أزمة مرتقبة.. الغموض يسيطر على مستقبل تير شتيجن مع برشلونة

يعيش برشلونة حالة من الترقب بشأن مستقبل حارسه الألماني مارك أندريه تير شتيجن، مع اقتراب موعد عودته من الإصابة في يناير/ كانون الثاني المقبل، وسط مؤشرات على أزمة محتملة تتعلق بمركزه ودوره داخل الفريق.

ووفقا لصحيفة “آس” الإسبانية، خضع تير شتيجن لعملية جراحية ثانية في ظهره خلال يوليو/ تموز الماضي بسبب مشكلات متكررة في الفقرات القطنية، لكن ما حدث عقب العملية أثار استياء إدارة برشلونة، بعدما أصر الحارس على الإعلان بأنه سيغيب ثلاثة أشهر فقط لتفادي إدراجه في قائمة الغيابات الطويلة الأمد، وهو ما اعتبره النادي محاولة لعرقلة تسجيل الحارس الشاب خوان جارسيا.

 

كما أثار رفض شتيجن مشاركة تقريره الطبي مع رابطة “الليجا” غضب الإدارة، التي قررت حينها فتح تحقيق تأديبي ضده وسحب شارة القيادة منه.

 

لكن الخلاف لم يدم طويلاً، إذ تراجعت جميع الأطراف عن مواقفها، وانتهت الأزمة نهائيا عقب خطاب الحارس الألماني في احتفالية كأس خوان جامبر، حين استعاد شارة القيادة بعد موافقته على منح اللجنة الطبية حق الاطلاع على تقريره الطبي الكامل عقب العملية.

 

ومنذ ذلك الحين، واصل تير شتيجن عمله المكثف في مرحلة التعافي، ويأمل في أن يكون جاهزا للعودة للملاعب مع بداية شهر يناير/ كانون الثاني المقبل، تحت قيادة المدرب هانز فليك.

 

ومع ذلك، يبقى مستقبل تير شتيجن غامضا في ظل التحولات داخل النادي، رغم رغبته الواضحة في البقاء ضمن صفوف برشلونة، حيث يمتد عقده حتى عام 2028 ويثق في قدرته على منافسة خوان جارسيا على مركز الحارس الأساسي للفريق الكتالوني.

 

ويراهن برشلونة، تحت قيادة ديكو والمدرب فليك، بقوة على الحارس الشاب جارسيا، وتحظى هذه الرؤية بدعم واسع داخل النادي.

 

وفي حال قبول تير شتيجن بدور الحارس الاحتياطي، فلن تواجه الإدارة أي مشكلة في استمراره حتى نهاية الموسم، على أن يتم مناقشة مستقبله مجددا الصيف المقبل.

 

غير أن هذا السيناريو قد يشكل خطرا كبيرا على الحارس الألماني، الذي يطمح للمشاركة مع منتخب بلاده في كأس العالم المقبلة، وهي ربما فرصته الأخيرة ليكون الحارس الأساسي في بطولة كبرى مع ألمانيا.

 

ومع قلة مشاركات تير شتيجن، تتضاءل حظوظه في التواجد مع “المانشافت”، خاصة في ظل نصائح المدرب جوليان ناجلسمان وبعض المقربين بضرورة الانتقال إلى فريق آخر يضمن له اللعب بانتظام للحفاظ على جاهزيته.

 

ومن المنتظر أن يجلس تير شتيجن مع إدارة برشلونة فور حصوله على التصريح الطبي للعودة، من أجل مناقشة مستقبله واتخاذ قرار نهائي.

 

ويملك الحارس عروضا من أندية أخرى، إلا أن خيار الإعارة يبدو معقدا بسبب راتبه المرتفع وطول مدة عقده مع النادي الكتالوني.

 

وفي ظل هذه المعطيات، يترقب الجميع ما سيحدث في يناير/ كانون الثاني المقبل، حيث يبدو أن برشلونة وتير شتيجن على أعتاب قرار مصيري قد يحدد شكل حراسة المرمى في “البلوجرانا” خلال السنوات المقبلة.

 

مسيرة مميزة

 

يعد تير شتيجن، أحد أبرز حراس المرمى في كرة القدم الحديثة، وُلد في مدينة مونشنجلادباخ الألمانية عام 1992، فيما بدأ مسيرته في أكاديمية بوروسيا مونشنجلادباخ، حيث أظهر موهبة لافتة في حراسة المرمى منذ سن مبكرة.

 

وانضم للفريق الأول عام 2009، وسرعان ما أصبح الحارس الأساسي، مقدما مستويات متميزة في الدوري الألماني، ما لفت أنظار كبار الأندية الأوروبية.

 

وفي 2014، انتقل تير شتيجن إلى برشلونة، في صفقة شكلت نقطة تحول في مسيرته. رغم المنافسة في البداية مع الحارس كلاوديو برافو، أثبت نفسه تدريجيا كخيار أول في البطولات الأوروبية، قبل أن يصبح الحارس الأساسي للفريق في جميع المسابقات.

 

وكان للحارس الألماني دور محوري في تتويج برشلونة بدوري أبطال أوروبا عام 2015، حيث قدم أداءً استثنائيا في الأدوار الإقصائية.

 

يمتاز تير شتيجن بأسلوبه العصري في حراسة المرمى، إذ يجمع بين ردود الفعل السريعة، والقدرة على التمرير تحت الضغط، والتمركز الذكي، مما يجعله جزءا أساسيا من بناء اللعب من الخلف. تجاوز عدد مشاركاته مع برشلونة 400 مباراة، حافظ خلالها على نظافة شباكه في أكثر من 160 مناسبة، وساهم في تحقيق العديد من الألقاب، منها الدوري الإسباني، كأس الملك، وكأس السوبر الإسباني.

 

على الصعيد الدولي، مثّل تير شتيجن منتخب ألمانيا منذ عام 2012، وشارك في عدة بطولات كبرى. ورغم المنافسة القوية مع مانويل نوير، حافظ على مكانته كأحد أبرز الحراس في المنتخب.

 

ولا يُعرف تير شتيجن فقط بقدراته الفنية، بل أيضا بثباته الذهني واحترافيته العالية داخل وخارج الملعب، حيث يُعد مثالاً للحارس العصري الذي يجمع بين القوة البدنية والذكاء التكتيكي، ويواصل تألقه كقائد في برشلونة، وسفير لكرة القدم الألمانية في الملاعب العالمية. مسيرته حتى الآن تعكس الالتزام، التطور المستمر، والقدرة على التألق تحت الضغط، ما يجعله من بين الأفضل في مركزه على مستوى العالم.

 

 

المصدر: الاخبار كووره