وأوضح محمد علي دهقان دهنوي، السبت، خلال مؤتمر صحفي بمناسبة الذكرى التاسعة والعشرين لـ”اليوم الوطني للتصدير”: أن العام الماضي كان عامًا استثنائيًا وغير مسبوق في تاريخ الصادرات غير النفطية الإيرانية، إذ وصلت قيمتها إلى 57 مليار دولار، مسجّلة نموًا بنسبة 8/15% مقارنة بالعام الذي سبقه.
وأشار دهقان دهنوي إلى أن “قيمة الصادرات غير النفطية في النصف الأول من العام الماضي كانت قد بلغت 25 مليارًا و922 مليون دولار، بينما حققت في النصف الأول من العام الجاري 25 مليارًا و944 مليون دولار، أي ما يعادل تقريبًا المستوى نفسه من حيث القيمة؛ لكن بزيادة وزنية قدرها 6%”.
وبيّن رئيس منظمة تنمية التجارة أن “الأشهر الأولى من هذا العام شهدت تراجعًا مؤقتًا في وتيرة الصادرات نتيجة أحداث مثل الحرب العدوانية الصهيونية التي استمرت 12 يومًا ضد إيران، والانفجار في ميناء الشهيد رجائي، ومشكلة نقص الطاقة، إلا أن الأداء عاد للتحسن في الأشهر التالية، ما عوّض ذلك الانخفاض الأولي”.
تصدير المنتجات الزراعية إلى 80 دولة
من القمح إلى الدجاج والبيض، لا تلبي إيران اليوم الاحتياجات المحلية فحسب، بل تصدر منتجاتها أيضًا إلى أكثر من 80 دولة حول العالم؛ قفزة خمسة أضعاف في الإنتاج الزراعي على مدى أربعة عقود تُظهر الصورة الحقيقية لـ”إيران القوية”.
رسّخت إيران مكانتها كلاعب رئيسي في سوق الغذاء العالمي من خلال تسجيل نمو ملحوظ في الإنتاج الزراعي.
ووفقًا لإحصاءات وزارة الجهاد الزراعي، بلغ الإنتاج الزراعي في إيران 125 مليون طن، وتُقدّر حصة القطاع الزراعي من الناتج المحلي الإجمالي بنحو 12%، أي ما يعادل 145 مليار دولار، وفقًا لتقرير منظمة الأغذية والزراعة “الفاو”.
وتُعدّ هذه الأرقام مؤشرًا واضحًا على مكانة إيران في السوق العالمية وقوتها الاقتصادية. ووفقًا لمنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة، تُعدّ إيران اليوم من بين أكبر 14 دولة منتجة للقمح في العالم، ومن بين أكبر 10 دول في العالم في إنتاج الدجاج والبيض. وتُعزى هذه النجاحات إلى مزيج من تأثير العلوم الزراعية الحديثة، والاستثمارات الحكومية، والجهود الحثيثة للمزارعين.
وقال مجيد آنجفي، مساعد وزير الجهاد الزراعي: لقد تمكّنت إيران من زيادة إنتاجها من 25 مليون طن في بداية الثورة إلى 125 مليون طن من خلال استخدام التقنيات المتقدمة والمعرفة المحلية، وهي قفزة نوعية تُجسّد التخطيط المُستهدف والتنمية المستدامة.
ومن أبرز الإنجازات التواجد الواسع للمنتجات الزراعية الإيرانية في السوق العالمية. تُصدّر إيران منتجاتها إلى أكثر من 80 دولة، مما يُسهم في استقرار الوضع الاقتصادي للبلاد، ويُبرز جودة المنتجات الإيرانية وقدرتها التنافسية على المستوى الدولي.
ويرى الخبراء أن هذه النجاحات تُجسّد نموذجًا يُحتذى به في التنمية المستدامة والإدارة الفعّالة للموارد الزراعية في دولة نامية.
ويُظهر التحليل العالمي أن إيران استطاعت أن تكون نموذجًا يُحتذى به في ضمان الأمن الغذائي وزيادة الإنتاجية بين دول المنطقة وحتى بعض القوى الاقتصادية. إن الحصة العالية للقطاع الزراعي في الناتج المحلي الإجمالي، ونمو الإنتاج، والصادرات الواسعة هي المكونات التي حوّلت إيران إلى قوة زراعية ناشئة.
ووفقًا لمساعد وزير الجهاد الزراعي، فإن استخدام المعرفة والتكنولوجيا، إلى جانب الدعم الحكومي وجهود المزارعين، هو مفتاح نجاح إيران في الزراعة. فالبلاد الآن لا تلبي احتياجاتها المحلية فحسب، بل تُظهر أيضًا، من خلال حضورها النشط في السوق العالمية، أنها يمكن أن تلعب دورًا حاسمًا في سلسلة إمدادات الغذاء العالمية.
وتقدّم نجاحات إيران في الإنتاج والصادرات صورة واضحة لـ”إيران القوية”؛ وهي دولة تمكنت من ترسيخ مكانتها بين القوى الاقتصادية والزراعية في العالم من خلال الإدارة الذكية واستخدام المعرفة الحديثة.
نمو إيران المستمر
إن إنتاج 125 مليون طن من المنتجات الزراعية، وصادراتها الواسعة، ومكانتها الرائدة في إنتاج القمح والدجاج والبيض، كلها دلائل على نمو إيران المستمر، وتنميتها المستدامة، ومكانتها الوطنية الرائدة على الساحة العالمية.
ومن خلال الجمع بين التكنولوجيا ورأس المال البشري والدعم الحكومي، قدمت إيران نموذجًا يُحتذى به لدول المنطقة والعالم، مُثبتةً أن الدول النامية قادرة، من خلال التخطيط الذكي والتركيز على القطاعات الاقتصادية الرئيسية، على ضمان الأمن الغذائي المحلي والتمتع بحضور قوي في السوق العالمية.