وفي خطاب ألقاه رئيس مجلس الدولة الصيني لي تشيانج أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة قال إن “الصين التي تضع في اعتبارها الصالح العام للبشرية وتقف على أهبة الاستعداد لتحمل المسؤوليات، ستجلب المزيد من الطاقة الإيجابية إلى العالم”.
وركزت كلمته على تراجع الرئيس الأمريكي عن المنظمات الدولية وما أبداه من ازدراء واضح تجاه الأمم المتحدة. ولم يذكر لي الولايات المتحدة بالاسم ولو مرة واحدة، لكنه وجه انتقادات مبطنة لإجراءاتها الأخيرة، مشيرا إلى تمسك الصين بخفض الرسوم الجمركية لتعزيز الاقتصاد العالمي، وخفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري لمكافحة تغير المناخ، والحفاظ على سلطة الأمم المتحدة.
ويمثل ذلك تحولا في نهج التعامل مع الشؤون العالمية، حيث يرى الخبراء أنه يعكس ثقة الصين المتزايدة بصعودها.
وقالت أوليفيا تشيونج، وهي محاضرة في السياسة بكلية كينجز في لندن: “خطاب لي يؤكد أن سياسة الصين الخارجية اليوم راسخة في طموحها لتحويل النظام العالمي المهيمن عليه من الغرب إلى نظام يخدم بدرجة أكبر المصالح والقيم والقيادة الصينية”. وأضافت: “السياسة الخارجية للصين اليوم أكثر ثقة واستراتيجية وتماسكا بشكل ملحوظ مقارنة بعام 2017، حينما كانت أطروحات بكين بشأن إصلاح الحوكمة العالمية تفتقر إلى المضمون”.
ويأتي هذا الخطاب وسط تنامي القلق في واشنطن من أن تسعى الصين، ثاني أكبر اقتصاد في العالم، إلى إزاحة الولايات المتحدة، رغم أن بكين أكدت مرارا أنها لا تنوي تحدي واشنطن أو إحلال نفسها محلها. وبدلا من ذلك، يقول شي إن لبكين الحق في أن يكون لها صوت عالمي يتناسب مع قوتها الاقتصادية ومكانتها الدولية.