خلال مؤتمره الصحفي الاسبوعي؛

بقائي: قرار عدم المشاركة بقمة شرم الشيخ اُتخذ بدقة في اجتماعات خبرائية عُقدت داخل وزارة الخارجية وخارجها

صرح المتحدث باسم وزارة الخارجية:لقد تلقينا دعوة رسمية من رئيس جمهورية مصر العربية موجّهة الى رئيس الجمهورية، وقد أوضحنا القرار الذي اتخذناه بعدم المشاركة. وقد تمّت دراسة جميع جوانب الموضوع بدقة في اجتماعات خبرائية عُقدت داخل وزارة الخارجية وخارجها.

وخلال مؤتمره الصحفي الاسبوعي، اليوم الاثنين، أشار المتحدث باسم الخارجية، اسماعيل بقائي، الى أن “أهم قضية في منطقتنا والشأن الدولي والعالم الإسلامي هي التطورات في غزة وفلسطين المحتلة”، مضيفا:التطورات في غرب آسيا تتطلب ردود فعل وقرارات سريعة وحاسمة. بعد مرور أكثر من 700 يوم من الإبادة الجماعية المستمرة في غزة وفرض الحصار و التجويع على الفلسطينيين، تمّ التوصل في الأيام الأخيرة إلى تفاهم يقضي بوقف الهجمات من قبل الكيان الصهيوني. لقد أوضحنا مواقفنا بشكل جلي وصريح.

 

 

وتابع:على الرغم من أن القصف قد توقف نسبيا، فإننا اليوم نشهد عمق وحدّة الجرائم التي ارتكبت خلال هذين العامين. وتُظهر عمليات رفع الانقاض عدد الفلسطينيين الذين استُشهدوا خلال هذه الفترة بطرق مختلفة.

 

 

وتابع بقائي قائلا: “التجارب التي مرّت بها منطقتنا خلال العقود الماضية، بما في ذلك الخيانات المتكررة من قبل الكيان الصهيوني وخرقه المستمر لوقف إطلاق النار في لبنان، والتي بلغت أكثر من 4500 انتهاك، تقتضي من جميع المهتمين بالسلام أن يظلوا يقظين وحذرين، كي لا يعاود هذا الكيان اتباع عادته القديمة في نقض الاتفاقيات وارتكاب الجرائم.”

 

 

نأمل أن يتم الإفراج عن المواطنة اسفندياري سريعا

 

كما أجاب المتحدث باسم وزارة الخارجية على سؤال آخر من وكالة إرنا حول الاتفاق المبرم مع الحكومة الفرنسية بشأن تبادل السجناء وإطلاق سراح المواطنة الإيرانية “مهديّة أسفندياري” المحتجزة في فرنسا، موضحا:”لقد تمّت تهيئة المستلزمات من جانبنا. ونحن نتابع قضية المواطنة أسفندياري بجدّية، وآمل أن يتمّ الإفراج عنها في أقرب وقت ممكن.”

 

 

رئيس الجمهورية تلقى دعوة رسمية من نظيره المصري لحضور قمة شرم الشيخ

 

 

وحول الغموض المحيط بموقف الجمهورية الإسلامية الإيرانية تجاه قمة شرم الشيخ وما إذا كانت الدعوة قد وصلت من طرف معيّن،قال:”لقد تلقينا دعوة رسمية من رئيس جمهورية مصر العربية موجّهة إلى رئيس الجمهورية، وقد أوضحنا القرار الذي تمّ اتخاذه. وقد تمّت دراسة جميع جوانب المسألة بدقة في الاجتماعات الخبرائية التي عُقدت داخل وزارة الخارجية وخارجها، وتمّ تقييم الإيجابيات والسلبيات المتعلقة بالمشاركة أو عدم المشاركة، وتمّ في النهاية اتخاذ القرار الذي يحقق المصالح الوطنية، وقد تمّ الإعلان عنه.”

 

 

التوتر بين أفغانستان وباكستان قد يترتب عليه تداعيات تتجاوز حدود البلدين

 

 

وردا على سؤال حول ما إذا كانت إيران مستعدة للقيام بوساطة بين باكستان وأفغانستان، قال بقائي:ان أحد المحاور المهمة بالنسبة لنا هو الأمن والاستقرار في البيئة المحيطة بنا. كلٌّ من أفغانستان وباكستان هما جارتانا المسلمتان، ونحن نرى أن أي توتر في العلاقات بين هذين البلدين قد يترتب عليه تداعيات تتجاوز حدودهما.”

 

 

وأضاف:لقد أصدرنا بيانا أمس وأعلنا موقفنا بوضوح، والذي يدعو الطرفين الى الحوار وممارسة ضبط النفس، مشددين على أن الخلافات بين أفغانستان وباكستان يجب أن تُحل عبر الحوار والتفاعل السلمي.”

 

 

مكانة ايران ودورها لا يقتصر على المشاركة أو عدمها في اجتماع دولي

 

 

وردا على سؤال حول تفسير بعض المحللين لغياب إيران عن قمة شرم الشيخ باعتباره دليلا على تراجع دور إيران في تطورات المنطقة، قال بقائي: ” الدور في التطورات الإقليمية والدولية لا يُحدَّد بالمشاركة الحضورية أو عدم المشاركة في حدث ما، بل هو أعمّ وأوسع من ذلك بكثير. قطعا، مكانة ايران ودورها لا يمكن حصرهما أو قياسهما بمجرد الحضور أو الغياب عن اجتماع دولي.”

 

 

وتابع:”خلال العامين الماضيين، كانت إيران من أكثر الدول نشاطا في ممارسة الضغط على الكيان الصهيوني وحلفائه لوقف الإبادة الجماعية. ولقد أجرينا تفاعلات واسعة على المستوى الإقليمي، وعملنا بجهد في إطار الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي، وسنواصل نشاطنا بفعالية، ونحن على يقين بأننا نمتلك التأثير اللازم.”

 

 

 سفراء إيران في دول الترويكا الاوروبية يمارسون مهامهم كالمعتاد

 

 

وحول ما اذا كان سفراء إيران في بريطانيا وفرنسا وألمانيا، الذين تم استدعاؤهم إلى طهران للتشاور، قد عادوا الى مقار مهامهم، قال: ” لقد تم استدعاء سفرائنا للتشاور، وعقدنا اجتماعات متعددة لبحث جوانب العلاقات الثنائية، وبعد إنجاز المهام الموكلة إليهم، عادوا إلى مقارهم وهم يمارسون مهامهم كالمعتاد.”

 

 

بيان الترويكا الأوروبية لا يُظهر حُسن نية أو صدق

 

 

كما تحدّث بقائي حول البيان الأخير الصادر عن الترويكا الأوروبية بشأن إيران،اعتبر بقائي ان هذا البيان ليس بالجديد، بل هو تكرار لمواقف سبق أن اتخذتها هذه الدول في مراحل مختلفة، مضيفا ان هذا البيان يحتوي على عبارات نمطية، بعضها لا أساس له من الصحة، وفي أجزاء أخرى منه لا يُظهر أي حُسن نية أو صدق.”

 

 

وأضاف: ” تأكيدهم على أن إيران لا يجب أن تحصل على سلاح نووي هو في الحقيقة أمرٌ بديهي ومعروف، إذ أن إيران لم تسعَ قط للحصول على سلاح نووي، ولا تمتلك مثل هذا السلاح. كما أن هذه الدول تدّعي دعمها للدبلوماسية، في حين أن العملية الدبلوماسية كانت جارية، وكانوا هم أنفسهم السبب في تعطيلها من خلال سوء استخدام آلية تسوية الخلافات المنصوص عليها في الاتفاق النووي، مما أدى الى وصول العملية الدبلوماسية إلى طريق مسدود.”

 

 

وتابع بقائي قائلا: لذا، يتوجب على الدول الأوروبية أن تثبت استقلاليتها في اتخاذ القرار، وجديّتها، وقدرتها الدبلوماسية، وقوتها في صنع القرار، حتى يُنظر إليها كطرفٍ موثوق به في المفاوضات، سواء لدى الرأي العام الدولي أو لدى الحكومات. وهذه مسؤولية تقع على عاتقها، خاصة في ضوء الإجراءات التي اتخذتها خلال الشهرين أو الثلاثة أشهر الماضية.”

 

 

سوء معاملة الكيان الصهيوني أعضاء اسطول الصمود يعد عملا إرهابيا

 

 

وفي تعليقه على الأنباء المتداولة حول سوء معاملة الكيان الصهيوني لأعضاء “اسطول الصمود”، رأى المتحدث باسم وزارة الخارجية، ان هذا العمل يعد عملا إرهابيا بحد ذاته، فطريقة الاعتداء على هذا الاسطول واعتقال أفراده، إلى جانب التقارير العديدة التي تشير الى تعرضهم للتعذيب وسوء المعاملة، كلها أمور تخضع للمساءلة من منظور حقوق الإنسان. ورغم أن جزءا من المسؤولية يقع على عاتق الدول التي ينتمي إليها هؤلاء الأفراد، إلا أن انتهاك المعايير الدولية يُشكّل مسؤولية دولية، ويجب على الدول أن تطرح هذه القضية في المحافل الدولية.”

 

 

الجوائز ليست معيارا لتحديد من هو صديق للسلام أو مناهض له

 

 

وردا على سؤال حول منح جائزة نوبل للسلام لشخص أعلن صراحة دعمه للإبادة الجماعية في غزة، قال بقائي:” الجوائز لا يمكن أن تكون معيارا لتحديد ما إذا كان شخصٌ ما صديقا للسلام أو مناهضا له. كما أشرتم، فإن العديد من المرشحين لهذه الجوائز لا يمتلكون سجلا واضحا في تعزيز السلام، بل إن بعضهم لديهم سجلات متناقضة تماما مع مفهوم السلام.”

 

 

وأكمل المتحدث باسم الخارجية:”على مر التاريخ، حصل أشخاص على هذه الجائزة أو جوائز مشابهة، كانت سجلاتهم، في أفضل الأحوال، موضع تساؤل كبير.فعند النظر إلى قائمة الحاصلين على هذه الجوائز، نجد أسماء كثيرة، بدءا من قادة الكيان الصهيوني وصولا الى بعض السياسيين الأمريكان الذين لعبوا أدوارا مباشرة في شن الحروب وارتكاب الجرائم. لذلك، إذا وضعنا هذه السجلات جنبا الى جنب، فلن يكون من المستغرب او المستبعد على الإطلاق أن يدّعي بنيامين نتنياهو في العام القادم أنه مرشّح لنيل هذه الجائزة.”

 

 

الدبلوماسية مستمرة

 

 

وحول تصريحات وزير الخارجية في مقابلة تلفزيونية بشأن إمكانية التفاعل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، اوضح بقائي ان الاطراف المقابلة لم تُقَدِّرالفرصة والنهج الذي اعتمدته الجمهورية الإسلامية الإيرانية بحسن نية. مضيفا ان ايران أعلنت بوضوح منذ البداية أنه في حال اتُّخذ أي إجراء عدائي ضدها-كمحاولة إعادة فرض قرارات مجلس الأمن الملغاة- فإن اتفاق القاهرة لن يكون له أية إمكانية أو شروط للتنفيذ.”

 

 

وتابع : لذلك، فإن الأطراف المقابلة، ولا سيما الترويكا الأوروبية، هي السبب الرئيسي في الوضع الراهن. ومع ذلك، وكما سبق أن أوضحتُ من قبل، فالدبلوماسية لا تُغلَق أبدا؛ لكن في الوقت الحالي، وبشكل واضح، لا توجد أي خطط للاتصال أو التفاوض أو عقد اجتماعات في الأيام المقبلة.”

 

 

تجربتنا مريرة مع أمريكا

 

 

وردا على سؤال حول حديث الرئيس الأميركي مجددا عن التعاون مع إيران لدى وصوله إلى الأراضي المحتلة، وما إذا كان من الممكن لإيران التعاون مع واشنطن في هذا المجال، قال:لا يمكن لأي دولة أن تتخذ قرارات دون مراعاة السجلات السابقة وطبيعة التعاملات مع الدول الأخرى.

 

 

واردف ان لدى ايران تجربة مريرة جدا مع الولايات المتحدة، وخلال العقود الماضية -ولا سيما في الأشهر الأربعة أو الخمسة الأخيرة –تعرضت ايران لإعتداءات عسكرية من قبل أمريكا والكيان الصهيوني.

 

 

وتابع:في المستقبل، سننظر بعينٍ واعية ووفق مصالح إيران، وسنقوم بأي قرار ضروري مع أي طرف، شريطة أن يخلص النظام الى أن الدبلوماسية والحوار يخدمان مصالح البلاد.

 

 

سلوك بعض وسائل الإعلام العُمانية لا يليق بالعلاقات الودية بين طهران ومسقط

 

 

كما تحدّث المتحدث باسم وزارة الخارجية حول الاتهامات الموجّهة لإيران بتصدير مياه معدنية ملوثة الى سلطنة عُمان، قائلا:الموضوع لا يتعلق فقط بالمياه الإيرانية، إذ أن جودة المياه المصدرة من إيران معروفة للجميع. المشكلة الأساسية تكمن في تشويه سمعة الشركة الإيرانية التي تضررت بشكل مؤسف في هذا السياق.”

 

 

وأوضح انه تم أمس استدعاء القائم بأعمال السفارة العمانية إلى وزارة الخارجية. لافتا الى انه سبق واثيرت هذه المسألة في اتصالات مع الجهات العُمانية المختصة في مسقط.مضيفا انه في اللقاء الذي عُقد أمس، طلب الطرف العُماني تقديم توضيحات عاجلة، إذ تشير المعلومات الموثوقة التي بحوزة ايران الى أن الحادثة ناتجة عن عمل انتقامي. فقد تم تسميم زجاجة مياه كانت موجودة في المكان، ويبدو أن القضية تحمل طابعا جنائيا وعائليا.

 

 

وأضاف: للأسف، دون إجراء أقل حد من التحقيقات اللازمة، وفور وقوع الحادثة ،التي نعبّرعن أسفنا العميق إزاء وفاة الأشخاص المعنيين بها، سارعت بعض وسائل الإعلام العُمانية الى استنتاجات متسرعة، وادّعت فقط بسبب وجود زجاجة مياه في المكان أن سبب الوفاة ربما كان نتيجة شرب تلك المياه.”

 

 

وأردف:”لقد اتخذت وزارة الخارجية، ولا سيما إدارة الدبلوماسية الاقتصادية التابعة لها، الإجراءات اللازمة في إطار أهدافها لحماية الحقوق التجارية للشركات الإيرانية في الخارج. ونأمل أن تُقدّم السلطات العُمانية في أسرع وقت ممكن التوضيحات اللازمة، وأن يتم تصحيح الوضع بشكل يعيد الاعتبار للشركة الإيرانية المعنية، وكذلك للمسائل التي أثيرت، لأن مثل هذه الوقائع لا تتماشى ولا تليق إطلاقا مع طبيعة العلاقات الودية والثنائية بين البلدين.”

 

 

بعض الدول تحاول فرض سيطرتها على المؤسسات الدولية في مختلف المجالات

 

 

وحول ردود الفعل على انتخاب ممثلي إيران والصين في اللجنة الاستشارية لمجلس حقوق الإنسان،قال :من الغريب حقا أن يُثار كل هذا الجدل إثر انتخاب ممثلي دولتين للانضمام إلى لجنة استشارية تابعة لمجلس حقوق الإنسان. هذه الردود لا تعكس سوى عقلية الهيمنة والنزعة السلطوية الاستبدادية لدى بعض الدول التي تحاول فرض سيطرتها على جميع المؤسسات الدولية في مختلف المجالات.”

 

 

وأضاف:” الجمهورية الإسلامية الإيرانية عضو في الأمم المتحدة وعضو مراقب في مجلس حقوق الإنسان، وبالتالي يحق لها تماما ترشيح ممثليها للمشاركة في أي من هيئات المجلس ذات الصلة. ونحن على يقين بأن مشاركة إيران ودول أخرى مثل الصين ستكون مفيدة وبنّاءة، إذ إن هذا التنوّع سيسهم في خلق رؤية أكثر توازنا إزاء قضايا حقوق الإنسان والمواضيع الدولية الأخرى داخل هذه المؤسسات.”

 

 

تجربة أمريكا في الاتفاق النووي لم تكن نموذجا يُحتذى به للتفاوض حول قضايا أخرى

 

 

وردا على سؤال آخر حول إمكانية التعاون بين إيران والولايات المتحدة في القضايا الإقليمية، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية:”أظهر السجل التاريخي للإدارات الأمريكية المتعاقبة أن حكومات الولايات المتحدة المختلفة اتسمت دائما بنظرة أحادية الجانب واستبدادية تجاه المحادثات بين إيران وأمريكا. ولطالما أكدنا أن التجربة هي أفضل معيار لتحديد المسار المستقبلي.”

 

 

وتابع بقائي:”لقد توصلنا الى تفاهم مع الطرف المقابل حول قضية محددة، وهي القضية النووية؛ وهذه حقيقة لا يمكن لأحد إنكارها. لكن السؤال الأهم هو: كيف كان أداء الطرف الآخر؟ هل يستطيع أحد أن يدّعي أن تجربة الاتفاق النووي كانت ناجحة ومشرقة لدرجة تؤهلها لأن تكون نموذجا للتفاعل والتفاوض حول قضايا أخرى؟ أعتقد أن الجواب على هذا السؤال هو قطعا بالنفي.”

 

 

من الضروري الحفاظ على اليقظة تجاه الكيان الصهيوني

 

 

كما ردّ بقائي على سؤال حول تصريحات الرئيس الروسي بشأن نقل رسالة من جانب الكيان الصهيوني الى إيران، قائلا:نحن نستمع إلى نصائح أصدقائنا، ونراقب التطورات بعينٍ واعية. ونظرا لتاريخ الخداع والغدر من جانب الكيان الصهيوني، نرى أنه من الضروري الحفاظ على يقظتنا على جميع المستويات، بما في ذلك المستوى الدفاعي.”

 

 

من وجهة نظر ايران يجب أن ينتهي قرار مجلس الأمن رقم 2231 في موعده المحدد

 

 

وردّ المتحدث باسم وزارة الخارجية على سؤال حول موعد انتهاء القرار 2231، قائلا:الـ18 من تشرين الاول/ أكتوبر 2025، هو التاريخ المحدد لانتهاء القرار 2231 وجميع القيود الواردة فيه. ونحن نرى أنه يجب أن ينتهي هذا القرار في موعده المحدد.وانه من المهم التذكير بأن مجلس الأمن الدولي لم يتخذ أي قرار جديد؛ وما يُطرح تحت عنوان إعادة تفعيل قرارات مجلس الأمن الملغاة، هو في الحقيقة نتيجة إجراء اتخذته الترويكا الأوروبية.

 

 

وأوضح: نذكّر أيضا بأن القرارات الخمسة التي اعتمدت بالإجماع بين عامَي 2006 و2010 حول الملف النووي الإيراني -أي بموافقة جميع الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن- يُزعم الآن من قبل الترويكا الأوروبية الثلاث أنها ستعاد تفعيلها. لكن هذا الإجراء واجه معارضة صريحة من الصين وروسيا. لذلك، فمن الناحية القانونية نشهد نوعا من الفوضى، وتقع مسؤولية هذا الوضع على عاتق الدول الاوروبية الثلاث التي أطلقت هذه الآلية.

 

 

وأضاف:وبما أن هذا الإجراء غير قانوني ويتعارض مع الأطر المعتمدة في الاتفاق النووي والقرار 2231، فإننا نتوقع من الدول الأخرى أن تمتنع عن تنفيذه. وقد تمّ بالفعل توجيه مواقف روسيا والصين بهذا الخصوص إلى الأمانة العامة للأمم المتحدة.

 

وبيّن انه من وجهة نظر الجمهورية الإسلامية الإيرانية، يجب أن ينتهي القرار 2231 في موعده المحدد، ولا ينبغي أن يكون للإجراء الذي اتخذته الترويكا الأوروبية والذي يهدف إلى فرض مصالحها السياسية على مجلس الأمن ،أي أثر قانوني أو عملي.

 

 

إيران تؤمن بأن الاستقرار يتحقق عبر التنسيق الإقليمي

 

كما تحدّث بقائي حول القمة الثلاثية بين إيران وأذربيجان وروسيا، معتبرا اياها إحدى الآليات التي تم تشكيلها، إلى جانب أطر إقليمية أخرى، لإجراء المشاورات والتنسيق حول طيف واسع من القضايا، من الاقتصادية والتجارية إلى الأمنية، موضحا ان هذا يعكس الأهمية التي توليها إيران وجاراتها لتعزيز الاستقرار والأمن من خلال التنسيق الإقليمي.

 

 

واشنطن تتّبع نظرة أحادية وهيمنة تجاه القضايا الإيرانية–الأمريكية

 

 

وردا على سؤال حول سبب عدم استعداد إيران لإبرام اتفاق شامل مع الغرب، رغم توقيعها اتفاقات شاملة مع دول مثل الصين وروسيا، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية:في أي تفاعل دبلوماسي أو مفاوضات، لا يمكن التوصل إلى تفاهم أو اتفاق ما لم يعترف الأطراف المتفاوضون بحقوق بعضهم البعض الأساسية. وإذا كان المقصود تحديدا الولايات المتحدة، فقد أظهرت سجلات إداراتها المتعاقبة أنها تتّبع نظرة أحادية وهيمنة تجاه القضايا الإيرانية-الأمريكية.”

 

 

وأضاف:لقد توصلنا إلى تفاهم مع الطرف المقابل حول قضية واحدة، وهي القضية النووية، لكن كيف كان أداؤهم؟ هل يستطيع أحد أن يدّعي أن تجربة الاتفاق النووي كانت ناجحة بحيث تُعتبر نموذجا يُحتذى به في قضايا أخرى؟”

 

 

اعتماد اتفاقية مكافحة تمويل الإرهاب (CFT) يتخذ بناء على حساب دقيق للمصالح الوطنية

 

 

وردا على سؤال حول التقارير التي تفيد بتوصية الصين باعتماد اتفاقية مكافحة تمويل الإرهاب (CFT)، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية: نحن نتخذ قراراتنا بناء على اهتماماتنا ومصالحنا الوطنية. لقد كانت اتفاقية مكافحة الجريمة المنظمة عبر الوطنية واتفاقية مكافحة تمويل الإرهاب من الوثائق الدولية المهمة المدرجة على جدول أعمال الجمهورية الإسلامية الإيرانية منذ فترة طويلة، وتم اتخاذ القرار بشأنها في النهاية وفقا لمصالح البلاد.”

 

 

وتابع: “من الطبيعي أن يكون لهذا القرار آثار إيجابية جانبية، خاصة في تسهيل العلاقات والتفاعلات الاقتصادية والمصرفية والتجارية مع الدول الأخرى. وقد قدّمت العديد من الدول توصيات مشابهة لتسهيل التعاون الاقتصادي مع إيران. ومع ذلك، فإن القرار النهائي بشأن مثل هذه القضايا يُتخذ من قِبلنا بناء على تقييم دقيق للمنافع والخسائر والمصالح الوطنية.”

 

 

الحرب الإعلامية والمعرفية ضد إيران نُفّذت بالتوازي مع العدوان العسكري

 

 

كما علّق المتحدث باسم وزارة الخارجية على الادعاءات الإعلامية الغربية ضد إيران، قائلا: ما أعلنته وسائل الإعلام الغربية كان أمرا واضحا لنا منذ البداية. لقد كان جليا لنا أن هناك حملة إعلامية مركبة وحربا معرفية ضد إيران تم تخطيطها وتنفيذها بالتوازي مع العدوان العسكري للعدو الصهيوني. والهدف منها كان فرض روايات مغلوطة تماما عن الواقع، وخلق غطاء وهمي للكيان الصهيوني، وزرع الفتنة في الرأي العام الإيراني.”

 

 

وأضاف:الآن، ما كنا قد أوضحناه مرارا عبر وسائل إعلامنا ومسؤولينا، وحذرنا منه سابقا، أصبح اليوم موثّقا ومعلنا من قبل وسائل الإعلام الغربية نفسها. وهذا يدل على أن الكيان الصهيوني لا يتحمّل بأي حال من الأحوال أي نقد أو احتجاج أو معارضة لسياساته، حتى في المجتمعات الغربية بل وحتى في أمريكا.”

 

 

وأشار بقائي إلى أن ثمة حملة مستهدفة جارية لتقويض الأفراد ووسائل الإعلام التي تحاول تقديم رواية متوازنة عن تطورات المنطقة. وللأسف، تم استخدام الإعلام كأداة رئيسية في هذه الحرب المعرفية ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية ودول المنطقة.

 

 

إيران وروسيا والصين في مشاورات مستمرة

 

 

وردا على سؤال حول الإجراءات العملية التي اتخذتها الصين وروسيا لمواجهة إعادة فرض عقوبات مجلس الأمن على إيران، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية:المثال الأوضح على الإجراء العملي من هذين البلدين هو المواقف الصريحة التي اتخذوها على مستوى مجلس الأمن، والتي تم التعبير عنها بشكل رسمي من خلال الرسالة الثلاثية المشتركة الموجّهة من إيران وروسيا والصين إلى مجلس الأمن. لو لم تكن هذه الدول  مقتنعة بهذا الموقف، لما اتخذت موقفا علنيا بهذا الوضوح.”

 

 

وأضاف:من الطبيعي أن تُظهر هذه المواقف العلنية والمستندة الى أسس قانونية آثارها العملية، سواء من حيث الحفاظ على العلاقات الثنائية (ايران والصين/ايران وروسيا) وتوسيعها في جميع المجالات ذات الأهمية المشتركة للبلدين. نحن نجري مشاورات مستمرة، وواثقون من أن علاقاتنا في مختلف المجالات لن تتأثر سلبا بهذا الحدث.”

 

 

على الترويكا الأوروبية أن تثبت أنها طرف موثوق في الدبلوماسية

 

 

وردا على سؤال حول مستقبل المفاوضات والعلاقات بين إيران وأوروبا، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية:لا يمكن التنبؤ بما سيحدث في المستقبل، لكن من المؤكد أن التجربة هي أفضل معلّم في كل مجال، بما في ذلك الدبلوماسية. تجربتنا على مدى عشر سنوات في تنفيذ الاتفاق النووي أظهرت أن الدول الأوروبية الثلاث أخفقت بشكل كبير في الوفاء بالتزاماتها بموجب خطة العمل المشترك الشاملة.”

 

 

وأكمل:الأمر الأسوأ هو الإجراء الذي اتخذوه خلال الشهرين الماضيين، أي سوء استخدام آلية تسوية الخلافات في الاتفاق النووي لإعادة تفعيل قرارات مجلس الأمن الملغاة. هذا الإجراء لا يستند إلى أي مبرر قانوني أو منطقي أو أخلاقي.

 

وعليه تابع بقائي :أن المسؤولية تقع الآن على عاتق الترويكا الأوروبية ، ليس فقط لإعادة النظر في سياساتها، بل أيضا لإثبات أمام المجتمع الدولي -وليس أمام إيران فحسب-أنها طرف موثوق وذات مصداقية في ميادين المفاوضات والدبلوماسية متعددة الأطراف.

 

 

طالما لم يُحقّق الشعب الفلسطيني حقه في تقرير المصير، ستستمر المشاكل في المنطقة

 

 

وردا على سؤال حول خطة دونالد ترامب لمستقبل غزة وفشل الخطط السابقة في إنصاف الشعب الفلسطيني، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية:السبب الواضح هو أن جميع هذه الخطط إما تجاهلت جوهر المشكلة أو عرضته بشكل مضلل. فالسبب الجذري للقضية الفلسطينية ليس سوى الاحتلال والظلم الذي يمارسه الكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني، وهوالظلم الذي بدأ منذ تأسيس هذا الكيان، بل حتى قبل ذلك، منذ عام 1947 وما قبله.”

 

 

وأضاف:لذلك، طالما لم يُعالج السبب الحقيقي للمشكلة، أي إحقاق حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، فللأسف سنظل نشهد استمرار هذه المشكلة في منطقتنا، بل وستظل تلقي بظلالها على المستوى العالمي.”

 

 

أبلغنا الدول المجاورة بالأدلة على العمليات الإرهابية التي تستغل أراضيها

 

 

وردا على سؤال حول بعض الأعمال الإرهابية ضد إيران التي تُنفذ باستخدام أراضي الدول المجاورة، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية:بالطبع، تم التحقيق في هذه القضايا من قبل الأجهزة الأمنية والشرطية في حينها، وما زالت الإجراءات الوقائية ضد مثل هذه العمليات الإرهابية مستمرة.

 

 

وأوضح:كلما وُجدت أدلة تشير الى أن إرهابيين استغلوا أراضي دول مجاورة – وهو أمر للأسف ليس نادرا- اتخذنا الإجراءات اللازمة. فقد استخدمت الجماعات والأشخاص الإرهابيون في حالات عديدة أراضي دول أخرى لجمع التمويل وتجنيد الأعضاء. وفي الحالات التي توفرت فيها أدلة كافية، أبلغت الجمهورية الإسلامية الإيرانية الدول المجاورة بالموضوع بشكل مناسب، وطالبتها بالتعاون لمكافحة هذه الأنشطة.

 

 

 

 

 

 

المصدر: ارنا