شعوب أوروبا دفعت حكوماتها لتغيير موقفها من “الكيان الصهيوني”

وقفت أوروبا مع كيان الاحتلال منذ بداية نشأته وكانت له خير حليف وشريك اقتصادي، وتجلى ذلك في دعم القارة غير المشروط لسياسات تل أبيب العسكرية في فلسطين.

ولكن الآن “تبخر” هذا الدعم مع تصاعد سخط الشعوب الأوروبية تجاه الكارثة الإنسانية في غزة، وفقا لصحيفة إندبندنت البريطانية. وأكد تقرير الصحيفة أن الغضب الشعبي المتزايد دفع حكام القارة إلى مطالبة رئيس وزراء الإحتلال بنيامين نتنياهو بوقف الحرب وإدخال المساعدات بعد أشهر من الصمت.

ودلل كاتب التقرير -الصحفي سام ماكنيل- على التحول الأوروبي بالإشارة إلى إن إيطاليا انضمت لإسبانيا لحماية “أسطول الصمود” المتجه لفك الحصار عن غزة، رغم انسحابهما لاحقا. وسلطت بيانات نقلها التقرير عن مشروع رصد الصراعات العالمي، الضوء على أثر الغضب الشعبي في تشكيل العلاقات الصهيونية الأوروبية، إذ أكدت أن عدد المظاهرات المؤيدة للفلسطينيين في أوروبا قفز من 780 خلال 5 أشهر إلى أكثر من 2066 مظاهرة مؤخرا. وأكد المشروع أن هناك 15 مظاهرة على الأقل يوميا دعما لفلسطين.

ومع هذه الضغوط الشعبية، حتى نتنياهو -المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب في غزة- اعترف أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة بأن “الدعم للكيان تبخر بسرعة” خلال الأشهر الماضية، حسب التقرير. ولفتت إندبندنت إلى أن رئيسة الوزراء الإيطالية جورجا ميلوني -المعروفة بدعمها لنتنياهو- أعلنت دعمها لفرض عقوبات على “الكيان الصهيوني” بعد احتجاجات واسعة الأسبوع الماضي، وقالت أمام الأمم المتحدة “إسرائيل انتهكت المعايير الإنسانية، وارتكبت مجزرة بحق المدنيين”.

وعلى عكس إيطاليا، لا تزال ألمانيا مكبلة بإرث ذنوبها الماضية تجاه اليهود، فقد عبّر المستشار الألماني فريدريش ميرتس عن قلقه مما يحصل في غزة، وقلّص صادرات الأسلحة إلى “الكيان”، إلا أنه رفض خيار العقوبات الاقتصادية عليها، طبقا للتقرير. من جهتها -يتابع التقرير- أقرت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، بأن أوروبا “بحاجة لفعل المزيد” لإنهاء المعاناة في غزة، واقترحت فرض رسوم إضافية على السلع الصهيونية ومعاقبة مستوطنين ومسؤولين.

وبرأي ليزا موسيول -رئيسة شؤون الاتحاد الأوروبي في مجموعة الأزمات الدولية- فإن تعليق فون دير لاين جاء نتيجة الانتقادات الواسعة لسياساتها وضغط موظفي الاتحاد الأوروبي، مع عريضة احتجاج وقعها أكثر من ألفيْ موظف حاليّ و390 سفيرا ومسؤولا سابقا، وفق إندبندنت.

المصدر: العالم