المدير العام للشؤون الثقافية في بلدية طهران يتحدث للوفاق

طهران تحتفي بالثقافة.. أسبوع من السرد، الفن، والهوية

خاص الوفاق: زيبائي نجاد: أسبوع طهران يُقام هذا العام تحت شعار «طهران المحبوبة»، ويتضمن فعاليات رئيسية مثل أداء «نشيد طهران»، موسيقى الشعوب، عروض الدمى، مسابقات للمراهقين، عروض الألعاب النارية وغيرها.

موناسادات خواسته

في طهران، لا تُروى الحكايات بالكلمات فقط، بل تُكتب على جدران البيوت-المتاحف، وتُعرض في ساحات المدينة، وتُنشد في مخيمات الأطفال، وتُرسم على وجوه الناس. أسبوع الثقافة في العاصمة لم يكن مجرد احتفال، بل مشروعاً حياً لإعادة وصل المدينة بتاريخها، وسكانها، وفنّها. تُقام فعالية «أسبوع طهران» تحت شعار «طهران المحبوبة» من 6 حتى 15 أكتوبر، بفعاليات ثقافية متنوعة.

 

 

في قلب هذا الحراك، أجرينا حواراً مع السيد «مصطفى زيبائي نجاد»، المدير العام للشؤون الثقافية في بلدية طهران، الذي كشف لنا عن رؤية ثقافية جديدة تتجاوز الفعاليات الموسمية، لتؤسس لنهجٍ يضع المواطن في مركز الفعل الثقافي، ويحوّل الشارع إلى معرض، والمناسبة إلى منصة للوعي والأمل.

 

 

من مهرجان غدير الكيلومتري إلى خيمة الفن الحسيني، ومن تمثال «آرش كمانغير» إلى عروض الأنيميشن في المترو، تتعدد الصور، لكن الرسالة واحدة: طهران ليست مدينة إسمنتية، بل بيتٌ كبيرٌ للثقافة، يسكنه الناس، وتتنفس فيه الذاكرة. وفيما يلي نص الحوار ونبذة عن البرامج التي تقام:

 
 

«أسبوع طهران»؛ احتفاء بالهوية الثقافية للعاصمة

 

 

 

بداية، تحدث السيد مصطفى زيبائي نجاد، عن أسبوع طهران الذي يُقام هذا العام تحت عنوان «طهران المحبوبة» قائلاً: هذا العام، يتم عرض أسبوع الثقافة في طهران بشكل خاص، حيث أُعدّت برامج موسعة تشمل الجولات الثقافية، والحدائق، المتاحف، والأماكن الحيوية مثل المترو والحافلات والحدائق العامة.

 

ويتابع: يُقام هذا الأسبوع بهدف توضيح وعرض الهوية الأصيلة لطهران، والتعريف بمفاخرها، وأبطالها، ومثقفيها، ومعالمها التاريخية، وبهدف إدخال البهجة إلى حياة المواطنين، وتعزيز الأمل في نفوس الشباب والعائلات، والمساهمة في تقدم إيران.

 

 

وأشار إلى إتساع نطاق هذه الفعاليات في أنحاء المدينة، موضحاً أن برامج هذا الأسبوع تُقام في 44 نقطة في جميع مناطق طهران، حيث تستضيف كل منطقة عروضاً فنية عبر منصات ثابتة أو متنقلة في الأماكن المزدحمة، تشمل عروض موسيقى الشعوب، أناشيد ميدانية، عرض مسارح الشارع، عروض كوميديا ارتجالية، بث مقاطع تعريفية بالهوية، وبرامج ترفيهية متنوعة للعائلات.

 

 

وأوضح زيبائي نجاد أن أسبوع طهران يُقام هذا العام تحت شعار «طهران المحبوبة»، ويتضمن فعاليات رئيسية مثل أداء «نشيد طهران»، موسيقى الشعوب، عروض الدمى، مسابقات للمراهقين، عروض الألعاب النارية، ونقاط ضيافة، وتُنفذ هذه البرامج يومياً في الساحات والحدائق المختارة في العاصمة.

 

وأضاف أن مختلف أقسام بلدية طهران أعدّت مجموعة واسعة من البرامج الثقافية والفنية والاجتماعية في أنحاء المدينة، احتفاءً بهذا الأسبوع، ليكون مهرجاناً حضرياً شاملاً لجميع سكان طهران.

 

وتابع: حاولنا أن يتمكن كل مواطن، في أي نقطة من طهران، تجربة جانب من الثقافة والفن والبهجة الحضرية خلال هذا الأسبوع. وقد تم التخطيط لتنفيذ البرامج في شمال وجنوب وشرق وغرب المدينة، من ساحة «تجريش» و«ونك» إلى ساحة «راه‌آهن» و«حديقة الولاية».

 

وأكد زيبائي نجاد على أن أسبوع الثقافة في طهران يُعد فرصة لتعزيز التآلف والتضامن الإجتماعي، ورفع مستوى البهجة الجماعية، وإبراز الوجه الحقيقي للثقافة الإيرانية الإسلامية، مؤكداً أن جميع البرامج صُممت على أساس القيم الدينية والوطنية والثورية.

 

وأشار إلى أن الفرق الفنية ومجموعات موسيقى الشعوب، وفرق الأناشيد، والعاملين الفنيين، يشاركون بشكل منسق ومنظم في مختلف المناطق، ليمنحوا المدينة خلال هذه الأيام طابعاً ثقافياً نابضاً بالحيوية والحضور الشعبي.

 

تعدد البرامج وروح العمل الجماعي

 

وعن الأنشطة الثقافية في بلدية طهران خلال السنة قال زيبائي نجاد: «الأنشطة الثقافية في بلدية طهران واسعة جداً، فهناك مجموعات كبيرة تعمل وفق برامج متنوعة في مجالات متعددة مثل السياحة، قوافل النور، التعريف بالمفاخر والشخصيات البارزة في المدينة، والفنون التخصصية كالموسيقى والمسرح والسينما والكتاب وغيرها.» كما أُقيمت برامج ثقافية بارزة مثل مهرجان غدير الكيلومتري، مهرجان محبي الإمام الرضا(ع)، وعشرين ليلة من فعاليات برنامج «محرم شهر» في ساحة آزادي، إلى جانب حملات ثقافية مختلفة.

 

وأضاف: الأساس في هذه الدورة كان تبني ثلاثة توجهات رئيسية:

 

الأول: العمل الجماعي بين الأجهزة الثقافية والمجموعات الشعبية.

 

الثاني: إشراك الناس، كما في مهرجان غدير حيث شارك أكثر من 50 ألف متطوع في 300 موكب.

 

الثالث: ابتكار نماذج جديدة، مثل خيمة الأطفال الحسينيين، وخيمة الفن التي تُكتب فيها الكتيبة الحسينية، وسفينة النجاة التي تمزج بين الفن والثقافة، والمستوحاة من حديث النبي(ص): «إنَّ الْحُسین مِصباحُ الْهُدی وسَفینَهُ الْنِّجاة».

 

نموذج ثقافي إيراني-إسلامي متنوع

 

وتابع زيبائي نجاد: بفضل طاقات الناس وتعاون الأجهزة والمجموعات الثقافية، استطعنا تصميم نموذج ثقافي إيراني-إسلامي يحتضن مختلف الأذواق. ومن أبرز مظاهر هذا التنوع، ما نشهده في المناسبات الوطنية والدينية من فعاليات تعريفية بالمفاخر الأدبية والدينية والفنية، مثل نصب التماثيل في أنحاء طهران، وكان آخرها تمثال «آرش كمانغير» في ساحة ونك، الذي تم نصبه في أيام الحرب الصهيونية المفروضة.

 

وأضاف: إقامة المؤتمرات والندوات التذكارية، وتكريم عائلات الشهداء. والإنتاجات الثقافية والفنية والإعلامية، في مجالات السينما، الوثائقيات، الكليبات، الحملات، والرسوم المتحركة مثل «رؤيا شهر» أي «مدينة الأحلام» وغيرها من ضمن النشاطات الثقافية للبلدية وندعم المبادرات الثقافية الشعبية أيضاً.

 

سرد وحياة وفنون حضرية

 

من جهة أخرى ينظم «بيت طهران» سلسلة فعاليات ثقافية وفنية ضمن أسبوع الثقافة، تهدف إلى تعزيز التواصل بين السكان والفضاء الحضري. تشمل الفعاليات «ليالي السرد» التي تستعرض القصص الشعبية، وعروضاً بيئية وأداءات حيّة تجسد الحياة القديمة في العاصمة.

 

 

كما يُقام عرض «خيال الظل» ومعارض صور وندوات تخصصية. بالتعاون مع «بيت الوثائقي»، تُعرض أفلام وثائقية عن معالم طهران، تليها جلسات نقدية. في قصر عين الدولة ومتحف الغرافيك الإيراني، تُعقد ندوات حول العمارة والتخطيط الحضري، إلى جانب ورش ومعارض للحرف والفنون.

 

 

ويستضيف بيت نيما يوشيج ورشاً فنية حول الشعر والصورة. كما تُقام فعاليات حضرية في متحف وليعصر(عج)، وحملة إعلانية ثقافية في ساحات طهران.

 

في نفس السياق وبمناسبة الذكرى التاريخية لإختيار طهران عاصمة لإيران في 6 أكتوبر، أعلن علي طلوعي، المدير العام للتراث الثقافي في طهران، تسجيل هذا اليوم رسمياً كمناسبة وطنية في الملحق الدستوري لعام 1907.

 

 

وتحتفي العاصمة بهذه المناسبة من خلال أسبوع ثقافي حافل بالندوات والفعاليات الفنية والسياحية. تشمل الفعاليات ندوة حول تاريخ طهران، وأخرى عن التنقيبات الأثرية في تلال قيطرية، إضافة إلى عروض وثائقية وندوات عن التصنيع والعمارة. كما تُنظم أنشطة شعبية وتفاعلية مثل لعبة بيئية، مسابقة تصوير، جولات مشي، سباق حضري، وبرنامج للأطفال بعنوان «جولة في طهران».

 

من جهة أخرى في متحف السجاد بطهران تم إزاحة الستار عن واحدة من أروع السجادات التاريخية، نُسجت عام 1965 على يد فنانات قاجاريات في مدرسة للبنات. تتميز السجادة بنقوشها التي تُجسّد طهران والخليج الفارسي، وتُعد وثيقة فنية وطنية.

 

 

وقال مدير المتحف محمد جواد إينانلو: هذه السجادة ليست عملاً فنياً فريداً فحسب، بل هي أيضاً وثيقة تاريخية تُجسّد الهوية الثقافية لطهران، كأنّ نساجيها قد سجّلوا حبّهم للأرض والثقافة الإيرانية في صورة بصرية وشاعرية مع كل عقدة على خيطها.

 

 

طهران؛ بيت للثقافة

 

يُعد أسبوع طهران فرصة لإعادة النظر في مسار النمو الثقافي للعاصمة، وتوسيع النظرة الإنسانية تجاه المدينة. تهدف البرامج المتنوعة لهذا الأسبوع إلى تعزيز ارتباط الناس بالتاريخ، والفن، والحياة اليومية، وتوفير فضاء جديد لتجربة طهران.

 

 

المصدر: الوفاق/ خاص