بزشكيان: هناك إمكانية للحوار والتفاوض في حال رفع العقوبات

استعرض رئیس الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة مسعود بزشكيان في مقابلة مع شبكة NBC الأمريكية، أهم مواقف الجمهورية الإسلامية الإيرانية بشأن القضايا النووية، والعقوبات، والتطورات الإقليمية والدولية، والقضايا العالمية الراهنة، وأكد أنه في حال رفع العقوبات، هناك إمكانية للحوار والتفاوض.

وفي هذه المقابلة التي جرت خلال زيارته الى نيويورك لحضور اجتماع الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة قال الرئيس بزشكيان فيما اذا كانت ايران قد سمحت لمفتشي الوكالة الذرية بزيارة المنشآت النووية التي تعرضت للقصف؟: طُرحت هذه القضايا وتم الاتفاق عليها في المحادثات، لوقف تنفيذ آلية الزناد “سناب باك”، حتى يتمكنوا من الزيارة. المشكلة هي أنهم لم يقبلوا هذا الحديث، ويريدون مواصلة العملية نحو تنفيذ “سناب باك”.

 

 

واضاف: إذا كان من المقرر ان يتهموننا بمنعهم من دخول مراكزنا النووية، فكيف يتوقعون أن يتمكنوا من المجيء بعد إعادة فرض العقوبات؟ هذا غير صحيح تمامًا. لقد سمحنا بذلك وأردناه، وذلك في إطار القوانين الدولية ومعاهدة حظر الانتشار النووي التي نحن عضو فيها. لكنهم لم يرغبوا في التصرف وفقًا لهذه اللوائح.

 

 

وفي حال اعادة فرض العقوبات وفق آلية الزناد “سناب باك”، هل ستطرد ايران المفتشي الدوليين؟، قال: كان لدينا اتفاق مع الوكالة، وتم الاتفاق على أننا سنتصرف وفقًا له. وفي الإطار الذي كان من المفترض أن تتحدث فيه الترويكا الأوروبية مع بعضها البعض، ان نعمل نحن أيضًا على تحسين علاقتنا مع الوكالة بحيث يمكن للوكالة أن تأتي وتزورنا وفي الوقت نفسه تُجري مناقشات مع الولايات المتحدة حول القضايا القائمة. كان من المقرر أيضًا أن يصلوا الى المواد المخصبة. في جميع هذه الحالات، كنا مستعدين للتصرف في إطار الاتفاق. أمريكا هي التي لا تريد ولا ترغب في المضي قدمًا سلميًا، تمامًا كما مزقت الاتفاق النووي سابقًا.

 

 

وتابع: للأسف، في سياق العملية الجارية في منطقتنا، قصف الكيان الصهيوني ست أو سبع دول، ورغم أنه السبب الرئيسي للاضطرابات في المنطقة، إلا أنهم يكافئونه أيضًا. من ناحية أخرى، يريدون فرض عقوبات علينا مجددًا، نحن الذين لم نفعل شيئًا، بل تعرضنا للهجوم. هذا مثال آخر على قوانين لا يمكن تسميتها إلا بقانون القوة لا غير.

 

 

وحول تقرير جديد نشر في صحيفة واشنطن بوست يعرض صورة قمر صناعي. يدّعي التقرير أن إيران تبني منشأة نووية سرية أخرى في الجبال، قال: ليس من الصعب عليهم أن يقولوا شيئًا من خلال قمر صناعي ثم يدّعوا أنهم شاهدوه. كنا وما زلنا مستعدين للتعاون مع الوكالة. بدلاً من عرض الصور ثم وضع أطر وهمية، على الوكالة أن تتدخل ميدانياً؛ لماذا نريد نحن، الراغبين بالتعاون مع الوكالة ضمن إطار القواعد، أن نغرس في العالم أوهاماً وعقلياتٍ مرفوضة بأننا نتجه نحو بناء أسلحة نووية؟.

 

 

واكد قائلا: لقد أعلنا مرارا أننا لا نسعى إلى صنع أسلحة نووية بأي شكل من الأشكال. ليس واضحاً بأي لغة نخبرهم بها في هذا العالم أننا لا نريد القيام بذلك؟ في أوهامهم، يريدون إخبار العالم بأننا نتجه نحو صنع أسلحة نووية؛ هذا باطل تماماً. نحن مستعدون لأي تحقق في هذا الصدد.

 

 

وردا على سؤال حول مكان اليورانيوم المخصب الذي أُعلن عنه قال: إنها ليست مهمة صعبة. ينبغي على الوكالة الدولية للطاقة الذرية نفسها أن تأتي لتقييم العملية ومراجعتها. الزيارة والتقييم والتحقق ليست مهمة صعبة؛ نحن مستعدون لهذه المهام، فلماذا ينبغي تفعيل آلية “سناب باك”؟.

 

 

وحول اعلان المفتشين قبل حرب الاثني عشر يومًا أنه مُنعوا من الوصول إلى بعض المواقع قال: في هذه العملية، وضع البرلمان قواعد محددة لم يُسمح لهم بموجبها أساسًا بالدخول. لكننا في مجلس الأمن القومي سمحنا لهم بالمجيء والاطلاع. فيما يتعلق بـ 400 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب، كان من المقرر أيضًا حل المشكلة في الوقت المحدد، وتحديد ما إذا كان استئناف العقوبات سيستمر أم سيتم حل المشكلة. كنا مستعدين للقيام بذلك مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

 

 

وفيما يتعلق بمستوى التخصيب البالغ 60 بالمائة الذي بلغته ايران قال: عندما انسحبت الولايات المتحدة من خطة العمل الشاملة المشتركة، انسحبت الدول الأوروبية أيضًا فعليًا. بالطبع، قالوا إننا لم ننسحب، لكن جميع الشركات الأوروبية التي كان من المفترض أن تعمل في إيران تخلت عن أنشطتها وغادرت، وانقطعت علاقاتنا المالية أيضًا. لذا، لم يلتزم الأوروبيون بما اتفقوا عليه. كان من الطبيعي أن يتجاوز الإيرانيون هذا الإطار، لكن هذا لا يعني صنع قنبلة نووية.

 

 

واضاف: لقد أكدنا مرارًا وتكرارًا أن هذا الأمر غير وارد. وقد أعلن قائد الثورة، بصفته الزعيم الديني والفكري للمجتمع، أن السعي نحو امتلاك الأسلحة النووية محرم. وعندما يُعلن هذا الأمر محرمًا، فلا يحق لأحد في الجمهورية الإسلامية السعي نحو صنع أسلحة نووية. هذه قناعة ومسألة عامة لا يمكن تغييرها. لذلك، نحن مستعدون لمواصلة أي تعاون ضروري مع الوكالة.

 

 

وعن السبب في سعي ايران لامتلاك الطاقة النووية فيما تمتلك النفط قال: انظروا، القضايا النووية لا تقتصر على صنع القنابل. اليوم، في الطب، يتطلب العديد من الإجراءات التشخيصية والعلاجية للسرطان وأمراض أخرى تقنيات وموارد نووية. نحتاج إلى هذه التقنيات في الصناعة، وتُستخدم أيضًا في الزراعة. لماذا لا نمتلك هذه التقنيات والمعرفة في إطار القانون الدولي ومعاهدة حظر الانتشار النووي؟ هل ينبغي منعنا من الوصول إلى هذه التكنولوجيا لأنهم يعتقدون أننا نحاول صنع قنبلة نووية؟.

 

 

واضاف: نحن مستعدون لمواصلة أنشطتنا تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية وفي إطار معاهدة حظر الانتشار النووي. يمكنهم المجيء والزيارة؛ فلماذا لا يفعلون؟.

 

 

واكد الرئيس بزشكيان اننا لا نسعى إلى الحرب، ولا نخشاها أيضًا واضاف: قال الرئيس ترامب إنه جاء لنشر السلام، لكن الواقع هو أنه مع التوجه الحالي، سيشعل المنطقة بأكملها.

 

 

وتساءل انه هل يمكن استسلام دولة اثر هجوم عليها ببضع طائرات؟ لقد زاد سلوكهم من الوحدة والتماسك داخل البلاد، وحتى بين الدول الإسلامية.

 

 

واضاف: هل من المقبول أن يقتل كيان إسرائيل الناس، ويمنع حتى الحصول على الدواء والغذاء والضروريات ويؤدي الى موت البعض جوعًا (في غزة)، ثم يدّعي حقوق الإنسان والإنسانية، ثم يقول: “نريد القتال (ضد ايران)”؟ من أجل ماذا؟ هل ينبغي سلب حق دولةٍ تريد العمل ضمن إطار القانون الدولي؟ في عالمنا الحالي، وفي إطار هذه القوانين، لماذا لا ينبغي ان نتمتع بحقوقنا المشروعة؟.

 

 

وتابع: لم ولن نبدأ أي حرب، ولكن من يُهاجمنا، سنسعى جاهدين للردّ عليه ردا ساحق. سنُعزّز هذه القدرة الدفاعية يومًا بعد يوم، حتى لا يتمكن أحد من الاعتداء علينا بسهولة. لماذا يُقصف هؤلاء الناس في غزة يوميًا، والمنظمات الدولية عاجزة عن فعل شيء؟ لماذا لم يُتّخذ أي إجراء لمنع مقتل حوالي 65 ألف شخص بريء في غزة؟ يموت عدد كبير من الأطفال والنساء جوعًا؛ فبأي إطار إنساني وحقوقي يُسمح لبعض أصحاب السلطة بالقصف أينما يشاؤون يوميًا، دون أن يوقفهم أحد؟.

 

 

واضاف: من جهة أخرى، لماذا نُقيّد، ونُدان، ونُهاجَم، نحن الذين نريد العمل وفق القانون الدولي؟ هل هذا شيء غير قانون الغاب؟.

 

 

وحول حرب الاثني عشر يومًا التي شنها الكيان الصهيوني ضد ايران ، قال: عندما يتم استهداف القادة هكذا والعالم يتفرج، وتدافع دولٌ تدّعي حقوق الإنسان عن كيان مجرمٍ كهذا، ألا يثور الحقد على ما يدّعون الإنسانية والقوانين وحقوق الإنسان؟ لقد استشهد قادتنا في منازلهم في ليلةٍ واحدة. واغتيل علماؤنا. ما الذنب الذي ارتكبه العلماء؟ هل يُبرر قتل اناس بحجة أنه قد يصنعون قنبلةً يومًا ما؟.

 

 

واضاف: أي قانونٍ في النظام القضائي العالمي يسمح بقصف إنسانٍ لمجرد أنه قد يرتكب فعلًا في المستقبل، ولا أحد في العالم يقف ضد تلك الجريمة؟ هذه كارثة، ليس فقط على بلدنا، بل على المنطقة، وربما الآن على العالم. لقد تسبب سلوك الكيان الصهيوني في تراكمٍ عميقٍ للكراهية في القلوب.

 

 

*سنقاوم اي عدوان على شعبنا بالوحدة والتماسك

 

 

وقال: لقد اعتمدنا على الله في حياتنا ومعتقداتنا، ونقف متمسكين بإيماننا وإيمان شعبنا، لا معتمدين على إيمان أو دعم الآخرين لنا. نريد علاقات سليمة مع العالم أجمع، لكن ليس من المفترض أن نستسلم إذا لم يساعدنا أحد. سنقاوم أي عدوان على شعبنا بالوحدة والتماسك، علما بان السلوك الذي اتبعه الكيان الصهيوني والولايات المتحدة، عزز التماسك الداخلي.

 

 

واردف قائلا: الأمر لا يقتصر على السلاح فقط. إذا آمن الشعب بالوطن وسيادته، وعاملناه بعدل وإنصاف، ففي النهاية، بشعب موحد وواثق، لن يتمكن الغزاة من مواصلة الحرب.

 

 

واضاف: نريد أن نعيش بسلام وطمأنينة على هذا الكوكب كسائر البشر، لكن الكيان الصهيوني زعزع استقرار المنطقة. إنه مُضلّل ويعتقد أن الجميع أعداءه، بينما هو عدو الجميع. يُهجّر الناس من ديارهم، ويقصف النازحين، ويقطع الماء والطعام عن النساء والأطفال، ويمنع المستشفيات من أداء عملها، وللأسف، ان العالم يشاهد هذه السلوكيات ولا يفعل شيئا.

 

 

وحول انباء تفيد باصابته في احدى الهجمات الجوية خلال العدوان الصهيوني على ايران قال: لم يكن شيئا يذكر. حديث نزيف خفيف في ركبتي ، وشُفي بعد فترة. بالطبع، أُلقيت أكثر من خمس عشرة قنبلة (على اجتماع اعضاء مجلس الامن القومي)، بهدف التدمير.

 

 

واضاف: إذا كان هدفهم منشآتنا النووية حقًا، فلماذا استهدفوا شعبنا البريء؟ إذا كانت أمريكا تقول حقًا إنها تريد منع ايران من صنع الأسلحة النووية، فلماذا ضربت هذه المنشآت وعرقلت معيشة الناس وحياتهم؟ في الواقع، أمريكا تدعم الكيان الصهيوني في المنطقة وتتبع نهجه وتريد إبقاء الناس في حالة نقص في الدواء والغذاء، لكننا سنجد حلًا وسنحل مشكلتنا بأنفسنا. العالم ليس أمريكا فقط، وليست كل الدول صديقة لأمريكا.

 

 

المصدر: ارنا