بعد نجاته من محاولة اغتيال إنتهت بإصابته برصاصة في قدمه...

من يريد تصفية عمران خان؟

شهد العقد الأخير أكثر من عملية اغتيال، ومحاولات اغتيال، استهدفت قادة سياسيين وناشطين وقضاة.

2022-11-05

نجا رئيس الوزراء الباكستاني السابق، عمران خان، من محاولة اغتيال،  خلال تجمع سياسي، وأصيب برصاصة في قدمه، بحسب رؤوف حسن، أحد كبار مساعديه، الذي أشار أيضا إلى مقتل مشتبه به في مهاجمة خان.

وقال حسن: إن “حالة عمران خان مستقرة”، مضيفا أن “هذه كانت محاولة لاغتياله”، وأكد مقتل مشتبه به في الهجوم.

وتابع: “اعتقلت الشرطة رجلا آخر”، ولكنه لم يحدد كيف قتل المهاجم المفترض.

ونقلت وكالات عن عدة قنوات إخبارية محلية قولها: إن عمران خان أصيب، الخميس، في إطلاق نار على موكبه في شرق البلاد. وكان خان يقود مسيرة احتجاجية صوب إسلام آباد للمطالبة بإجراء انتخابات مبكرة. وذكرت تقارير إعلامية أنه أصيب برصاصة في قدمه.

وأعلن حزب حركة إنصاف الباكستاني إصابة 3 أشخاص خلال محاولة اغتيال زعيمه رئيس الوزراء السابق عمران خان، وقال: إن قادة الحزب واجهوا الموت لولا تدخل الجماهير وإيقافهم أحد المهاجميْن بعد مقتل الآخر. ونقلت وكالات عن المتحدث باسم الحزب فؤاد تشودري قوله “لقد كانت محاولة اغتيال واضحة، فقد أصيب خان ونزف كثيرا، ولكن حالته مستقرة الآن”. وأضاف تشودري أنه “لو لم يوقف الناس مطلق النيران في مكان الحادث لقضى على قيادات حزب حركة إنصاف بالكامل”.

*من هو المُتهم الأول؟

وقال أسد عمر -وهو مساعد آخر لخان- إن الأطباء أبلغوه بأن زعيمهم لم يعد في وضع خطير، وأضاف في بيان عبر مقطع مصور أن خان يعتقد أن رئيس الوزراء شهباز شريف والمسؤول في المخابرات الميجر جنرال فيصل نصير يقفان وراء الهجوم. ولم يقدم عمر دليلا يدعم الاتهام.

ولكن يبدو أن هذه المحاولة لتصفية عمران خان جسدياً، جاءت من قبل أطراف باتت تشهد القاعدة الشعبية الكبيرة التي تدعم رئيس الوزراء الباكستاني السابق “المُقال مُرغماً” تحت وطأة المؤامرة التي تعرّضت لها البلاد برعاية أمريكية، لهذا لابد أن تكون محاولة التخلّص منه بالمطلق هي الورقة الأخيرة المتبقية بأيدي من دبّر تلك المؤامرة.

ومنذ الإطاحة به في أبريل الماضي، يواصل خان، حشد الدعم الجماهيري الهائل في تجمعاته، واكتسح حزبه العديد من الانتخابات الفرعية. وواصل خان مسيرته إلى العاصمة إسلام آباد خلال عطلة نهاية الأسبوع للضغط من أجل إجراء انتخابات مبكرة رغم المشكلات القانونية التي قد تهدّد بعرقلة حياته السياسية.

*استعادة السلطة عبر انتخابات مبكرة

وكان عمران خان، الذي قاد المجموعة ولوح لآلاف المؤيدين على طول الطريق، انطلق في مسيرة استمرت أسبوعا عبر إقليم البنجاب أكبر أقاليم باكستان، إلى العاصمة إسلام آباد، على أمل استعادة السلطة عبر انتخابات مبكرة، ولهذا على مايبدو جاءت أيضاً محاولة الإغتيال التي لا ريب بأنها تسعى لترهيبه بوقف هذه المساعي للعودة الى السلطة.

ولكن ما يثير السخرية ويبعث على التساؤل والحيرة، هو أول ردود الفعل الصادرة عقب الحادث، حيث أدان البيت الأبيض المُتهم الأكبر بمحاولة التخلّص من عمران خان “بشدة” الهجوم على الأخير، ودعا جميع الأطراف للامتناع عن العنف في السياسة. كما أدان رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف محاولة اغتيال خان، وطالب وزير الداخلية بتقديم تقرير فوري عن الحادث.

ووصف الرئيس الباكستاني عارف علي في تغريدة على تويتر إطلاق النار بأنه “محاولة اغتيال شنيعة”، وكتب “أشكر الله أنه بخير، لكنه أصيب ببضع رصاصات في رجله، وهي إصابة غير حرجة”. وكان الجيش قد أصدر بيانا في وقت سابق وصف فيه إطلاق النار بأنه “يستوجب الإدانة بشدة”.

*مظاهرات احتجاجا على محاولة الاغتيال

كما شهدت المدن الباكستانية، الخميس، مظاهرات احتجاجا على محاولة الاغتيال، وذكرت وسائل إعلام باكستانية، أن أنصار خان في العاصمة إسلام آباد وعدة مدن أخرى، على رأسها كراتشي ولاهور وفيصل آباد وبيشاور، نزلوا إلى الشوارع للاحتجاج على محاولة الاغتيال. وحرق المتظاهرون إطارات مطاطية في عدة مدن وأغلقوا الطرقات، مما أدى إلى شل حركة المرور في مدن كثيرة، وطالبوا بالقبض على الفاعلين وتسليمهم للعدالة، وأكدوا أن عمران خان خط أحمر بالنسبة لهم، ورددوا هتافات مناهضة للحكومة.

وكان مستشار مقرّب من عمران خان قد أفاد بأن الشرطة اعتقلت مشتبها به ثانيا في محاولة الاغتيال، مؤكدا في الوقت نفسه نبأ مقتل المشتبه به الأول.

وعرضت القنوات التلفزيونية مقطعا للمشتبه بأنه المسلح، الذي بدا أنه في العشرينيات أو الثلاثينيات من العمر. وقال إنه أراد قتل خان وأنه تصرف من تلقاء نفسه. وقال المشتبه به في مقطع الفيديو إنه (خان) يضلل الناس، ولم أستطع تحمل ذلك. وأكد وزير الإعلام أن مقطع الفيديو سجلته الشرطة.

الهند تراقب عن كثب تطورات الأوضاع

كما قالت الهند إنها تراقب عن كثب، التطورات فى باكستان، عقب لحظات من حادث إطلاق النار على رئيس الوزراء الباكستانى السابق، عمران خان، خلال تجمع حاشد بمدينة “وازيراباد” بمحافظة البنجاب شرقى البلاد.

وقال متحدث باسم وزارة الشئون الخارجية، أريندام باجتشي – حسبما نقلت قناة (إن.دي.تي.في.) الهندية الخميس، سنواصل مراقبة التطورات الجارية المتعلقة بهذا الصدد. ولفتت القناة الإخبارية إلى أن الحادث قد أسفر أيضًا عن مقتل شخص من أنصار خان، فيما أصيب ما لا يقل عن أربعة آخرين من قادة الحزب الذي يترأسه رئيس وزراء البلاد السابق.

*محاولات إغتيال مستمرة

وتعيد محاولة اغتيال رئيس الوزراء الباكستاني المقال (تدبيراً) عمران خان العنف السياسي في باكستان إلى الواجهة مجددا، حيث شهدت السنوات الماضية أكثر من عملية اغتيال، ومحاولات اغتيال، استهدفت قادة سياسيين وناشطين وقضاة.

-27 ديسمبر/كانون الأول 2007

كانت باكستان على موعد مع أكبر عملية اغتيال سياسي في تاريخها، حيث قتلت رئيس الوزراء السابقة بينظير بوتو في تفجير انتحاري وإطلاق نار خلال تجمع انتخابي في مدينة راولبندي.

-19 مايو/أيار 2013

سياسية باكستانية أخرى، هي زهرة شهيد حسين، كبيرة نواب رئيس حزب “إنصاف” اغتيلت في مدينة كراتشي، قبيل جولة إعادة جزئية للانتخابات العامة.

-3 أبريل/نيسان 2014

نجا الرئيس الباكستاني السابق برويز مشرف -الذي كان يُحاكم بتهمة الخيانة العظمى- من محاولة اغتيال عندما انفجرت قنبلة قبيل مرور موكبه بالعاصمة إسلام آباد.

-24 أبريل/نيسان 2015

ناشطة حقوق الإنسان الباكستانية البارزة سابين محمود، لقيت مصرعها رميا بالرصاص في مدينة كراتشي.

-15 أكتوبر/تشرين الأول 2015

الاغتيالات السياسية في باكستان استهدفت بعض رجال القضاء أيضا؛ إذ قُتل رئيس محكمة إقليم بلوشستان السابق، القاضي نور محمد مسكانزاي في هجوم مسلح بالإقليم.

-6 مايو/أيار 2018

أما أشهر من نجوا من محاولات اغتيال، فكان وزير الداخلية أحسن إقبال، حيث أصيب برصاصتين في مسقط رأسه بإقليم البنجاب.

-22 مارس/آذار 2019

ومن الناجين من محاولات الاغتيال مفتي باكستان محمد تقي عثماني، إذ أطلق مسلحون النار عليه في مدينة كراتشي وقد أسفر الهجوم عن مقتل شخصين.