امتدت أيادي العدوان في سكرة من القوة وانعدام المساءلة على دول المنطقة الواحدة تلو الأخرى، وآخر حلقاته العدوان الغادر على قطر الشقيقة”، في 9 سبتمبر الجاري أثناء اجتماع فريق التفاوض الفلسطيني بالعاصمة الدوحة. وأضاف: “بعد عامين من العدوان الغاشم على غزة أضحت أسس السلام الذي استغرق نسجه أكثر من 45 عاماً في مهب الريح”.
وأوضح عبد العاطي أن “مصر كرست منذ اندلاع الأزمة كافة جهودها للتوصل لوقف إطلاق نار مستدام في قطاع غزة ، بالاشتراك مع قطر والولايات المتحدة ، واستئناف إدخال المساعدات دون عوائق لمواجهة المجاعة الحالية التي هي من صنع العدو”.
وشدد على أن “استمرار الاحتلال والإبادة الجماعية، وتغييب الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وعلى رأسها تجسيد دولة فلسطين المستقلة على خطوط الرابع من يونيو (حزيران) 1967 وعاصمتها القدس الشرقية يُفرغ أي حديث عن الأمن أو السلام في المنطقة من مضمونه”. وفي هذا السياق حذّر الوزير المصري من “استمرار السياسات القمعية والممارسات الصهيونية في غلق الباب أمام آمال شعوب المنطقة في التعايش السلمي والتعاون الإقليمي”. ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ترتكب قوات الاحتلال إبادة جماعية بغزة بدعم أمريكي، خلفت 65 ألفا و926 شهيدا و167 ألفا و783 مصابا، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة أزهقت أرواح 442 فلسطينيا بينهم 147 طفلا.