الدكتور محمد رضا عارف، في لقاء مع مجموعة من الصناعيين ورواد الأعمال في محافظة يزد (وسط إيران)، وفي إشارة إلى عقد العديد من الاجتماعات في الحكومة الرابعة عشرة على مستوى رئيس الجمهورية ونائبه الأول مع الصناعيين وروّاد الأعمال، أكد أن هذه الاجتماعات تُظهر عزم الحكومة على حل مشكلات الصناعيين ورواد الأعمال لزيادة الإنتاج في البلاد.
وأشار الدكتور عارف إلى أن استراتيجية الحكومة تتمثل في تفويض جزء من المهام السيادية إلى القطاع الخاص، لأنها تثق بنشطاء هذا القطاع وتؤمن بأنه لا ينبغي أن يتعرض القطاع الخاص لأي ضرر من جانب الحكومة؛ ومع ذلك، فإن التعامل القانوني مع بعض المخالفين الذين يستغلون ظروف البلاد لا ينبغي أن يُفسر على أنه استهداف للقطاع الخاص.
كما أشار النائب الأول لرئيس الجمهورية إلى عزم الحكومة على تفويض الصلاحيات للمحافظات، خاصة المحافظات الحدودية، لاستيراد السلع الأساسية، وقال: تم اختيار كل محافظة حدودية كمعين للمحافظات الداخلية لتلبية احتياجات تلك المحافظات في الظروف الخاصة التي تمر بها البلاد. كما تتبع الحكومة توصية قائد الثورة الإسلامية بتنويع مصادر استيراد السلع الأساسية.
وأكد الدكتور عارف على أن تنفيذ برنامج التنمية السابع يتطلب استثمارات تتراوح بين 150 و200 مليار دولار؛ مضيفاً: نهج الحكومة هو تسهيل الاستثمار. نحن نؤمن بوجود رأس مال كافٍ داخل البلاد، كما أن الإيرانيين في الخارج يرغبون في الاستثمار، ويوجد قانون لتسهيل الاستثمار في البلاد؛ لكن يجب معالجة مشكلات البيروقراطية وبعض العراقيل.
إيران دائماً مستعدة للتفاوض
كما أكد أن إيران كانت دائماً مستعدة للتفاوض مع جميع الدول باستثناء الكيان الصهيوني. مضيفاً: لقد تفاوضنا حتى مع الولايات المتحدة؛ لكنهم هاجموا بلادنا في خضم المفاوضات.
نحن أهل التفاوض؛ لكننا لن نستسلم للمطالب المبالغ فيها، والشعب الإيراني أيضاً لا يقبل أن نرضخ لتلك المطالب الزائدة. وتابع قائلاً: الولايات المتحدة تطالب إيران بقبول شروطها لتبدأ المفاوضات؛ لكننا لا نقبل هذا النهج للتفاوض.
تتظاهر أمريكا بموقف داعم لحقوق الإنسان ومؤيد للتفاوض؛ لكنها في خضم المفاوضات هاجمتنا لتجبرنا على الاستسلام، إلا أن الشعب خرج إلى الميدان وأثبت أنه لا يقبل بالاستسلام.
وقال الدكتور عارف: لقد برزت قطاعات الصناعة والخدمات خلال الحرب المفروضة التي استمرت 12 يوماً، وحققت أداءً ناجحاً، هذه المقاومة من الشعب هي التي أكسبت بلادنا العزة والفخر على الساحة الدولية.
وأكد النائب الأول لرئيس الجمهورية على أن تعزيز الاقتدار الوطني يمثل استراتيجية الحكومة الرابعة عشرة، وأشار إلى أن تأمين معيشة الشعب وزيادة التجارة الخارجية تُعدان من السبل لتعزيز هذا الاقتدار، وتسعى الحكومة إلى تطوير العلاقات على جميع المستويات مع الدول المجاورة.
وفي الوقت الحالي، لدينا تجارة حرة مع اتحاد أوراسيا، كما توجد سوق تبلغ حوالي 350 مليون نسمة في المنطقة لتصدير المنتجات الإيرانية، وهي فرصة يجب استغلالها.
الإمكانات الكبيرة لمحافظة يزد
وأشار الدكتور عارف إلى الإمكانات الكبيرة لمحافظة يزد ودور الصناعيين فيها خلال الظروف الخاصة التي تمر بها البلاد، وأكد أن هذه الإمكانات جعلت التوقعات من يزد تتمثل في أن تلبي احتياجاتها الخاصة، وأن تلعب دوراً مؤثراً في الاقتصاد الوطني.
وفي ختام حديثه، أشار النائب الأول لرئيس الجمهورية إلى أهمية الحفاظ على ثقافة أهالي يزد في الأعمال التجارية والتجارة كرأسمال معنوي، وقال: إن الحرب المفروضة التي استمرت 12 يوماً كانت حرباً في مجال العلم والتكنولوجيا والحرب الناعمة، ويمكن ليزد، بفضل إمكاناتها العلمية، أن تلعب دوراً في هذه المجالات، بما في ذلك تطوير الذكاء الاصطناعي، ويجب على الصناعيين ورواد الأعمال استغلال هذه الإمكانات.
وتمّ، في هذا الاجتماع، مناقشة مشكلات قطاع الصناعة واستعراض مقترحات الصناعيين لتحسين ظروف الإنتاج في محافظة يزد.