استمراراً للدبلوماسية الإقليمية بين إيران وروسيا

خوزستان تدرس دخول الأسواق الأوراسية

تعتبر الجمهورية الإسلامية الإيرانية والاتحاد الروسي، اللتين أعلنتا عزمهما على تطوير علاقاتهما عبر توقيع اتفاقية استراتيجية شاملة، أن من الخطوات العملية في هذا الاتجاه تطوير العلاقات بين محافظات البلدين؛ وفي هذا الصدد، زار وفد من رجال الأعمال والتجار من محافظة خوزستان (جنوب إيران) موسكو في الأيام الماضية.

وتسعى محافظة خوزستان إلى الاستفادة من فرصة إلغاء التعريفات الجمركية على 87% من البضائع بين إيران ودول الاتحاد الأوراسيوي الخمس، وهو اتحاد تُعدّ روسيا، التي يبلغ عدد سكانها وحدها حوالي 140 مليون نسمة، أكبر أسواقه.

 

وأفادت السفارة الإيرانية في موسكو، في تقرير لها، بأن وفداً من غرفة التجارة والصناعة والمناجم والزراعة في خوزستان، الذي سافر إلى موسكو مع مجموعة من نشطاء ورواد الأعمال من هذه المحافظة، التقى مع كاظم جلالي سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية لدى روسيا.

 

ووفقًا للتقرير، ناقشوا في هذا الاجتماع وتبادلوا الآراء حول دراسة الحلول لتطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية، والعقبات والمشاكل في التجارة مع روسيا.

 

كما تم الاتفاق على أن رجال الأعمال والنشطاء الاقتصاديين في خوزستان، من خلال الحفاظ على التماسك وتعزيزه وبالتعاون مع سفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية في موسكو، يجب أن يولوا اهتمامًا أكبر للنشاط الاقتصادي في روسيا.

 

خلال هذه الرحلة، زار الوفد المعرض ومجمع مدينة موسكو للأطعمة، والتقى بعدد من المسؤولين والمسؤولين في غرفة تجارة وصناعة موسكو ومجلس الأعمال الروسي – الإيراني.

 

كما عقد أعضاء الوفد، خلال هذه الرحلة، وبالتعاون مع القسم الاقتصادي في سفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية في موسكو، اجتماعات ثنائية مع رجال الأعمال والناشطين الاقتصاديين في موسكو لتطوير التعاون التجاري المتبادل والاستثمار المشترك.

 

إنشاء مكتب تجاري مع روسيا

 

وفي هذا الصدد، أعلنت رئيسة غرفة تجارة أهواز عن إنشاء “مكتب تجاري مع روسيا” في هذه الغرفة كمنصة لتوسيع النشاطات التجارية بين محافظة خوزستان والأسواق الأوراسية، واعتبرته جسرًا لتحويل التحديات المحلية إلى فرص تصديرية.

 

وفي اجتماع وفد غرفة تجارة أهواز مع سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية في موسكو، أشارت شهلا عموري إلى مكانة خوزستان كأحد الأقطاب الرئيسية للاقتصاد الإيراني وثاني أكبر ناتج محلي إجمالي في البلاد، وقالت: تتمتع خوزستان، بمواردها الغنية من النفط والغاز والمنتجات البتروكيماوية، بقدرة عالية على التصدير إلى الأسواق الأوراسية؛ لكن هناك حاجة إلى قرارات هادفة لتسهيل هذه التبادلات.

 

وأكدت عموري على دور مكتب التجارة مع روسيا في غرفة تجارة أهواز، وأضافت: يمكن لهذا المكتب إنشاء سلسلة توريد مستدامة وتمكين البتروكيماويات في خوزستان من توفير المواد الخام التي تحتاجها الصناعات الروسية مباشرة، هذا يُقلل من تكاليف الخدمات اللوجستية.

 

وأشارت عموري إلى الفرص المتاحة في مختلف القطاعات، واقترحت: يُمكن للمنظور التجاري على الحدود أن يُسهّل تبادل البضائع مع روسيا، ويُفيد من إمكانات النقل البري التي تتمتع بها المحافظة؛ كما ستُساعد الصناعات الصغيرة والمتوسطة في خوزستان على الخروج من الركود، وتُوفر فرص عمل مُستدامة من خلال المُشاركة في سلاسل الإنتاج الأوراسية.

 

وبنظرة واقعية على التحديات القائمة، أكّدت عموري على ضرورة اتخاذ قرارات محددة لخوزستان، وقالت: في ظل مناخ خوزستان المُرتفع الحرارة، يُعدّ توفير إمدادات مُستقرة من الكهرباء والطاقة أمرًا ضروريًا لصناعات التصدير؛ وهذا سيزيد الإنتاج، ويجعل المحافظة أكثر جاذبية للمستثمرين الروس.

 

يذكر أن الاتحاد الاقتصادي الأوراسي هو اتحاد اقتصادي حكومي دولي يضم بيلاروسيا وكازاخستان وروسيا وقيرغيزستان وأرمينيا. الأعضاء المراقبون النشطون في هذا الاتحاد هم الجمهورية الإسلامية الإيرانية وأوزبكستان وكوبا، وانضمت إيران إلى الاتحاد كعضو مراقب عام 2024.

 

واتخذت إيران والدول الخمس الأعضاء في الاتحاد الأوراسي، التي طبّقت اتفاقية التجارة الحرة منذ 15 مايو 2025، وألغت التعريفات الجمركية على 87% من السلع، خطوة عملية مؤخرًا لتحديد أجندة السنوات 2025-2028 وإزالة الحواجز غير الجمركية.

 

وكانت النتيجة المهمة للاجتماع الذي عُقد يوم الأربعاء 2 أكتوبر برئاسة السيد محمد أتابك وزير الصناعة الإيراني، وأندريه سليبانوف وزير التجارة في الاتحاد الاقتصادي الأوراسي، الموافقة على خارطة طريق للتعاون في السنوات الثلاث المقبلة وتوقيعها.

 

 

 

المصدر: وكالات