جاء ذلك في خطاب بعث به صالحي أميري، اليوم ثلاثاء، الى حفل افتتاح معرض “هدية طريق الحرير.. لمحة عن العلاقات الإيرانية- الصينية”؛ مضيفا، ان “إيران والصين، باعتبارهما بلدين كبيرتين في منطقتي غرب وشرق آسيا، تجمع بينهما قواسم مشتركة معمقة بشتى المجالات الثقافية والسياسية والحضارية، فضلا عن العلاقات التجارية والثقافية الوثيقة القائمة بين البلدين منذ العصور القديمة حتى يومنا هذا”.
ولفت الى، انه “في دبلوماسيتنا الثقافية، يلعب التراث المشترك دورا خاصا في توسيع العلاقات بين ايران والصين”.
وتابع وزير السياحة الايراني : هذا التراث المشترك، الذي يعكس التأثير المتبادل بين الثقافتين، والمنبثق من الجذور الدينية للمجتمع الإيراني، لعب دورا اساسيا في تشكيل وتعزيز العلاقات الاقتصادية والسياسية.. وإرسال السفراء والقوافل التجارية في العصور الغابرة كان تجسيدا حيّا لهذا الارتباط الحضاري.”
واكمل صالحي اميري : في سياستنا الثقافية المعاصرة، يجب أن نسعى لجعل العلاقات الإيرانية- الصينية لا تقتصر على البُعد الاقتصادي فحسب، انما تتحول إلى صلة معمقة بين قلوب وهويات الشعبين، وتعود بماضيها الى تاريخ لامع من شانه ان ينير طريق تفاعلنا اليوم.
ونوه الوزير الايراني الى “ضرورة الإلمام العلمي والدقيق بجذور التقارب الثقافي بين ايران والصين”، موضحا : الفهم الصحيح والعلمي للتراث المشترك يقدم صورة واضحة عن الهوية القديمة المشتركة في الثقافة والفن الايراني والصيني، ويمكنه أن يجعل العلاقة الحالية بين الشعبين أكثر عمقا ومعنى”.
وتابع : إن هذا الفهم يولّد إحساسا مشتركا بالانتماء إلى تراث حضاري موحد، وبمثابة نبراس ملهِم على طريق التفاعل الثقافي بين البلدين.
وأشار إلى، أنه “رغم التبادلات عبر الديانات الزرادشتية والمانوية والإسلام والتي تُعدّ ظاهرةً دينية، فإن طريق الحرير أو الطريق الملكي يمثّل رمزا للتفاعل التجاري عبر الطرق البرية والبحرية، ويمكن بوضوح رصد تجليات الأدب والفن والخزف والمعادن في المحطات التجارية بين البلدين من خلال بقايا التراث الثقافي، ما يجعلها موضوعا مناسبا لأبحاث مشتركة بين الباحثين والمراكز البحثية والجامعات الإيرانية وجمهورية الصين الشعبية”.
كما أكد على دور الدبلوماسية الثقافية في تطوير العلاقات الرسمية بين طهران وبكين، قائلا : ان التراث الثقافي، باعتباره معلما حضاريا، يُعد بوابة لرفع مستوى العلاقات بين إيران والصين في مختلف المجالات، ويشكّل تنظيم المؤتمرات والمعارض الثقافية، مثل معرض هدية الحرير الذي نظّمه معهد التراث الثقافي والسياحة – باعتباره المركز البحثي الرائد في الوزارة – نموذجا واضحا على هذه الدبلوماسية الثقافية الهادفة.
ومضى صالحي أميري الى القول : ان البرنامج القادم لوزارة التراث الثقافي والسياحة الايرانية سيُركز على التراث الثقافي البحري المشترك بين ايران والصين، مع تمنياتنا بان يُسهم هذا التعاون، من خلال التركيز على فهم الثقافة والتكنولوجيا البحرية، في تقديم رؤية قيّمة حول إبداعات الحضارات القديمة لشعبي البلدين.
وفي ختام خطابه، تطلع وزير التراث الثقافي والسياحة والحرف اليدوية الايراني، بان “تشكل هذه التفاعلات الثقافية أساسا مهما لزيادة تدفق السياح الصينيين نحو بلد ايران العظيم”.