وتحتفل إيران كل عام بهذا التاريخ لإعطاء هذه الرياضة والرياضيين ذوي الاحتياجات الخاصة مكانة مرموقة وعزيزة لدى المجتمع الايراني ككل، والرياضة المرتبطة بذوي الاحتياجات الخاصة في جميع انواع العاهات؛ «الصم والبكم» و«المكفوفون»، و«مبتورو القدم او القدمين، أو مبتورو اليد أو كلاهما»؛ كل هذه العاهات لم تقف أمام اصحاب الارادات القوية والصلبة ولم تجعل منهم عالة على المجتمع بل بدلاً من ذلك زرعت عندهم الامل والارادة في تحقيق البطولات والانجازات العظيمة لهم ولبلدهم.
وسُمي اليوم الوطني للألعاب البارا اولمبية في إيران تكريمًا لإرادة وقدرة وجهد الرياضيين ذوي الإعاقة. يُعد هذا اليوم رمزًا للمساواة والأمل والتحفيز في المجتمع، وتذكيرًا بأن الإعاقة الجسدية لا تمنع الإنسان من التألق والتقدم. في إيران، خُصص يوم 14 أكتوبر يومًا وطنيًا للألعاب البارا اولمبية للاحتفال بأبطال ورياضيي الألعاب البارا اولمبية، ولتسليط الضوء على قيمهم الإنسانية وروحهم القتالية وعزيمتهم. يهدف هذا اليوم إلى تعزيز ثقافة الرياضة للجميع، وتحفيز الأشخاص ذوي الإعاقة، وزيادة الوعي العام بدور الرياضة في تأهيل الجسد والروح. يُعد هذا اليوم فرصة لتكريم الأبطال الذين هم تغلبوا على قيود الإعاقة بالمثابرة والإيمان، ونقلوا بجهودهم رسالة “إن شئت، فأنت قادر” إلى العالم.
هذا وبدأت الألعاب البارا اولمبية في السنوات التي تلت الحرب العالمية الثانية، عندما لجأ الجنود الجرحى إلى الرياضة لاستعادة قوتهم البدنية والعقلية. في عام 1948، وبالتزامن مع دورة الألعاب الأولمبية في لندن، نظم الألماني السير لودفيج جوتمان أول مسابقات رياضية لقدامى المحاربين على الكراسي المتحركة في مستشفى ستوك ماندفيل بإنجلترا. عُرفت هذه المسابقات باسم ألعاب ستوك ماندفيل وكانت بداية حركة كبيرة للرياضيين ذوي الإعاقة.
لاقت المسابقات ترحيبًا واسعًا، وفي عام 1960، أقيمت أول دورة ألعاب بارا اولمبية رسمية في روما عاصمة إيطاليا، بمشاركة أكثر من 400 رياضي من 23 دولة. ومنذ ذلك الحين، تُقام الألعاب البارا اولمبية كل أربع سنوات بعد الألعاب الأولمبية، وعادةً ما تُقام في نفس البلد.
تتولى اللجنة البارا اولمبية الدولية (IPC) مسؤولية تنظيم هذا الحدث العالمي، وهدفها الرئيسي هو توفير منصة لإبراز قدرة وعزيمة وإلهام الرياضيين الذين تمكنوا، على الرغم من القيود الجسدية، من تجاوز حدود القدرات البشرية. واليوم أصبحت الألعاب البارا اولمبية رمزًا للمساواة والأمل والإرادة التي لا تقهر للإنسان، واحتفالًا بالقوة والجهد والروح التي لا تنتهي، مما يدل على أن الإعاقة لا تعني التوقف أبدًا.