في ذكرى وفاتها الأليمة

فاطمة المعصومة (س).. كريمة أهل البيت (ع)

يصادف اليوم السبت، العاشر من ربيع الثاني، ذكرى وفاة السيدة فاطمة المعصومة بنت الإمام موسى الكاظم (ع).

2022-11-05

فاطمة المعصومة (سلام الله عليها)؛ بنت الإمام الكاظم (ع) ومن فاضلات نساء أهل البيت (ع) وإحدى الذرية الصالحة المدفونة في مدينة قم المقدسة والتي تحظى بمنزلة خاصة بين المؤمنين، ولها منزلة ومكانة مرموقة. وقد صرّح الشيخ عباس القمي بأن “أفضل بنات الإمام الكاظم (ع) السيدة الجليلة المعظمة فاطمة والشهيرة بالمعصومة”.

مكانتها العلمية

يدل على مكانتها العلمية ما ورد في بعض الوثائق التاريخية من أنّ جماعة من الشيعة قصدوا المدينة يريدون الإجابة عن بعض الأسئلة التي كانت معهم، وكان الإمام (ع) مسافرا خارج المدينة، فتصدت السيدة فاطمة (ع) للإجابة وكتبت لهم جواب أسئلتهم. وفي طريق رجوعهم من المدينة صادفوا الإمام الكاظم (ع) فعرضوا عليه الإجابة وعندما اطلع الإمام (ع) على جوابها قال ثلاث مرات: “فداها أبوها”.

مصلّى السيّدة المعصومة (س)

ما يزال المحراب الذي كانت السيّدة فاطمة تصلّي فيه في دار موسى بن خزرج ماثلاً إلى الآن، يقصده الناس لزيارته والصلاة فيه. وقد جُدّدت عمارته خلال السنوات الأخيرة، وشُيّدت إلى جانبه مدرسة لطلبة العلوم الدينيّة تعرف بـ “المدرسة الستّيّة”. يقع المحراب في الشارع المجاور للصحن الشريف، ويُعرف بشارع “جَهار مَرْدان” على يسار الذاهب من الروضة الفاطميّة، وهو مزدان بالقاشاني المعرّف، وعلى مدخله أبيات بالفارسيّة، تعريبه: لقد شُيِّد هذا البناء المُنير إجلالاً لبنت موسى بن جعفر، حيث مَثُل فيه محراب فاطمة المعصومة، فزادت به مدينة “قم” المقدسة شرفاً على شرف.

وفاتها

لم تسجل المصادر التاريخية القديمة تاريخ وفاتها إلا أن المصادر المتأخرة سجلت ذلك في العاشر من ربيع الثاني من سنة 201هـ عن عمر ناهز الثامنة والعشرين. ومنهم من ذهب الى أن وفاتها كانت في 12 من ربيع الثاني.

ولما توفيت فاطمة (س) وغسلت وكفّنت، حملوها إلى مقبرة بابلان والتي تعود ملكيتها الى موسى بن خزرج، ووضعوها على سرداب حفر لها، فاختلف آل سعد في من ينزلها إلى السرداب، ثم اتفقوا على خادم لهم صالح كبير السن يقال له قادر، فلما بعثوا إليه رأوا راكبين مقبلين من جانب الرملة وعليهما اللثام، فلما قربا من الجنازة نزلا وصليا عليها، ثم نزلا السرداب وأنزلا الجنازة ودفناها فيه، ثم خرجا ولم يكلما أحدا وركبا وذهبا ولم يدر أحد من هما. وبنى عليها موسى بن خزرج سقيفة من البواري، فلما كانت سنة 256هجرية جاءت زينب بنت محمد بن علي الجواد (ع) لزيارة قبر عمتها فبنت عليها قبّة.

مزار السيّدة المعصومة (س)

يرجع تاريخ القبّة الحاليّة على قبر السيّدة المعصومة إلى سنة (529هـ)، حيث بُنيت بأمر من المرحومة (شاه بيكم بنت عماد بيك). أمّا تذهيب القبّة وبعض الجواهر التي رصّع بها القبر الشريف، فهي من آثار فتح علي شاه القاجاريّ. وهناك فوق قبر السيّدة فاطمة صخرة عليها نقش كهيئة المحراب، تحيط به آية الكرسي، وكُتب في وسطه “توفيّت فاطمة بنت موسى في سنة إحدى ومائتين”.