السفير الفنزويلي في طهران: مستعدون للتفاوض مع الولايات المتحدة لكن بشرط الاحترام المتبادل

صرح السفير الفنزويللي في طهران، خوسيه رافائيل سيلفا ابونتي، أن فنزويلا كانت دائما مستعدة للحوار منذ تأسيس الجمهورية البوليفارية، ومازالت مستعدة للتفاوض في أي وقت، لكنها تطالب بالاحترام المتبادل، لكن حتى اليوم، لم تبدِ امريكا أي رغبة حقيقية في الحوار.

وعقد السفير الفنزويلي لدى إيران،  خوسيه رافائيل سيلفا ابونتي، مؤتمرا صحفيا، اليوم الأربعاء، في سفارة فنزويلا بطهران، بعنوان “السياسات الإمبريالية والهيمنة ضد أمريكا اللاتينية ومنطقة الكاريبي، مع تركيز خاص على التهديدات الموجهة لفنزويلا” واستهل مؤتمره الصحفي هذا، مذكرا بقول من المناضل والمحرِر “سيمون بوليفار”، الذي كتب في رسالة: “يبدو أن القدر شاء أن تستعبِد أمريكا، باسم الحرية، أمريكا اللاتينية”.قائلا: اليوم، نرى أن رؤية سيمون بوليفار لم تقتصر على فنزويلا، بل امتدت إلى العالم أجمع.

 

 

 دونالد ترامب يطلق الإرهاب والرعب ضد شعب فنزويلا

 

 

وفي هذا المؤتمر الصحفي، أكد السفير الفنزويلي أن بلاده تتعرض لضغوط وتهديدات إمبريالية مستمرة منذ عام 1999، مشيرا إلى أن الاتهامات الأمريكية حول تهريب المخدرات “كاذبة”، وأن التقارير الرسمية الأمريكية نفسها لا تذكر فنزويلا كمصدر رئيسي للمخدرات، بل تشير إلى كولومبيا وبيرو وبوليفيا، والسؤال المطروح هنا هو أن الدول الغربية تُلقي القبض على مُهرّبي المخدرات، بينما لا توجد أخبار عن عمليات ضبط هذه المخدرات في الولايات المتحدة.

 

 

وأشار إلى أنه ومنذ عام ٢٠٠٢ إلى العام الجاري، حدثت أمور كثيرة؛ ومنها مؤخرا التوترات بين فنزويلا والولايات المتحدة، موضحا :هذا ليس توترا، بل تهديدٌ لحكومة فنزويلا وشعبها لأن ترامب بثّ الرعب والخوف في قلوب شعب فنزويلا ومهاجريها في الولايات المتحدة وزعم كذبا أن فنزويلا تُثير أعمال تخريب؛ فعادت بعض المجموعات الفنزويلية إلى ديارها، بينما يتعرض آخرون للتعذيب والاحتجاز كرهائن ويقبع حاليا عدد كبير من الفنزويليين في السجون الأمريكية بانتظار ترحيلهم إلى وطنهم من بينهم 78 طفلا فُصلوا عن آبائهم.

 

 

وتابع: كما نُسبت في الروايات الكاذبة الى رئيسنا نيكولاس مادورو أنه عصابةً تهريب. بهذه الأكاذيب، يسعون إلى ايصال عملائهم إلى السلطة في فنزويلا.

 

 

الولايات المتحدة تهدد فنزويلا برواية كاذبة حول تهريب المخدرات

 

 

وأضاف أن “الولايات المتحدة تنشر قوات عسكرية ضخمة في منطقة الكاريبي بذريعة مكافحة المخدرات، رغم أن 87% من تهريب المخدرات يمر عبر المحيط الهادىء وهو جزء من إجمالي إنتاج كولومبيا، ويلعب رئيس الإكوادور دورا في هذه التجارة. ومن المثير للاهتمام أن رئيسي الولايات المتحدة والإكوادور صديقان”.

 

 

وفي هذا السياق أشار إلى أن الولايات المتحدة تنشر قوات عسكرية ضخمة في منطقة الكاريبي بذريعة مكافحة المخدرات، رغم أن 87% من تهريب المخدرات يمر عبر المحيط الهادئ، معتبرا ذلك انتهاكا لمعاهدة عام 1967 التي تُعلن منطقة الكاريبي خالية من الأسلحة النووية متسائلا إذا كانت الإحصائيات تُشير إلى أن 87% من تجارة المخدرات تمر عبر المحيط الهادئ، فلماذا تتمركز القوات الأمريكية الآن في منطقة البحر الكاريبي؟

 

 

إعلان حقوق الإنسان لا معنى له بالنسبة لأمريكا والكيان الاسرائيلي

 

 

أكد سفير جمهورية فنزويلا في إيران، خوسيه رافائيل سيلفا أبونتي، أن إعلان حقوق الإنسان لا يحمل أي معنى للولايات المتحدة، وكذلك الأمر بالنسبة للكيان الإسرائيلي مضيفا: “في إحدى العمليات التي أمرت بها الولايات المتحدة، اختفت خمس سفن دون تقديم أي سبب أو احترام بروتوكولات الاعتقال، بل وصدرت أوامر بإعدام بعض الأشخاص دون التزام بأي قانون. هذا هو بعينه قرصنة بحرية أمريكية استهدفت حتى قوارب الصيد الفنزويلية”.

 

 

وأشار السفير إلى أن الصيادين الفنزويليين وثّقوا لحظة تحليق طائرة حربية أمريكية فوقهم، وقال: “فور وقوع الحادث في يوم الجمعة 12 ايلول/ سبتمبر، أصدر وزير خارجية فنزويلا بيانا أكد فيه أن الجهات التي تأمر بمثل هذه العمليات تسعى إلى تصعيد التوتر في المنطقة”.

 

 

وأوضح أن “القوات المسلحة البوليفارية تتعامل مع مهرّبي المخدرات دون استخدام القصف، وتحيلهم إلى القضاء وفق الإجراءات القانونية”.

 

 

8 ملايين مواطن فنزويلي يلتحقون بالتدريبات العسكرية

 

 

وأوضح السفير خلال المؤتمر الصحفي أن “الرئيس نيكولاس مادورو، في مواجهة التهديدات الإمبريالية، أمر بتسجيل قوات شعبية، فسجّل نحو 8 ملايين شخص في القوات الشعبية البوليفارية وبدؤوا التدريبات العسكرية في الثكنات. كما تم تعبئة القوات المسلحة، واستمر هذا النهج في الأحياء المحلية، بهدف توحيد الجهود المدنية والعسكرية للدفاع عن الوطن”.

 

 

وأضاف أن “الرئيس أمر أيضا بإجراء مناورات عسكرية في مدن مختلفة، وقد شارك فيها حتى أفراد من المعارضة الفنزويلية”.

 

 

وتابع بالقول: “إلى جانب هذه التهديدات، هناك جهات يمينية متطرفة، بتعاون مع الولايات المتحدة، نصبت في واشنطن ما يسمى بـالعلم الفنزويلي المزيّف على أساس أكاذيب. وقدّمنا احتجاجاتنا داخليا وخارجيا، لكنهم ردّوا بأنهم لا علاقة لهم بحكومة فنزويلا. وقد رفعنا شكوانا عبر مكتبنا الدائم في الأمم المتحدة”.

 

 

وأشار إلى أن “الولايات المتحدة، بتاريخها الحافل بالبلطجة والعدوان ، تحاول الآن وبكل وقاحتها الدخول عبر الدبلوماسية للتفاوض مع الرئيس مادورو. لكن كما قال الرئيس: نحن شعب محب للسلام ومؤيد للدبلوماسية، ولنا تاريخٌ لا يريدون فهمه. فقد دافع الرجال والنساء عن حرية فنزويلا، مثل سيمون بوليفار، ونحن اليوم موحّدون، ولا قوة تستطيع مواجهة شعبنا”.

 

 

وأوضح أن الهدف الحقيقي للولايات المتحدة هو تغيير النظام ونهب موارد فنزويلا من نفط وغاز وذهب، مستخدمةً الأكاذيب ذاتها التي استخدمتها سابقا لتبرير غزو العراق والهجوم على إيران.

 

 

فنزويلا كإيران تقف بثبات وعزم  أمام العقوبات

 

 

وفيما يخص العقوبات الأمريكية، قال السفير إن فنزويلا تواجه 1402 عقوبة، منها 300 عقوبة اقتصادية، لكنها، مثل إيران، تقف بثبات وعزم في وجه هذه الضغوط وتتعلّم يوماً بعد يوم كيف تتجاوزها.

 

 

وردا على سؤال حول التقارير الغربية عن مفاوضات مكثفة بين كراكاس وواشنطن، قال: إن فنزويلا دولة تؤمن بالحوار، و كانت دائما مستعدة للحوار منذ تأسيس الجمهورية البوليفارية، ومازالت مستعدة للتفاوض في أي وقت، لكنها تطالب بالاحترام المتبادل، لكن حتى اليوم، لم تبدِ امريكا أي رغبة حقيقية في الحوار.

 

 

الصين وروسيا وإيران وبيلاروسيا يخالفون الحرب

 

 

وردا على سؤال حول من سيدعم فنزويلا في حال اندلاع حرب، قال السفير:”نحن لا نريد الحرب، فبدايتها معروفة لكن نهايتها غير معروفة. الحكومات الصينية، والروسية، والإيرانية والبيلاروسية ضد الحرب وتدعم فنزويلا، لكننا لا ننتظر دعما من أحد، لأننا نعتمد على أنفسنا. وإذا اندلعت الحرب، فإن الشعب الفنزويلي مستعد للدفاع عن وطنه حتى الموت”.

 

 

وأشار إلى أن “المعارضة الفنزويلية أعلنت أنه، رغم خلافها مع الحكومة، فإنها ستدافع عن فنزويلا في حال الحرب”

 

 

جائزة نوبل للسلام هي جائزة حرب/ الفائز بهذه الجائزة يريد من الولايات المتحدة مهاجمة فنزويلا

 

 

وفيما يخص منح جائزة نوبل للسلام لشخصية معارضة فنزويلية مؤيدة للحرب، قال السفير: “لطالما قلنا إن هذه الجائزة ليست جائزة سلام، بل جائزة حرب. هذه السيدة طلبت من الولايات المتحدة فرض عقوبات وقصف فنزويلا، ومع ذلك نالت الجائزة”

 

 

وأضاف: كما أن هذه السيدة رحبت بشن الحرب على إيران، وقالت إن دور فنزويلا لقد حان. هذه السيدة مولودة في فنزويلا فقط، لكنها في رأيي ليست فنزويلية، فالفنزويلي الحقيقي لا يدعو الى الحرب و فرض العقوبات ولا يقبل قصف بلاده. إن مكانة جائزة نوبل للسلام تتراجع يوما بعد يوم وفي تدهور مستمر. والأمر المؤسف أنها لم تقل كلمة واحدة عن مجازر غزة وقتل المدنيين الأبرياء”.

 

 

ميثاق أمريكا يختلف عن ميثاق الأمم المتحدة

 

 

وردا على سؤال حول أهمية تعزيز التعاون بين طهران وكراكاس لمواجهة الأحادية الأمريكية، قال الدبلوماسي الفنزويلي:”لقد شهدنا الهجوم على المنشآت النووية الإيرانية، وكأن هناك ميثاقين: ميثاق الأمم المتحدة الذي لا أحد يحترمه، وميثاق أمريكي خاص. اليوم، رغم كل الضغوط، يزداد مفهوم التعددية القطبية قوة. ففي نيويورك، ناقشنا مؤخرا سبل تعزيز العلاقات في جميع المجالات لمواجهة الاستعماريين. فنزويلا تتحالف مع كل الدول المناهضة للفاشية. فعندما نكون موحّدين، نكون أقوى، وعندما نكون منفردين، نكون أضعف”.

 

 

المصدر: ارنا