وانطلقت يوم الاحد أعمال الدورة الثامنة للمؤتمر الدولي “التضامن مع الأطفال والناشئة الفلسطينيين”، والاحتفاء بذكرى استشهاد الفتى الفلسطيني “محمد الدرة”، والدفاع المقدس لمدة 12 يوماً، في مركز إقامة المؤتمرات الدولية الاسلامية بطهران، وذلك بحضور شخصيات سياسية وثقافية من أكثر من 30 دولة في أنحاء العالم، الى جانب ضيوف محلیين؛ وبما يشمل شخصيات سياسية رفيعة المستوى من ايران وخبراء وناشطين ومنظمات غير حكومية ومعنيين بالدفاع عن “قضية فلسطين” وتطلعات شعبها المقاوم.
وفي هذا المؤتمر الدولي، أشار حجة الإسلام أختري إلى أن الدورة الثامنة لهذه القمة تنعقد في الوقت الذي يعود فيه الشعب الفلسطيني ومقاوموه إلى ديارهم حاملين أسلحتهم، قائلاً: في بداية عملية “طوفان الأقصى” أعلنا دعمنا وتأييدنا للشعب الفلسطيني ومقاومته. وأضاف: اليوم، بعد التوصل إلى اتفاقٍ، والذي يُعد استسلاماً ذليلاً من قبل الكيان الصهيوني المجرم والمرتكب للإبادة الجماعية أمام المقاومة، نشهد أن جميع الادعاءات الباطلة والخيالات والأكاذيب التي استخدمها هذا الكيان لخداع العالم قد انكشفت بعد عامين وتبددت.
*كره العالم ونفوره من الكيان الصهيوني
ومضى حجة الاسلام أختري يقول: انه اليوم، بلغ كره العالم ونفوره من الكيان الصهيوني المحتل ذروته، لدرجة أنه يمكن القول أن العالم بأسره قد ثار ضد الكيان الصهيوني، وإن الكيان المحتل للقدس وجد نفسه في عزلةٍ دولية رهيبة.
واستطرد موضحاً: ان هذه العزلة تأتي بالإضافة إلى الخسائر الفادحة التي لا تُعوَّض، والهزائم العسكرية المهينة، وفقدان الكثير من الإمكانيات العسكرية. مشيراً إلى أن اليوم يقف الكيان الصهيوني في عزلةٍ دولية، وترفع جميع الشعوب شعاراتها ضد الكيان الصهيوني المحتل وداعميه في العالم، وهذا يُعد شرفاً عظيماً للمقاومة.
ونوّه حجة الإسلام أختري الى الآيات القرآنية التي تحث على المقاومة والثبات وعدم التراجع، قائلاً: كما أمرنا الله تعالى في كتابه الكريم “يٰا أَيُّهَا اَلَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اَللهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدٰامَكُمْ” والتي تدعو للوقوف والثبات بوجه العدو، وعدم التراجع ونصرة الله عز وجل الله، لتحقيق النصر. وأضاف: أطلب من جميع الضيوف ومن الشعب الإيراني الكريم جميعاً، أن نبذل قصارى جهدنا لدعم أهل غزة، ونعمل معاً لإعادة إعمار الجامعات والمستشفيات، وبناء البنية التحتية لتوفير المياه والكهرباء والخبز والغذاء للشعب الفلسطيني.
*القدومي: الشعب الفلسطيني فقد ثقته بالمنظمات الدولية
من جانبه، أكد ممثل حركة حماس في إيران خالد القدومي، في كلمة له خلال المراسم، أن الشعب الفلسطيني فقد ثقته بالمنظمات الدولية، مؤكداً: لن نسمح بسحب السلاح من أيدينا وأعلنا خطوطاً حمراء، وقلنا يجب فتح المعابر ويجب على الکیان الصهيوني الرحيل. وقال القدومي: اليوم يصادف مرور عامين على الجهاد والكفاح وعلى عملية طوفان الأقصى المباركة والمرحلة التاريخية من النضال ضد الكيان الصهيوني.
وأكد بالقول: إن الكيان الصهيوني هو السبب الرئيسي لعدم الاستقرار في العالم وأن العالم أدرك ذلك، وقال: شعبنا البطل في فلسطين وغزة يقف بفخر واعتزاز، وهذه العملية العظيمة سجلت ملحمة عظيمة هزمت هذا الكيان المحتل في حرب وجودية.
وفي إشارة إلى بثّ وسائل الإعلام الفرنسية صورة محمد الدرة، قال: “لكنهم لم يروا الجرائم التي تُرتكب في غزة. لقد تعرّض الکیان الصهيوني للذل من خلال عملية طوفان الأقصى”.
وخاطب ممثلي 33 دولة حضرت المؤتمر، مؤكدًا أن الحرب لم تنتهِ وما زالت مستمرة، وقال: معاناة شعبنا في غزة مستمرة. واليوم، لمساعدة الشعب الفلسطيني، علينا البقاء في الشوارع ورفع اسم فلسطين عاليًا. فلسطين ليست مجرد جغرافيا، بل فكرة عالمية تتحدث عن المقاومة وحماس. ما دام أبناؤنا يرفعون راية الحرية والنصر، فحماس باقية. وأكد ممثل حماس في طهران: “المقاومة موجودة في الميدان ومسلحة، وسنكون حاضرين حتى تحرير آخر شبر من أرضنا”.
وتابع: الشهيد السيد حسن نصر الله كان بحق شهيد طوفان الأقصى وكذلك شهداء حرب الاثني عشر يوما، وإخواننا العظماء الذين ضحوا بحياتهم من أجل فلسطين، نشكرهم جميعًا ونشكر الإخوة الذين بقوا معنا وأحرار العالم الذين غيروا وجه العالم والذين قدموا عبر أسطول الصمود.