التبادلات الثقافية مقدّمة مهمّة لزيادة حضور السيّاح الصينيين

افتتاح معرض «هدايا الحرير؛ نظرة على العلاقات بين إيران والصين» في طهران

أكد وزير التراث الثقافي والسياحة والصناعات اليدوية، في حفل افتتاح معرض «هدايا الحرير؛ نظرة على العلاقات بين إيران والصين»، أن الدبلوماسية الثقافية تُعدّ استراتيجية أساسية لتحقيق التقدم الثقافي والاقتصادي والسياسي للدول، وقال: إن "الإرث الثقافي المشترك بين إيران والصين يلعب دوراً مؤثراً في تعميق العلاقات بين البلدين، ويجب أن يُنظر إليه كجسر بين شعبي البلدين".

أكد وزير التراث الثقافي والسياحة والصناعات اليدوية، في حفل افتتاح معرض «هدايا الحرير؛ نظرة على العلاقات بين إيران والصين»، أن الدبلوماسية الثقافية تُعدّ استراتيجية أساسية لتحقيق التقدم الثقافي والاقتصادي والسياسي للدول، وقال: إن “الإرث الثقافي المشترك بين إيران والصين يلعب دوراً مؤثراً في تعميق العلاقات بين البلدين، ويجب أن يُنظر إليه كجسر بين شعبي البلدين”.

 

 

جاء ذلك في رسالة سيد رضا صالحي أميري، التي أُلقيت يوم 14 أكتوبر في حفل افتتاح معرض «هدايا الحرير؛ نظرة على العلاقات بين إيران والصين».

 

 

وكتب وزير التراث الثقافي: “يمكن اعتبار الدبلوماسية الثقافية استراتيجية واحدة من الأدوات المؤثرة في الربط الثقافي بين الدول. إيران والصين، دولتان كبيرتان في شرق وغرب آسيا، تربطهما قواسم ثقافية وتاريخية مشتركة، وقد كان لهما منذ العصور القديمة وحتى اليوم علاقات عميقة في المجالات الثقافية والتجارية والسياحية. وفي الدبلوماسية الثقافية الإيرانية، يلعب الإرث الثقافي المشترك دوراً خاصاً في توسيع العلاقات بين البلدين”.

 

 

وشدد صالحي أميري على ضرورة التعرف العلمي والدقيق على الجذور الثقافية المشتركة بين البلدين، وقال: إن الفهم الصحيح والعلمي للتراث المشترك يقدم صورة واضحة عن الهوية التاريخية المشتركة في الثقافة والفن الإيراني والصيني، ويمكن أن يجعل العلاقة الحالية بين الشعبين أكثر معنى. هذا الفهم يخلق إحساساً مشتركاً بالتراث الحضاري وسيكون بمثابة شعلة ملهمة في مسار التفاعلات الثقافية بين البلدين.

 

 

وأشار وزير التراث الثقافي إلى دور الدبلوماسية الثقافية في تطوير العلاقات الرسمية بين البلدين، قائلاً: أن التراث الثقافي باعتباره مؤشراً حضارياً هو بوابة لزيادة مستوى العلاقات في مختلف المجالات بين إيران والصين. مضيفاً: إن إقامة المؤتمرات والمعارض الثقافية مثل «هدايا الحرير» التي أقيمت بجهود معهد التراث الثقافي والسياحة – باعتباره قطباً بحثياً للوزارة – يُعدّ مثالاً على هذه الدبلوماسية الثقافية الهادفة. وأعرب عن أمله في أن تكون هذه التبادلات الثقافية بمثابة مقدمة قيمة لزيادة حضور السياح الصينيين في أرض إيران القديمة.

 

 

سفير الصين: إيران وجهة جذّابة وآمنة للسيّاح الصينيين

 

 

من جانبه، أعلن سفير الصين لدى إيران عن بدء المشاورات مع شركات الطيران في البلدين لاستئناف وتطوير الرحلات المباشرة بين إيران والصين، مؤكداً أن هذه الخطوة تأتي في إطار تسهيل سفر المواطنين وتعميق العلاقات الثقافية والسياحية بين الشعبين.

 

 

وأشار زونغ بي وو، إلى أهمية الروابط الثقافية والتاريخية بين إيران والصين، وقال: التبادلات الثقافية ليست فقط أساساً متيناً لتعزيز العلاقات بين الشعبين، بل تلعب أيضاً دوراً محورياً في عودة وزيادة عدد السياح الصينيين إلى إيران. وأضاف: الشعب الصيني يكنّ احتراماً ومعرفة عميقة بحضارة وتاريخ وثقافة إيران، مشيراً إلى “أن إيران، بما تمتلكه من إرث غني في التاريخ والفن والمعمار وأسلوب الحياة الفريد، تُعدّ وجهة جذابة للسياح الصينيين. نحن في سفارة جمهورية الصين الشعبية نتعاون بشكل وثيق مع المؤسسات الثقافية والسياحية الإيرانية، وسنواصل هذا التعاون في المستقبل”.

 

 

وفي ردّه على سؤال حول تسهيل سفر السياح الصينيين إلى إيران، أوضح زونغ بي وو: أن “السفارة تقدم إيران كمقصد جذاب وآمن لمواطنيها. الإيرانيون شعب مضياف وذو ثقافة عالية، وهذه الصفات جعلت إيران من الوجهات المفضلة لدى السياح الصينيين”.

 

 

كما أعلن زونغ بي وو عن مشاورات مع شركات الطيران في البلدين بهدف إقامة رحلات جوية مباشرة بين إيران والصين، وقال: نحن بصدد دراسة وتنسيق مع شركات الطيران لإطلاق رحلات مباشرة بين مدن إيران والصين. هذا الإجراء يمكن أن يلعب دوراً كبيراً في تعزيز التبادلات الاقتصادية والثقافية والسياحية بين الشعبين.

 

 

وأشار إلى جهوده الشخصية لتعريف إيران للسياح الصينيين، وأضاف: خلال رحلاتي إلى مختلف محافظات إيران، أنشر مقالات باللغتين الصينية والفارسية لكي يتعرف الشعب الصيني أكثر على جمال إيران وإمكاناتها السياحية.

 

وفي الختام، أعرب زونغ بي وو عن أمله في مستقبل العلاقات السياحية بين البلدين، وقال: نظراً للعلاقات الودية والمتنامية بين إيران والصين، أتوقع أن نشهد في المستقبل القريب زيادة ملحوظة في عدد السياح الصينيين في إيران.

 

 

عرض ٩٠ قطعة من آثار التراثية المشتركة

 

 

من جهته، قال رئيس معهد التراث الثقافي والسياحة: تمّ عرض ٩٠ قطعة من الآثار التراثية المشتركة بين إيران والصين في معرض المتحف الوطني الإيراني قسم المتحف الإسلامي اعتبارًا من یوم 14 أکتوبر ولمدة شهر لزيارة عامة الناس.

 

 

وصرح محمد إبراهيم زارعي: تم جمع ٩٠ قطعة من الآثار التراثية المشتركة بين إيران والصين تشمل الأقمشة، الفخار، المعادن، الجلد، اللوحات، الخزف الأزرق والأبيض من العصر الصفوي، الخزف والأواني من العصر القاجاري من عدة مجموعات مثل قصر کلستان، متحف الشيخ صفي الدين الأردبيلي، المتحف الوطني الإيراني وعرضها في معرض بعنوان «هدايا الحرير» في المتحف الوطني الإيراني قسم المتحف الإسلامي لعامة الناس. وأضاف: هذا المعرض مفتوح من يوم 14 أكتوبر حتى 13نوفمبر لمدة شهر.

 

 

وقال زارعي: نأمل أن يؤدي تنظيم مثل هذه المعارض، التي افتتحت بحضور سفير الصين، إلى تطوير السياحة بين الصين وإيران، وأن نتمكن من جذب حصة أكبر من المسافرين الصينيين. وأوضح: جميع القطع المعروضة في المتحف الوطني الإيراني تم توثيقها في كتاب مصور من 130 صفحة بثلاث لغات: الفارسية والإنجليزية والصينية، وقد تم طبعه.

 

 

وأشار إلى أنه في مجلة «دراسات آثار بارسه» تم نشر 12 مقالة حول أوجه التشابه في العلاقات الثقافية والإيرانية كتبها 12 خبيراً من إيران، وأمريكا، والصين، وألمانيا، وتم إصدارها باللغتين الفارسية والإنجليزية، وكُشف عنها في هذا المعرض ولاقت اهتمام المسؤولين الصينيين.

 

 

المصدر: الوفاق