تقع طرقبة في قلب سلسلة جبال بينالود، على بُعد ٢٥ كيلومترًا شمال غرب مدينة مشهد المقدسة. هذه المدينة الجميلة جزء من مدينة طرقبة شاندیز في محافظة خراسان الرضوية، وتُعد واحدة من أشهر المناطق المصيفية والسياحية المحيطة بمشهد المقدسة. كما أن وقوعها على طريق جاغرق، أحد المصايف الجميلة الأخرى حول مشهد المقدسة، يزيد من أهمية وشعبية طرقبة.
طرقبة من الجهة الغربية والشمالية محاطة بجبال بينالود وتخت رستم. هذه الجبال بالإضافة إلى خلق مناظر جميلة وجذابة، تلعب دورًا مهمًا في تعديل مناخ المنطقة وظهور الينابيع والأنهار الجارية. هذا الموقع الجبلي جعل طرقبة تتميز بوجود وديان خضراء وبساتين فواكه ومراعٍ خصبة كثيرة. إلى جانب المعالم الطبيعية، تتمتع هذه المنطقة بمرافق ترفيهية وسياحية متنوعة، والمطاعم والمقاهي العديدة. جانب الطبيعة الجميلة والمناخ اللطيف جعل طرقبة وجهة سياحية متكاملة وجذابة تناسب جميع الأذواق.
المعالم التاريخية في طرقبة
طرقبة ليست مشهورة فقط بطبيعتها البكر وطقسها المعتدل، بل تحتضن أيضاً كنزاً من المعالم التاريخية في قلبها. هذه المنطقة ذات التاريخ العريق تضم قرىً، كل واحدة منها تروي قصة من أعماق التاريخ. فيما يلي نستعرض هذه المعالم التاريخية:
– قرية كُنغ التاريخية: تُعد قرية كُنغ بلا شك واحدة من أجمل وأروع القرى في إيران. يتميز تصميمها المعماري المتدرّج بأن سطح كل منزل يُعتبر فناء المنزل الذي يعلوه، مما يذكرنا بقرية ماسولة في جيلان ويثير إعجاب كل من يراها. منازل هذه القرية كأنها جواهر مرصعة على سفوح جبال بينالود، وتخلق منظراً فريداً يختلف جماله في كل فصل من السنة. جمال قرية كُنغ لا يقتصر على طبيعتها ومعمارها فقط، بل تحتضن أيضاً تاريخاً غنياً مليئاً بالأحداث. وجود العديد من المعالم التاريخية مثل قلعة حصار، قلعة فلسكه، رباط شاه عباسي والمقبرة التاريخية دليل على قدم هذه القرية وأهميتها عبر تاريخ إيران.
– قرية مایان: قبور من عبق التاريخ: قرية مایان بمعمارها المتدرج وبيوتها الملونة ذات الأسقف المائلة، ترسم في الذهن صورة خلابة لقرية شمالية. تقع هذه القرية وسط وادٍ أخضر ذي طقس جميل، وبفضل طبيعتها البكر والفريدة، تحظى دائمًا باهتمام السياح ومحبي الطبيعة. في فصل الربيع، تكتسي السهول المحيطة بالقرية بالزهور البرية ويملأ عبيرها الأجواء. أما في الخريف، فتضفي ألوان الأوراق الدافئة والنارية سحرًا خاصًا على القرية.
– قرية أزغذ: واحدة من المصائف ذات الطقس المعتدل والمناظر الخلابة في منطقة طرقبة، والتي تأسر كل زائر بجمال مناظرها الطبيعية البكر. تتمتع هذه القرية في فصل الصيف بجو بارد وجبلي. وجود العديد من الينابيع والأنهار الجارية أضفى على القرية نضارة وحيوية خاصة. بالإضافة إلى الطبيعة الجميلة، تضم قرية أزغذ معالم تاريخية وثقافية متنوعة. فقد تم اكتشاف مقابر تعود لآلاف السنين في هذه القرية، مما يدل على قدم المنطقة. كما تعتبر المساجد التاريخية ذات العمارة التيمورية من الآثار القيمة الأخرى في القرية، الطراز المعماري المتدرج للقرية، حيث تتراكم البيوت فوق بعضها البعض، منحها طابعاً فريداً، والتجول في أزقتها الضيقة والمتعرجة تجربة ممتعة ولا تُنسى.
– حديقة كمر مقبولا الصخرية: حديقة كمر مقبولا الصخرية، على عكس اسمها، ليست حديقة عادية ذات مساحات خضراء ومرافق ترفيهية؛ بل هي حديقة صخرية طبيعية حيث يمكن رؤية صخور بركانية متنوعة بنقوش ونحت مختلفة. تقع هذه الحديقة على بعد ثلاثة كيلومترات شمال مدينة طرقبة، وهي مكان فريد وجذاب لمحبي الجيولوجيا، وعلم الآثار، والفن. صخور هذه الحديقة تشبه لوحة فنية تروي قصصاً عن حياة وثقافة الإنسان البدائي. النقوش على صخور قرية كمر مقبولا تشمل مشاهد الصيد، الأدوات البدائية، الجاموس ذو السنام، نقش الإنسان أثناء الصيد، أداء الطقوس، والماعز الجبلي. هذه النقوش التي تم حفرها باستخدام أدوات حجرية ومعدنية على الصخور، تظهر مهارة وإبداع الإنسان البدائي أمام المشاهد.
– وادي أرغوان: يُعد وادي أرغوان من أجمل وأروع المناطق السياحية في طرقبة، ويشبه جنة أرضية بأشجاره الأرجوانية وينابيعه الجارية. يبلغ هذا الوادي ذروة جماله في فصل الربيع، حيث يجذب كل عام العديد من الزوار بجوه المعتدل ومناظره الخلابة. تنتشر أشجار الأرجوان في جميع أنحاء الوادي، وتخلق بأزهارها البنفسجية في الربيع منظرًا فريدًا يأسر كل من يراه.