وأفاد صالحي خلال زيارته إلى تركيا للمشاركة في احتفالات تكريم الشاعر الايراني الكبير الحافظ الشيرازي، قائلا: “اتفقت إيران وتركيا على تسمية عام 2025 بالعام الثقافي الإيراني -التركي. ”
وأضاف: “بسبب بعض الأحداث التي وقعت في إيران والمنطقة، تأخر إطلاق البرامج قليلا، لكننا خطّطنا لفعاليات في تركيا بمناسبة الذكرى السنوية لتكريم الشاعر الحافظ الشيرازي، من بينها عقد ندوات حول الشاعر حافظ، وعرض فني من قبل فرقة ‘آلات إيرانية’ التابعة لأوركسترا الموسيقى الوطنية الإيرانية. ”
وأشار وزير الثقافة والارشاد الاسلامي الإيراني إلى أن برنامجه في تركيا يشمل أيضا لقاءات مع مسؤولين أتراك وشخصيات ثقافية، وزيارة بعض المراكز الثقافية، والتحاور مع المؤسسات الإيرانية العاملة في المجال الثقافي بتركيا، فضلا عن اللقاء مع شخصيات مختصة في الدراسات الإيرانية واللغة الفارسية.
و أعرب عن أمله في أن تكتسب هذه العلاقات عمقا وأبعادا أوسع، وأن تساهم في دعم سياسة الحكومة الجادة في توسيع الروابط مع الجيران وتوطيدها.
المكتبات جزءٌ مهم من تراث الماضي وركيزة للمستقبل
كما قام وزير الثقافة والإرشاد الإسلامي، يوم أمس الاثنين، بزيارة إلى مكتبة “ملت التركية” و مكتبة الشعب الواقعة في مجمع القصر الرئاسي، حيث التقى مع مسؤوليها وتحدث معهم.
وبعد استماعه إلى شرح من مسؤولي المكتبة، قال صالحي: “لقد أنجزت المكتبة الوطنية الإيرانية أعمالاً متميزة في مجالات متعددة، ويمكنها إقامة علاقات تكاملية مع مكتبة ملت التركية. ”
وأشار إلى بعض المبادرات المشتركة، مضيفا: “جزء كبير من هذه الجهود يتعلّق بالمخطوطات، إذ توجد لدى البلدين مخطوطات بارزة، وهناك تعاون ملحوظ بين إيران وتركيا في هذا المجال يمكن تعزيزه أكثر. ”
وأوضح الوزير أنه “من الممكن توقيع مذكرات تفاهم بين المكتبة الوطنية الإيرانية وبعض المكتبات الإيرانية الأخرى من جهة، ومكتبة ملت من جهة أخرى، نظرا لأن جزءا كبيرا من التراث المخطوط الإسلامي يقع في إيران وتركيا، وتعاون البلدين في هذا المجال سيسهم حتما في خدمة الثقافة والعلم. ”
وأضاف صالحي: “جزءٌ كبير من تراث بلداننا مترابط ببعضه البعض، وكلما زادت معرفتنا ببعضنا البعض، ازدادت أيضا معرفتنا بأنفسنا. ”
وأشار إلى أن إيران نفّذت مبادرات في مجال التراث الرقمي وحقّقت تجارب ناجحة، وقال: “ثمة مجال آخر هو الذكاء الاصطناعي والمكتبات، حيث جرت أنشطة في هذا الصدد، مثل كيفية الاستفادة من الذكاء الاصطناعي لاستخلاص أقصى فائدة من المعلومات. ”
وشدّد وزير الثقافة على أن “المكتبات تمثّل جزءا مهما من تراث الماضي، وتشكّل أساسا لمستقبل الإنسان”، مضيفا: “إن توسيع التعاون مع المكتبات يساعدنا ليس فقط على فهم ماضينا بشكل أفضل، بل أيضا على رسم رؤية أوضح للمستقبل. ”
وأعرب صالحي عن أمله في أن “يؤدي حضور تركيا في معرض طهران الدولي للكتاب إلى تحسين العلاقات بين مكتبات البلدين. ”
وفي ختام الزيارة، جرى تبادل الهدايا حيث قدّم وزير الثقافة والإرشاد الإسلامي عدة مجلدات من الكتب لمسؤولي مكتبة ملت، كما قدّم مسؤولو مكتبة ملت كتاب “مثنوي معنوي” باللغة الفارسية لوزير الثقافة.