في رسالة لمؤتمر تكريم الشمس التبريزي و مولانا

الرئيس بزشكيان: شمس ومولانا خارطة طريق للسلام العالمي

رئيس الجمهورية: الثقافة الإيرانية لطالما عزفت على وتر المحبة، لا على طبول العنف، وأنها قادرة على تأسيس خطاب جديد عالمي يدور حول الحب، العدالة، الحكمة، والمعنوية.

في أجواء روحانية وفكرية مهيبة، اختتمت فعاليات الدورة الحادية عشرة من “الملتقى الدولي لشمس التبريزي ومولانا جلال الدين بلخي” في مدينة خوي الإيرانية، بحضور نخبة من المفكرين والباحثين من دول متعددة، أبرزها إيران، تركيا، باكستان، طاجيكستان، ألمانيا، وأفغانستان. الحدث الذي إمتد على مدار يومين، تحوّل إلى منصة عالمية لإعادة إكتشاف ميراث العرفان والفكر الإنساني الذي تركه شمس ومولانا.

 

 

خارطة طريق للسلام العالمي

 

 

في رسالة رسمية وجهها إلى مؤتمر تكريم الشاعرين الإيرانيين شمس التبريزي ومولانا جلال الدين البلخي، أكد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان أن أفكار وسلوك هذين العارفين تمثلان خارطة طريق واضحة لبناء عالم يسوده السلام والتعاطف والحوار.

 

 

وأشار إلى أن إيران، بتاريخها الثقافي العريق، كانت دائماً مهداً لنجوم الفكر والعرفان، وأن إرث شمس ومولانا لا يخص الإيرانيين وحدهم، بل يمتد إلى الإنسانية جمعاء. وأضاف أن تسمية يومي 29 و30 سبتمبر باسميهما في التقويم الوطني الإيراني هي دعوة للتأمل في ميراثهما الروحي والمعرفي.

 

 

وأكد الرئيس بزشكيان على أن العالم اليوم، وسط الأزمات والحروب، بحاجة ماسّة للعودة إلى هذه الينابيع النقية، مؤكداً أن الثقافة الإيرانية لطالما عزفت على وتر المحبة لا على طبول العنف، وأنها قادرة على تأسيس خطاب جديد عالمي يدور حول الحب، العدالة، الحكمة، والمعنوية.

 

 

خوي.. دار القرار العرفاني

 

 

في كلمة مؤثرة خلال حفل الختام، وصف رئيس المجلس البلدي لمدينة خوي، سجاد جهره‌آرا، المدينة بأنها “دارالقرار للعارفين”، مؤكداً أن وجود مرقد شمس التبريزي فيها يجعلها مركزاً عالمياً للإلهام الثقافي والفني. وطالب المسؤولين بإيلاء إهتمام خاص لإستكمال بناء المرقد بما يليق بمقام هذا العارف الكبير، قائلاً: “خوي بفضل شمس التبريزي، تصبح مدينة عالمية”.

 

 

كيمياء الكلمة تتخطى الحدود

 

 

في ندوة إفتراضية نظّمتها مؤسسة إيكو الثقافية، أكدت فليحة كاظمي، رئيسة قسم اللغة الفارسية بجامعة النساء في لاهور، أن “كيمياء الكلمة لدى مولانا” جعلت شهرته تتجاوز حدود إيران، مشيرة إلى تأثيره العميق على الشاعر الباكستاني إقبال لاهوري، الذي استلهم منه في “أسرار خودي” و”جاویدنامه”. كما استعرضت جهود الباحثين الباكستانيين في ترجمة المثنوي وديوان الشمس إلى لغات محلية مثل الأردو، البنجابية، السندية، والبشتو.

 

 

شمس ومولانا.. مرآتان للخلود

 

 

أحد أعضاء موسوعة حافظ الأدبية وصف العلاقة بين الشمس ومولانا بأنها تكاملية، حيث يصنعان من داخلهما أبدية فكرية وروحية. الباحثة سبیده موسوي تناولت مضامين أخلاقية من تعاليم شمس التبريزي مثل السعي نحو الكمال، معرفة الذات، التحرر من التقليد، والعيش بفرح.

 

 

الموسيقى في خدمة العرفان

 

 

اختُتمت الندوة بعرض موسيقي تضمن مقطوعة “این جیست؟ این جیست؟” أي “ما هذا؟ ما هذا؟” للفنان الطاجيكي مرادبیك نصرالدين، وأنشودة “به‌حق شمس ‌الحق” بصوت مهرداد ملكي، في تجسيد فني لتعاليم شمس ومولانا.

 

 

المصدر: الوفاق+ وكالات