وتعتبره موقفًا وطنيًا مسؤولًا

قوى المقاومة تؤيد ردّ “حماس” على مقترح واشنطن

في اليوم الـ729 من حرب الإبادة على غزة، قال الدفاع المدني إن "مدينة غزة تتعرض لقصف صهيوني جنوني بلا رحمة"، بينما أعلنت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" استعدادها للدخول فوراً من خلال وسطاء في مفاوضات لمناقشة كل تفاصيل خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

وقالت حماس، في بيان، إنها توافق على الإفراج عن كل الأسرى، أحياء وجثامين، وفق مقترح ترامب، بما يحقق وقف الحرب والانسحاب الكامل لقوات الاحتلال من القطاع. وجددت الحركة موافقتها على تسليم إدارة قطاع غزة لهيئة فلسطينية من المستقلين بتوافق وطني واستناداً لدعم عربي إسلامي.

وقد صدرت مواقف عربية ودولية مرحبة برد حماس، كما أبدت فصائل المقاومة الفلسطينية، السبت، تأييدها للرد الذي قدمته حركة حماس على المقترح الأميركي، واصفة إياه بأنه “موقف وطني مسؤول” اتُّخذ “بعد مشاورات معمقة مع فصائل المقاومة”.

 

*بيان حركة المقاومة الإسلامية “حماس”

 

قالت حركة حماس في بيان: “حرصًا على وقف العدوان وحرب الإبادة التي يتعرض لها أهلنا الصامدون في قطاع غزة، وانطلاقًا من المسؤولية الوطنية، وحرصًا على ثوابت شعبنا وحقوقه ومصالحه العليا، فقد أجرت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” مشاورات معمقة في مؤسساتها القيادية، ومشاورات واسعة مع القوى والفصائل الفلسطينية، ومشاورات مع الإخوة الوسطاء والأصدقاء، للتوصل لموقف مسؤول في التعامل مع خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب”.

 

وأضافت بعد دراسة مستفيضة، فقد اتخذت الحركة قرارها، وسلمت للإخوة الوسطاء ردها التالي: “تقدّر حركة المقاومة الإسلامية حماس الجهود العربية والإسلامية والدولية وجهود الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الداعية إلى وقف الحرب على قطاع غزة وتبادل الأسرى ودخول المساعدات فوراً ورفض احتلال القطاع ورفض تهجير شعبنا الفلسطيني منه.

 

وفي إطار ذلك وبما يحقق وقف الحرب والانسحاب الكامل من القطاع، تعلن الحركة عن موافقتها على الإفراج عن جميع أسرى الاحتلال أحياء وجثامين وفق صيغة التبادل الواردة في مقترح الرئيس ترامب ومع توفير الظروف الميدانية لعملية التبادل، وفي هذا السياق تؤكد الحركة استعدادها للدخول فوراً من خلال الوسطاء في مفاوضات لمناقشة تفاصيل ذلك. كما تجدد الحركة موافقتها على تسليم إدارة قطاع غزة لهيئة فلسطينية من المستقلين (تكنوقراط) بناءً على التوافق الوطني الفلسطيني واستناداً للدعم العربي والإسلامي.

 

وما ورد في مقترح الرئيس ترامب من قضايا أخرى تتعلق بمستقبل قطاع غزة وحقوق الشعب الفلسطيني الأصيلة فإنَ هذا مرتبط بموقف وطني جامع واستناداً إلى القوانين والقرارات الدولية ذات الصلة، ويتم مناقشتها من خلال إطار وطني فلسطيني جامع ستكون حماس من ضمنه وستسهم فيه بكل مسؤولية”.

 

*الجهاد: ردّ حماس “تعبيرٌ عن موقف قوى المقاومة”

 

بدورها، أكّدت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، السبت، أنّ الرد الذي قدّمته حركة حماس على خطّة الرئيس الأميركي دونالد ترامب هو تعبيرٌ عن موقف قوى المقاومة الفلسطينية. وقالت الحركة في تصريح صحفي مقتضب السبت: إنّها “شاركت بمسؤولية في المشاورات التي أدّت لاتخاذ القرار المتعلّق بخطّة ترامب”.

 

ومساء الجمعة، سلّمت حركة حماس الوسطاء ردّها على مقترح ترامب، بشأن قطاع غزّة، معلنةً موافقتها على الإفراج عن جميع أسرى الاحتلال، أحياء وجثامين، وفقاً لصيغة التبادل الواردة في مقترح ترامب، مع توفير الظروف الميدانية لعملية التبادل.

 

بدوره، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في رده على موقف “حماس” ليل الجمعة-السبت: “يجب على “إسرائيل” أن يوقف فوراً قصف غزة، حتى نتمكن من إخراج الرهائن بأمان وسرعة”. وفي منشور له على منصّة “تروث سوشال”، تابع ترامب: “أعتقد أن حماس مستعدة لسلام دائم”، مشيراً إلى أنه “نحن بالفعل في مناقشات حول التفاصيل التي يجب تسويتها”.

 

*موقف وطني مسؤول

 

من جهتها، أكدت “فصائل المقاومة الفلسطينية” أن الرد الذي قدمته حركة “حماس” على المقترح الأمريكي يمثل موقفًا وطنيًا مسؤولًا، جاء ثمرة مشاورات معمقة بين مختلف فصائل المقاومة الفلسطينية، بهدف التوصل إلى اتفاق يخدم مصلحة الشعب الفلسطيني ويضمن إنهاء معاناته ووقف حرب الإبادة المتواصلة بحقه.

 

وأشادت الفصائل، في تصريح صحفي السبت، بالمواقف العربية والإسلامية الداعمة للقضية الفلسطينية، مثمنةً على وجه الخصوص الوساطة المصرية والقطرية والجهود التركية التي بذلت جهودًا استثنائية لتبني موقف عربي وإسلامي موحد يحفظ حقوق الشعب الفلسطيني ويسهم في وقف العدوان الصهيوني على قطاع غزة.

 

ودعت فصائل المقاومة إلى استكمال الخطوات والإجراءات العملية من كافة الأطراف، مؤكدةً على ضرورة اضطلاع السلطة الفلسطينية بمسؤولياتها وواجباتها الوطنية ابتداءً من هذه المرحلة، من خلال عقد لقاء وطني عاجل يبحث آليات تنفيذ الاتفاق، وتسلم هيئة فلسطينية مستقلة إدارة قطاع غزة، إضافة إلى مناقشة القضايا الوطنية الملحّة في ظل الظروف الدقيقة التي تمر بها القضية الفلسطينية.

 

كما شددت على أن الشعب الفلسطيني الذي قدّم تضحيات جسيمة وصمد أمام آلة الإجرام الفاشية الصهيونية، يستحق أن تُتوّج بطولاته ودماؤه بنتائج تحقق طموحاته بالحرية والاستقلال وإنهاء الاحتلال، لا بسياسات تهدف إلى تصفية قضيته وسلب حقوقه التاريخية.

 

واعتبرت الفصائل الفلسطينية أن الموقف البنّاء والمسؤول الذي عبّرت عنه حركة “حماس” نيابةً عن القوى والفصائل الفلسطينية يمثل صرخة في وجه العالم، تؤكد أن الاحتلال الصهيوني آن الأوان أن يزول عن أرض فلسطين، وأن من حق الشعب الفلسطيني أن يعيش حياة كريمة خالية من القتل والدمار والتهجير والاستيطان.

 

* أبو مرزوق: تعاملنا بإيجابية مع الخطة

 

في غضون ذلك، قال القيادي في حركة حماس موسى أبو مرزوق: إن الحركة تعاملت بإيجابية مع الخطة الأمريكية المطروحة، انطلاقًا من أولوية وقف الحرب والمجازر بحق الشعب الفلسطيني، مؤكدًا أن رسم مستقبل الشعب الفلسطيني مسألة وطنية لا تقرر فيها حماس وحدها. وأوضح أن الحركة وافقت على تصور إقليمي ودولي قدمته مصر، يتضمن أجوبة بشأن السلام والمستقبل، داعيًا الولايات المتحدة إلى النظر بإيجابية لمستقبل الشعب الفلسطيني.

 

وفيما يتعلق بإدارة قطاع غزة، كشف أبو مرزوق عن توافق وطني على تسليم الإدارة لجهات مستقلة، على أن تكون مرجعيتها السلطة الفلسطينية، مشيرًا إلى أن تسليم الأسرى والجثامين خلال 72 ساعة أمر نظري وغير واقعي في الظرف الحالي.

 

وبشأن خطة ترامب، قال أبو مرزوق: إن النقاط التي تعني الحركة تم التعامل معها بإيجابية، مضيفًا: سندخل في تفاوض بشأن كل القضايا المتعلقة بالحركة والسلاح، وتطبيق نقاط الخطة يحتاج إلى تفصيل وتفاهم، ولا يمكن تنفيذها دون تفاوض. وأكد أن كل التفاصيل المتعلقة بقوة حفظ السلام تحتاج إلى تفاهمات وتوضيح، مشددًا على أن حماس حركة تحرر وطني، وتعريف الإرهاب في الخطة لا يمكن أن يطبق عليها.

 

وختم أبو مرزوق بالقول: وافقنا على الخطة بعناوينها الرئيسة كمبدأ، وتطبيقها يحتاج لتفاوض. وسنسلم السلاح للدولة الفلسطينية القادمة، ومن يحكم غزة سيكون بيده السلاح.

 

*ترحيب دولي واسع

 

هذا وتوالت ردود الأفعال الدولية المرحبة برد حركة حماس على خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في حين تصاعدت الدعوات إلى المضي قدما نحو “اتفاق دائم” لوقف إطلاق النار في قطاع غزة. فقد قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن رد حماس على خطة وقف إطلاق النار في غزة خطوة بناءة ومهمة نحو تحقيق سلام دائم، وأكد أن حكومة الاحتلال مطالبة الآن، أن توقف جميع هجماتها فورا وتلتزم بخطة وقف إطلاق النار.

 

من جانبه، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن “لدينا الآن فرصة لإحراز تقدم حاسم نحو السلام”.

 

بدوره، عدّ رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر قبول حماس خطة السلام الأميركية بأنه “خطوة مهمة إلى الأمام”، داعيا جميع الأطراف إلى تنفيذ الاتفاق دون تأخير. في حين وصف المستشار الألماني فريدريش ميرتس قبول حركة حماس خطة الولايات المتحدة بأنها “أفضل فرصة للسلام” في غزة، وكتب على منصة إكس أن “إطلاق سراح الرهائن والسلام لغزة في متناول اليد”.

 

أما رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، فقالت إنه “يجب أن تكون الأولوية للجميع الآن التوصل إلى وقف لإطلاق النار يؤدي إلى الإفراج الفوري عن جميع الرهائن”.

 

من ناحيته، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن ارتياحه لرد حركة حماس، داعياً الجميع إلى اغتنام الفرصة لإنهاء الحرب في غزة.

 

إلى ذلك، قال رئيس الوزراء الأيرلندي مايكل مارتن: إنه “يأمل في أن يمهد إعلان حماس الموافقة على خطة ترامب الطريق لوقف إطلاق نار فوري وزيادة تدفق المساعدات إلى غزة”.

 

ورحّب رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز “بالتقدم في خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإحلال السلام في غزة”، مضيفا أنه سيواصل دعم الجهود لإنهاء الحرب في غزة والعمل من أجل تحقيق حل عادل ومستدام.

 

من جانبه، دعا رئيس الوزراء الكندي مارك كارني “جميع الأطراف إلى تنفيذ الالتزامات وتعزيز السلام والأمن في المنطقة”.

 

 

*دول عربية ترحّب بردّ حماس

 

أما قطر، فقد قالت وزارة خارجيتها أنها “بدأت بالفعل العمل مع شركائها في الوساطة، وفي مقدمتهم مصر، وبالتنسيق مع الولايات المتحدة، لاستكمال النقاشات حول تفاصيل الخطة، بهدف التوصل إلى اتفاق شامل يضع حداً للحرب المستمرة منذ أشهر”.

 

كما أكدت الخارجية المصرية أن “القاهرة تواصل اتصالاتها المكثفة مع الأطراف الإقليمية والدولية، بما في ذلك الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، بهدف وقف التصعيد العسكري، وضمان حماية المدنيين، وإعادة فتح قنوات الحوار السياسي”.

 

في الأثناء، رحبت وزارة الخارجية الأردنية بالردّ الإيجابي لحركة “حماس” على مقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء الحرب على قطاع غزة، واعتبرته خطوة هامة نحو إنهاء الحرب.

 

 

*اليوم الـ729 للإبادة

 

هذا ودخل عدوان الاحتلال الصهيوني وحرب الإبادة الجماعية التي يرتكبها بحق الفلسطينيين العزّل في غزة يومه الـ729، حيث لم تتوقف عن الغارات على القطاع، رغم الإعلان عن التوافق على خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لوقف إطلاق النار. فقد أوضح مصدر صحفي السبت بأن طائرات الاحتلال الحربية، شنّت 5 غارات جوية عنيفة على مناطق متفرقة بمدينة غزة خلال الساعتين الأخيرتين، بالتزامن مع تحليق مكثف للطائرات المسيرة فوق المدينة.

 

وأضافت مصادر محلية، بأن طائرات مسيرة استهدفت مجموعة من المواطنين قرب مخبز الشرق في شارع الجلاء وسط غزة، ما أسفر عن وقوع شهداء ومصابين، في حين قالت مصادر في مستشفى الشفاء، إن طواقم الطوارئ والدفاع المدني انتشلت جثامين 5 شهداء من تحت أنقاض منزل كان قد استُهدف ليلة أمس في الجهة الغربية من المدينة.

 

كما استشهد 8 مواطنين بينهم طفلان، السبت، في قصف الاحتلال منزلا بمدينة غزة، وخيمة تؤوي نازحين في مواصي خان يونس.

 

المصدر: الوفاق/ وكالات