في مشهدٍ جمع بين الإيمان والمقاومة، وبين الأمل والتحدي، وجّه الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، رسالة تقدير واعتزاز إلى المشاركين في التجمع الكشفي الكبير «أجيال السيد»، الذي أقيم في المدينة الرياضية، مؤكدًا أن «مشهد الاجتماع الكشفي الكبير هو لوحة إبداع بألوان الطهر والإيمان والمقاومة».
تجديد العهد والولاء
وفي كلام وجهه لكشافة الإمام المهدي (عج)، أضاف الشيخ قاسم «أننا نعبّر لكم عن تقديرنا واعتزازنا بكشافة الإمام المهدي (عج) المتألقين وبكل من ساهم في هذا الإنجاز»، مضيفًا: «لقد زدتم رصيد جند الإمام المهدي (عج)، فاستبشروا بالنصر».
وتابع: «يا كشافة الإمام المهدي (عج)، أنتم أجيال السيد المقدس السيد حسن نصر الله المتربع على عرش الشهادة مع صفيّه (السيد هاشم صفي الدين) والشهداء، تنثرون في محضرهم أطايب العزة والثبات على درب المقاومة»، موضحًا أنّكم «اجتمعتم رياحينًا في حديقة الأمل برعاية صاحب الزمان(عج) لتجديد العهد والولاء».
وحول التجمّع، أكّد الشيخ قاسم أنّه «مشهد قوة وأمل. 74475 كشفيًا وكشفية عانقتم السماء وصدحتم باتجاه المستقبل»، موضحًا أنّ «كشافة الإمام المهدي(عج) نور هداية الشباب إلى النموذج التربوي الأسمى، ومعكم سننتصر ليعم السلام المقرون بتحرير الأرض والإنسان»، و«معكم لن تهزمنا “إسرائيل” الغاصبة وأميركا الطاغية، فقد جُبِلت أرضنا بدماء شهدائنا لنبقى ونستمر ونعيش في وطننا لبنان سيدًا حرًا ومستقلًا».
وختم سماحته بالقول «معكم ستبقى فلسطين والقدسُ طريقَ الحقّ، وبوصلتَنا نحو خير المنطقة والبشرية. معكم سنواجه التحدّياتِ بأسمى التضحيات، وستبقى رايتُنا مرفوعةً وقويّةً بإذن الله».
مشهد القوة في وجه التصعيد
وأمام صمود شعب المقاومة ووقوفهم في وجه العدوان الصهيوني في مشاهد عدة، ما زال العدو الصهيوني يوغل في إجرامه بحق هذا الشعب الأبي فكان جنوب لبنان يرزح تحت وطأة غارات صهيونية عنيفة، حيث شنّ العدو مساء الخميس 16 تشرين الأول/أكتوبر 2025 سلسلة اعتداءات جوية استهدفت مناطق واسعة من الجنوب، أبرزها بين بلدتي «أنصار» و«سيناي»، ما أدى إلى إصابة ستة مواطنين في حصيلة أولية.
الغارات طالت قلعة «ميس» ومنشآت صناعية بينها مجبل باطون وكسارة تابعة لشركة المجابل العاملية، وأحدثت دويًا هائلًا ووميضًا غير مسبوق شوهد من مسافات بعيدة، ما أثار الهلع بين السكان. وزارة الصحة أعلنت أن الجرحى بينهم ثلاثة سوريين ولبنانيين اثنين من عمال المجبل، وقد تلقوا العلاج اللازم وحالتهم مستقرة.
عون: العدوان يستهدف البنى الإنتاجية
من جهته، أدان رئيس الجمهورية العماد جوزف عون الاعتداءات الجوية التي شنها طيران العدو، معتبرًا أنها تأتي ضمن سياسة ممنهجة تهدف إلى تدمير البنى الإنتاجية وعرقلة التعافي الاقتصادي، مؤكدًا أن هذا التصعيد يُشكّل خرقًا جسيمًا للقرار 1701 وللاتفاق على وقف الأعمال العدائية للعام 2024.
وقال الرئيس عون: «كيان العدو يواصل انتهاك التزاماته الدولية واستخدام القوة خارج أي إطار شرعي أو تفويض دولي، ما يفرض موقفًا دوليًا يضع حدًّا لهذه الانتهاكات المدانة».
الكيان الصهيوني يواصل التصعيد
في المحصلة في وقتٍ يواصل فيه العدو الصهيوني اعتداءاته على الجنوب اللبناني، مستهدفًا منشآت مدنية وبنى إنتاجية، جاء التجمع الكشفي الكبير «أجيال السيد» من بين صور مختلفة لشعب المقاومة ليؤكد أن هذا الخيار ليس مجرد شعار، بل نهج متجذر في وجدان الأجيال الصاعدة. رسالة الشيخ نعيم قاسم إلى كشافة الإمام المهدي (عج) حملت تأكيدًا واضحًا على أن النصر يتحقق بالإيمان والالتزام، وأن كيان العدو وأميركا لن تنجحا في كسر إرادة شعب المقاومة.
بين مشهد القوة في المدينة الرياضية، ودويّ الغارات في الجنوب، تتجلى صورة لبنان المقاوم: شعبٌ يواجه العدوان، ويُربّي أبناءه على العهد، ويثبت أن المعركة مع الاحتلال لا تُخاض فقط في الميدان العسكري، بل أيضًا في بناء الإنسان الواعي، المؤمن، والمستعد للدفاع عن الأرض والكرامة.