في كلمة له خلال مراسم إحياء ذكرى استشهاد الامينين العامين لحزب الله السيد حسن نصرالله والسيد هاشم صفي الدين

قاليباف: قوة حزب الله تتدفق في قلوب الشعب وساحات الجهاد

على مدى 77 عاماً، لم يخلف الكيان الصهيوني وراءه سوى الاحتلال والعدوان وانتهاك حقوق الشعوب.

أكد رئيس مجلس الشورى الإسلامي محمد باقر قاليباف، أن قوة حزب الله تتدفق في قلوب الشعب وفي ساحات الجهاد، قائلاً: إن حزب الله وجبهة المقاومة نابضان بالحياة والنشاط، وإن الوحدة الوطنية ودعم الشعب الإيراني سيضمنان النجاحات المستقبلية.

وفي كلمة له خلال مراسم إحياء ذكرى استشهاد الامينين العامين لحزب الله السيد حسن نصرالله والسيد هاشم صفي الدين، والتي اقيمت في مدينة قم مساء الخميس، استعرض قاليباف تاريخ نشأة الكيان الصهيوني بعد الحرب العالمية الثانية، قائلاً: لقد اعترف مجلس الأمن الدولي، بدعم وتعاون من بريطانيا وأمريكا، بهذا الكيان، وترسخت أركانه عملياً.

وأضاف: “على مدى 77 عاماً، لم يخلف الكيان الصهيوني وراءه سوى الاحتلال والعدوان وانتهاك حقوق الشعوب”.

وأكد قائلاً: “حتى في الفترات التي أعلن فيها ظاهريًا السلام أو وقف إطلاق النار، سعى هذا الكيان دائمًا إلى فرض الحرب والهيمنة على دول المنطقة، وتاريخ أفعاله، من كامب ديفيد وأوسلو إلى اتفاقيات أخرى، يُظهر طبيعته العدوانية والقاتلة للأطفال”.

وأضاف قاليباف: “لقد أثبتت الجمهورية الإسلامية الإيرانية والشعب الإيراني، بصمودهما وتضامنهما ودعمهما لجبهة المقاومة وحزب الله، أنهما ليس لا يستسلمان للعدوان فحسب، بل يحافظان أيضًا على قوة المقاومة ويعززانها بالوحدة الوطنية وحضور الشعب، وهذه الاستراتيجية ستمهد الطريق لنجاحات مستقبلية وانتصارات متكررة في المنطقة”.

*الإمام الخميني (رض) وقضية فلسطين

وأشار رئيس مجلس الشورى الإسلامي إلى قول الإمام الخميني (رض) في حينه إن جنودي هم الان أطفال رضع سيرفعون يوما راية الكفاح ضد إسرائيل ، مذكّرًا: ان الشهيدين السيد حسن نصر الله والسيد هاشم صفي الدين كانا من ضمن اولئك الرضع اللذين اشار اليهم الامام الراحل وفتحا أعينهما في بيئة محتلة وفقر وظلم، وذهبا إلى النجف في سن الناشئة، وبعد انتصار الثورة الإسلامية، جاءا الى الحوزة العلمية في قم وغيّرا مجرى التاريخ.

وأضاف: اعتبر الإمام الراحل فلسطين القضية الأولى للعالم الإسلامي منذ بداية النهضة الإسلامية، وبعد انتصار الثورة، سمى آخر جمعة من شهر رمضان يومًا عالميًا للقدس، مما يدل على حكمته في إعطاء الأولوية للقضية الفلسطينية.

*الكيان الصهيوني؛ سلامٌ مفروض، حربٌ مفروضة

وأكد قاليباف أن طبيعة الكيان الصهيوني عبر التاريخ لم تكن سوى فرض الحرب والسلام، وقال: إن تجارب كامب ديفيد وأوسلو1 وأوسلو2 تُظهر أن هذا الكيان لم يرحم حتى مع من تفاوضوا معه.

وأضاف: تعرض ياسر عرفات لاغتيالٍ بيوكيميائي بعد مفاوضاته مع الصهاينة، وقد أثبت تشريح جثته بعد وفاته هذه الحقيقة.

وقال: أسس السيد حسن نصر الله حزب الله عام ١٩٨٢، حينما احتل الكيان الصهيوني جنوب لبنان، ورفع راية المقاومة بمعية قادة آخرين.

وأشار رئيس مجلس الشورى إلى أن الحركات الشيعية التي كانت على خلافٍ سابقًا اتحدت بحكمةٍ ونضج، وكانت ثمرة هذه الوحدة انتصاراتٍ عظيمةً وانسحاب الكيان الصهيوني من لبنان.

وأضاف قاليباف: لم يتردد الشهيد السيد هاشم صفي الدين لحظةً واحدةً في الساحة الاجتماعية والسياسية، ومع قادةٍ آخرين، حوّل حزب الله إلى واقعٍ حيٍّ في قلب المجتمع.

وفي إشارةٍ إلى الحروب الماضية، قال رئيس مجلس الشورى: بعد استشهاد قادة المقاومة، أرسل الكيان الصهيوني قوات قوامها 6 الوية إلى جنوب لبنان ، ونزل إلى الميدان بطائراتٍ مُسيّرة وطائراتٍ حربية ومدفعياتٍ ومشاة، لكنه لم يتقدم خطوةً واحدة.

وأكد: ان حزب الله حيّ ويجري في دماء وعروق وقلوب الشعب، وإذا كان ضعيفًا، فلماذا تضغط عليه أمريكا وبريطانيا يوميًا لنزع سلاحه؟.

*عملية الوعد الصادق والعقيدة العسكرية للمقاومة

وفي جانبٍ آخر من كلمته، قال قاليباف: يعتمد العدوّ على التفوق الجويّ في مجال الخطط العسكرية، لكنّ عقيدة الجمهورية الإسلامية قائمةٌ على الصواريخ. إذا كنا ضعفاء جوًا، فالكيان الصهيوني ضعيف جوًا وبرًا.

وأضاف: في عمليات “الوعد الصادق” 1 الى 3، استُهدفت أهم مراكز الكيان الصهيوني بصاروخ واحد، وأدرك العدو أن إيران لم تعد بحاجة إلى إطلاق صواريخ عديدة (لتدمير هدف واحد).

وقال قاليباف نقلا عن صحيفة نيويورك تايمز: وفقًا لأحدث استطلاعات الرأي في إسرائيل، فإن نسبة التفاؤل بالأمن القومي فيها تبلغ 37%، والتفاؤل بالتماسك الاجتماعي 22%، والتفاؤل بالوضع الاقتصادي 30%.

وأضاف: أعلن 35% من الأمريكيين تعاطفهم مع الشعب الفلسطيني، فيما يتعاطف 34% مع الإسرائيليين، بينما قبل بدء حرب الـ 12 يومًا، كان 47% من الأمريكيين يؤيدون إسرائيل، فيما كان 20% فقط يتعاطفون مع الفلسطينيين. تشير هذه التغييرات إلى تطورات مهمة في النظرة العالمية لقضية فلسطين وإسرائيل.

*التلاحم الوطني الإيراني وواجب المسؤولين

وأشاد قاليباف بصمود الشعب الإيراني وتضامنه خلال حرب الأيام الاثني عشر الأخيرة، وقال: رغم كل الصعوبات، أظهر الشعب المحبة والتسامح ووقف صفًا واحدًا.

وخاطب رئيس مجلس الشورى الحكومة والمسؤولين قائلًا: “نحن ملزمون باتخاذ إجراءات في مجالات التضخم وغلاء الأسعار ومشاكل المعيشة. ستتعاون الحكومة والبرلمان بكل ما أوتيا من قوة لتحسين الوضع.

المصدر: الوفاق/ارنا