ملتقياً مجموعة من أساتذة هندسة الإلكترونيات في الجامعات

عارف يؤكد ضرورة زيادة التواصل العلمي مع دول المنطقة

الوفاق: أكد النائب الأول لرئيس الجمهورية أن ميزة البلاد تكمن في القوى البشرية والشباب المتعلم وليس في الموارد الطبيعية، وأن البلاد بحاجة إلى تحول وقفزة في الفكر العلمي، مشدداً على أن الحكومة قد وضعت مشروعاً شاملاً للاهتمام وتطوير صناعة الإلكترونيات والمايكرو إلكترونيات على جدول أعمالها.

وخلال لقائه مساء السبت مع مجموعة من أساتذة هندسة الإلكترونيات في الجامعات، أوضح الدكتور محمدرضا عارف أن دور الجامعات خلال العقود الأربعة الماضية كان فريداً رغم المشاكل والصعوبات، مؤكداً أن رواتب ومزايا الأساتذة والأساتذة المساعدين لا تكفي نظراً لدورهم المهم في تطوير العلم والتكنولوجيا في البلاد، وأن الحكومة الرابعة عشرة تعتبر تنظيم أوضاعهم المعيشية من مهامها.

 

وأشار النائب الأول لرئيس الجمهورية إلى بعض النهج والرؤى غير الصحيحة تجاه التخصصات الهندسية التقنية، والتي ركزت فقط على جانب من إمكانيات هذه التخصصات في مطلع الثمانينيات، وقال: في العقود الوسطى للثورة الإسلامية، حظي دور الجامعات في تطوير العلم والتكنولوجيا وبعض التخصصات مثل الإلكترونيات الدقيقة والإلكترونيات باهتمام أكبر. وأضاف: بسبب شعارات وهوية الثورة الإسلامية وتعريض مصالحها في العالم للخطر، كان لاستكبار العالم وأعداء الثورة الإسلامية عداء تجاهها على مدى العقود الماضية، ويتآمرون ضدّ الجمهورية الإسلامية الإيرانية، مؤكداً أن “الحرب الـ12 يوماً حققت إنجازات قيّمة للبلاد، حيث كانت هذه الحرب المفروضة معركة علم ضد علم، وكنّا الأقوى في المجالات التي أولينا فيها أهمية للعلم والتكنولوجيا”.

 

وقال الدكتور عارف: في عالم اليوم، يمتلك العلم والتكنولوجيا، خاصة التكنولوجيا المتقدمة والعالية، الكلمة الأولى والأخيرة في جميع المجالات. وأشار إلى “أننا نواجه ثنائية الثورة الإسلامية والفكر الصهيوني، والتي تمثل الحق ضدّ الباطل والمظلوم ضد الظالم”، مؤكداً أن “جبهة الظلم بدأت إجراءاتها ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية في الميدان، ويجب أن نكون مستعدين بالكامل لمواجهتها”.

 

 

 تعزيز قدرات البلاد في التكنولوجيات الناعمة

 

 

وأكّد النائب الأول لرئيس الجمهورية على ضرورة تعزيز قدرات البلاد في التكنولوجيات الناعمة، نظراً للقوى البشرية المتعلمة والشباب الموهوبين مقارنة بالتكنولوجيات الكلاسيكية، وأوضح: بدأت البلاد أنشطتها في التكنولوجيات المتقدمة منذ العقد الأول من الألفية الثالثة، حيث وصلنا إلى وضع مستقر، وشكّلت تكنولوجيا النانو نموذجاً وتجربة ناجحة لهذه الرؤية.

 

وأشار عارف إلى أن “علينا في مجال التكنولوجيات المتقدمة تحقيق الهدف المتمثل في الوصول إلى المركز الأول إقليمياً كما هو وارد في وثيقة الرؤية”، مُذكّراً بأن ميزة البلاد تكمن في القوى البشرية والشباب المتعلم وليس في الموارد تحت الأرضية، لأن حرب اليوم وموازين القوى بين الدول في العالم تقوم على القوة الناعمة، حيث يجب تحديد مكانة صناعة الإلكترونيات والإلكترونيات الدقيقة للبلاد في هذا المضمار. وأضاف: يجب تعويض التقصيرات في تطوير صناعة الإلكترونيات لأن ليس لدينا خيار آخر، ربما قبل خمسة أشهر لم يُدرك أحد في البلاد أهمية تخصص الإلكترونيات والإلكترونيات الدقيقة؛ لكن بعد حرب الـ12 يوماً، أصبحت أهمية الاهتمام بهذا التخصص أكثر وضوحاً وجلاءً.

 

 

 البلاد بحاجة إلى قفزة في الفكر العلمي

 

 

وأكّد النائب الأول لرئيس الجمهورية: اليوم تحتاج البلاد إلى تحول وقفزة في الفكر العلمي، حيث يجب أن نستثمر في تطوير التكنولوجيات المتقدمة، وأن يشعر الطلاب والنخب النشطاء في هذا القطاع بالطمأنينة لأوضاعهم المعيشية. وتابع: نظراً لنهج رئيس الجمهورية والحكومة الرابعة عشرة تجاه العلم والتكنولوجيا، فإننا نواجه أفضل الظروف للتقدم في هذا المجال.

 

وأكّد الدكتور عارف على أن الأكاديميين يجب أن يلعبوا دوراً قيادياً ورائداً أكثر من أي وقت مضى، موضحاً: كانت الأولوية في الثمانينيات هي إعداد القوى البشرية؛ لكن اليوم فإن الاستراتيجية الأساسية للبلاد هي التكنولوجيات الحديثة، ويجب على الجامعات، من خلال تحويل النهج والرؤية من التعليم الكلاسيكي إلى جامعات الجيل الثالث والرابع، أن تتحرك لتتمكن من تلبية احتياجات البلاد.

 

وأشار النائب الأول لرئيس الجمهورية إلى التخطيط والمشروع الشامل للحكومة للاهتمام وتطوير صناعة الإلكترونيات والمايكرو إلكترونيات، مؤكداً: تُعدّ صناعة الإلكترونيات والمايكرو إلكترونيات أحد القطاعات المهمة التي يجب الاهتمام بها أكثر من أي وقت مضى لتلبية الاحتياجات الاستراتيجية وتحقيق أهداف وثيقة الرؤية.

 

وطلب الدكتور عارف من أساتذة هندسة الإلكترونيات، إلى جانب متابعة البرامج والمشاريع البحثية، تقديم المقترحات والحلول والآليات اللازمة لتطوير تكنولوجيات الإلكترونيات والإلكترونيات الدقيقة. وأضاف: بناءً على تجربة النانو، توصلنا في مجال الذكاء الاصطناعي إلى ضرورة تشكيل هيئة استراتيجية دون تدخل في الشؤون التنفيذية، تكون بمثابة كيان داعم بحت، مع تقسيم العمل الوطني ومشاركة وموافقة جميع الأكاديميين والنخب، حتى تتصدر الجامعات المشهد في مجال الذكاء الاصطناعي، وتكون مهمة الحكومة هي الدعم. وتابع: حتى الآن، تم تشكيل هيئتين في الحكومة في مجالات التكنولوجيا المتقدمة، حيث تم تكليف الأمانة العامة لهذه الهيئات لنيابة الرئيس للشؤون العلمية والتكنولوجية، ورئاستها إما لرئيس الجمهورية أو النائب الأول لرئيس الجمهورية، مما يعكس أهمية واهتمام الحكومة بالتكنولوجيات المتقدمة.

 

وأكّد الدكتور عارف على أن الظروف والبيئة مناسبة تماماً لتعويض التأخر في التكنولوجيات المتقدمة، مضيفاً: تخطيط الحكومة لتشكيل هيئات مختلفة في مجال العلم والتكنولوجيا يتم بطريقة تضمن عدم تأثر هذه الهيئات بالتغيرات الإدارية في البلاد، وأن نعمل على هذه القضايا بشكل منهجي وعلمي.

 

 أهمية التعاون الدولي في مجال التكنولوجيات

 

وأشار النائب الأول لرئيس الجمهورية إلى أهمية التعاون الدولي والإقليمي في مجال التكنولوجيات، قائلاً: إن الحكومة مستعدة لتوفير جميع الظروف اللازمة لتعزيز مشاركة القطاع الأكاديمي في البلاد في زيادة التواصل العلمي مع دول المنطقة، بما في ذلك الاتحاد الأوراسي، نظراً لإعلان هذه الدول استعدادها للتعاون العلمي مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

 

هذا وتم خلال الاجتماع، بعد تقديم تقرير عن الوضع العالمي لصناعة الإلكترونيات، التأكيد على ضرورة التركيز على المشاريع الدراسية والتطبيقية في هذا المجال وتوفير ظروف النشاط والإمكانيات البحثية.

 

كما قدّم أساتذة هندسة الإلكترونيات آراءهم ورؤاهم في إعداد برنامج متماسك بأهداف واضحة وإدارة موحدة لتحول جوهري في صناعة الإلكترونيات في مختلف القطاعات.

 

المصدر: الوفاق